عدن.. البنك المركزي يعلن سحب تراخيص منشأتين للصرافة ويغلق مقراتها    عدن.. البنك المركزي يعلن سحب تراخيص منشأتين للصرافة ويغلق مقراتها    الجيش الإسرائيلي يعلن اتخاذ الخطوات الأولى للسيطرة على غزة    ابرز نتائج الدور التمهيدي المؤهل لدوري ابطال اوروبا    جبل الوطن يترنح…!    جبل الوطن يترنح…!    الرشيد يضرب السهام برباعية ويبلغ ربع نهائي بطولة بيسان    ارتفاع جديد لاسعار الذهب عند التسوية    مسيرات طلابية في حجة تضامناً مع الشعب الفلسطيني    الرئيس المشاط يعزي الشيخ أحمد الراعي في وفاة زوجته    معلمون يصنعون الجهل    قرار جمهوري بإنشاء الهيئة العامة للأوقاف والإرشاد    مؤتمر علماء اليمن السنوي !    بسبب الامطار ... انهيار حصن تاريخي في صنعاء .. صورة    مناقشة مرتكزات الرؤية الوطنية لتوطين الصناعات الدوائية    فريق طبي يتمكن من إعادة إنتاج الأنسولين ذاتياً لمريض سكري    السفير أبو رأس يوضح بشأن الأنباء المتداولة حول محاصرة منزل رئيس المؤتمر الشعبي العام بصنعاء    النائب "الموهوم"    معتقل سابق في سجون مأرب يكشف كيف تحول أحد السجناء إلى مقعد بفعل التعذيب..!    بن سميط يحذر من مشروع "ضرب من الخيال" في شبام    محافظ شبوة يتفقد أعمال مشروع مبنى الطوارئ بمستشفى بن زايد    الهيئة الإدارية للجمعية الوطنية تستعرض أبرز المستجدات على الساحة الوطنية    التمر أم الموز.. أيهما أفضل لتنظيم سكر الدم وصحة القلب؟    وفاة طفلتين بانهيار سقف منزل جراء الأمطار في مأرب    قرعة كأس الخليج للناشئين تضع منتخبنا في المجموعة الاولى    رابطة المدربين الإيطاليين تطالب بإيقاف "إسرائيل" عن المنافسات الدولية لكرة القدم    وزير الاقتصاد يُدشن المرحلة الأولى من مشروع تحديث البنية التحتية التقنية بالوزارة    لوبيات تعطل الإصلاح    نبتة خضراء رخيصة الثمن.. تخفض ضغط الدم وتحمي من السرطان    لجان الرقابة الرئاسية.. أداة فاعلة لتعزيز الشراكة وتحسين الأداء    استشهاد لاعب فلسطيني أثناء محاولته الوصول لمساعدات إنسانية    المرة الثالثة.. صلاح يتوج بجائزة لاعب العام    في السوبر.. هونج كونج تحتفي ب «الدون» بعد استهجان ميسي    مجددا.. موسم الرياض يجمع عمالقة التنس    لجنة الطوارئ في خور مكسر بعدن تواصل شفط مياه الأمطار ومعالجة آثار المنخفض    سنوات من الفساد تكشفها ساعات من الأمطار    محافظ حضرموت: بوادر انفراج اقتصادي بفضل تحسن    وزير الدفاع الإيراني: الصاروخ الإيراني الجديد سيستخدم ردا على المغامرة المحتملة للعدو الصهيوني    الأرصاد يحذر من أمطار غزيرة وعواصف رعدية على معظم المحافظات    الاتصالات تلزم الصمت تجاه الانقطاعات المتكررة للإنترنت ومجموعة قراصنة تعلن استهداف مؤسسة اقتصادية    بدء مؤتمر علماء اليمن السنوي    القوة والضعف    مدير أمن ذمار يؤكد أهمية دور العقال في حفظ الأمن والسلم الاجتماعي    بين صمود الشعب وعجز الحكومة: أين تكمن الأزمة؟    الصحة العالمية: اليمن يسجل أكثر من 60 ألف إصابة بالكوليرا منذ مطلع العام الجاري    عن تجربة لم آلفها من قبل    لو كان بن حبريش بريئ لماذا رفع شعار.. "عدم المساس بالرموز القبلية والمجتمعية"    المؤتمر الشعبي العام يتخذ قرار بشأن الاحتقال بذكرى تأسيسه    ألونسو يحدد مشاكل ريال مدريد أمام أوساسونا    كلية الطب بجامعة المحويت تحيي ذكرى المولد النبوي بندوة ثقافية وتوعوية    منخفض المونسون يتجه الى الجنوب ستصحبة أمطار غزيرة جدا    اليمنية تبدأ بيع تذاكر السفر بالريال اليمني ابتداءً من اليوم الأربعاء    وزير الدفاع: المقاومة الشعبية كانت وستظل السند الأول لقوات الجيش في معركة التحرير    شذرات من التاريخ: للجهلة وعيال البامبرز عن تاريخ يافع.    اكتشاف أقدم دليل على الصيد بالسهام في آسيا قبل 80 ألف عام!    محامي شيرين:كسبنا القضية بالحجز والتعويض    أكاذيب المطوّع والقائد الثوري    توكل كرمان، من الثورة إلى الكفر بلباس الدين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجنوب أمام فرصة تاريخية أخيرة
نشر في شبوه برس يوم 15 - 11 - 2015

ثلاث مراحل رئيسة مختلفة في حياة الجنوب، خسر في مرحلتين، بسبب قياداته السياسية المغلقة على جمودها الفكري، وهاهو يعد على أصابعه مسيرةً أخيرة تحدد مستقبله كشعب ووطن.
- عشية الاستقلال تناحرت قوى جنوبية وانتصر فصيل منها ليتم إقصاء المنافسين، ومع ذلك كانت للجنوب خيارات شتى لولا أن "القادة الشباب" أسسوا دولة يمنية في بلادهم بنهج قومي، تدحرج نحو أقاصي اليسار بتطلعاته الإشتراكية، وكانت تلك موضة حمراء لدى دوائر الانتلجنسيا العربية آنذاك ، فتم خنق الدولة الوطنية بآفاقها الاقتصادية وهويتها الثقافية، وغارت الجذور في بيئة مادية وفكرية غريبة فكان النبت يباساً مسموما.
- مرة ثانية كانت للجنوب خيارات متعددة بعد أن أستفاق من صدمة كانون الثاني 86، لكي يتجاوز فشل دولة "الحزب الطليعي"، وكان بإمكانه أن يضع فاصلاً عميقاً وناصعاً في صفحة مساره من خلال إجراءات استراتيجية تغير منهج وفلسفة وجوده الحضاري، كدولة ذات سيادة تتحكم بمواقع قارية وبحرية وجغرافيا حاملة في باطنها وعلى ظهرها كنوز مخبوءة ومنكشفة، وموارد تؤهلها بأن تصبح دولةً رائدة في الاقليم. لكن مرض "التوحد" الايديولوجي أفقد القيادة قدرة التخاطب مع الواقع حينها، وأُفرغ مخزون العقل من زاده الطبيعي السوي، فأدخلوا الجنوب في تجربة لم يعشها قبله شعب في التاريخ. كانت أمامهم إمكانات الانفتاح على دول الاقليم والسعي لإقامة روابط عضوية معها، وبناء علاقات شراكة متكافئة مع الجارة اليمنية، وتأهيل الاقتصاد الوطني بطريقة تدريجية وفتح الابواب للاستثمارات المختلفة، ترافقه إصلاحات سياسية منفتحة تتجاوز منظومة الحزب الواحد، وكانت هناك رؤوس الأموال المتحفزة، وجيل من النخب الرائدة، ومجتمع يعشق النظام والقانون، وأمامهم مشروع التصالح الشامل مع الذات وإعادة لحمة الشعب، وكانت أمامهم مخارج واسعة وفسيحة للتحرك نحو مستقبل مختلف، فليس حقيقي أن النظام في الجنوب ضاقت به السُّبلُ وفرّ باتجاه الوحدة، بل هو الهلع والجُبن الذي أصاب القيادة السياسية وهي تحمل همَّ دولة حائرة مثخنة بالجراح، ولم تَر أمامها سوى منفذ "الشريجة" للعبور الى المستقبل تحت إيقاع الشعائر المبشرة بفراديس "القضية الوطنية" و"العاصمة التاريخية" و"الزواج الكاثوليكي" وغيرها من الموجودات الخطابية المعنوية في العقول الجوفاء.. فكانت الواقعة والوقيعة.
- أما ثالثاً، فلقد لاح النور الآن من صدوع واسعة في الجدار الخرساني، وبشّر بمرحلة، ربما أخيرة تحمله نحو الخلاص من كل الماضي، إن استطاع الجنوب الى ذلك سبيلا.
لقد انتصر الجنوب في معارك ميدانية وأظهر العجائب، بمساندة دول التحالف، لكنه دخل بعدها مباشرة في فراغ وحٓيرة، مما ساهم في أن يستبد الخوف.
المرحلة الحالية بحاجة الى قليل من الكلام والشطط والفتوَّة، وكثير من العقل والفعل والنظافة والتواضع، ويجب تحقيق أمرين اثنين؛ توحيد المقاومة الجنوبية وتطوير قدراتها، والثاني هو قيام تحالف القوى السياسية على أن لا يستقوي بمهرجانيات تعيد للذاكرة "كل الشعب قومية" أو ب"خطابات الزعيم الأوحد" الذي يقود شعبه حسب المزاج وحالات الكيف السياسي، بل يجب أن يتشكل بصورة فورية في اطار جبهوي وطني يضم كل الاطياف، ويبدأ نشاطه بحوارات بناءة مع التيارات الجنوبية (الاسلامية والوطنية) التي تختلف مع مشروع استعادة الدولة، ولا يهم بالطبع أي مسمى لأن الأهم هو أن يقود بشكل واعٍ وواقعي إلى الخلاص، والجميع يفهمون ما يعني الواعي والواقعي.
حين يجتاز الجنوب هذين الامرين يصبح على مشارف الحرية الكاملة، عداهما ستتبخر فرصة أخيرة ويُصدَّر الجنوب أشتاتا (إن هو نجا من الفوضى) كملحقات لصنعاء، مع امتيازات معنوية، ليعيش حالة ظمأ للحرية، لا يرتوي بعدها أبدا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.