يعود الوجود اليهودي في اليمن إلى عصورٍ مضت، حتّى أنّ اليهودية كانت إحدى الديانات الرئيسية في اليمن القديم. في العصر الحالي، لم يتبقَ في اليمن سوى بضع عائلات من الطائفة اليهودية ومعظمهم يفكّر أو يرغب بالرحيل. فكيف سيكون مستقبل هذه الأقلية؟ يقول الصحافي والباحث اليمني غمدان الدقيمي إنّ عدد اليهود في اليمن تقلّص بعد قيام دولة إسرائيل عام 1948، وتمّ تهجير ما يقارب 50 ألف يهودي من البلاد في عملية عُرفت باسم “عملية بساط الريح”. استمرّ تناقص عدد اليهود اليمنيين، حتّى قدّر عدد من تبقى منهم في البلاد بخمسة آلاف يهودي عام 1990. في العام 2010، يقول الدقيمي “بات العدد تقريباً 250 فرداً يهودياً، كما هناك لغط حول العدد الحقيقي. يقول بعض الباحثين إن العدد لا يتجاوز السبعين يهودياً لكن المهتمين داخل الطائفة يقدّرون العدد الحالي ب150 يهودي في اليمن”. انتهاكات متكررة تعرّض يهود اليمن لانتهاكات متكرّرة، أبرزها تهجير العشرات منهم عام 2007 من قبل جماعة الحوثيين المقيمين في قرية “آل سالم” بمحافظة صعدة. دفع تهجيرهم بالحكومة اليمنية إلى نقلهم إلى “المدينة السياحية” شرق العاصمة صنعاء، بالقرب من السفارة الأميركية. ويتوزعون حالياً بين المدينة السياحية ومحافظة عمران. تصرف السلطات اليمنية حالياً إعاشة شهرية بمقدار 5 إلى 10 آلاف ريال لكل فرد، لكنّ هذا المبلغ بحسب الدقيمي “زهيد جداً ولا يكفي بعد فقدانهم ما تبقى من مصادر رزقهم”. بحسب الدقيمي “تميّز يهود اليمن بممارسة المهن التقليدية كالنجارة والحدادة وصياغة الذهب والفضة وغيرها من الأعمال الحرفية التي للأسف الشديد اندثرت في الآونة الأخيرة”. الحال تغيّر واليهود الآن يفتقرون لأبسط الأعمال بسبب انتشار الفقر والبطالة وانعكاس تدهور الأوضاع في البلاد عليهم بشكل سلبي. لكن يهود اليمن ليسوا طرفاً في الصراع الحالي، كما يقول الدقيمي “وبالتالي لا جديد في مسألة أوضاعهم قبل الصراع او في ظل الصراع”. “لن نرحل“ بعد اشتداد وتيرة العنف في البلاد وانعدام الاستقرار السياسي والاقتصادي، بات انقراض الطائفة أمراً وارداً. الوضع السيء يدفع اليهود إلى الهجرة، لكن تبقى أصوات قليلة متمسكة بالأرض تقول بإصرار “لن نرحل”.