المطرب: الموسيقار فضل محمد اللحجي ( 1911 1967 ). ولد بمدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج. تلقى مبادئ القراءة والكتابة والعزف على آلة العود على يد أبيه. ثم تعهد الأمير القمندان به وبزميله مسعد بن احمد حسين، وجعل منهما مطربين مشهورين في اليمن وخارجها. وقد تفرّد فضل محمد في تطوير بعض ألحان القمندان وبعض ألحان التراث بالإضافة إلى ابتداعه لألحان جديدة محافظاً على مدرسة القمندان ومضيفاً إليها. ويُعد فضل اللحجي أفضل عازف على آلة العود في جزيرة العرب، وأكبر مطربي اليمن. وبتعبير فيصل علوي :"لما يعزف فضل محمد يجيك كما السيل.. سيل سيل". إن لفظة "موسيقار" تصحّ لقباً لهذا المطرب الذي أرسى مع أستاذه القمندان بنيان اللون اللحجي؛ واستحقّ أن يذكر القمندان إسمه في قصيدتين. عُرف فضل محمد بفضله وبساطته وتعاونه ومحبته للناس وبعزّة نفسه. من ألحانه: (طاب السمر يا زين)،(البدرية) و(سال لِحْسان) للقمندان؛ و(سرى الليل يا خلان) و(يا عيدوه) لسبيت؛ و(سقى الله روضة الخلان) لصالح فقيه، و(أخاف) و(قضيت العمر) لصالح نصيب .. وغير ذلك كثير. وتمر الأيام و ذات ليله وهو في مسكنه في المنصورة وفي حوالي الساعة السادسة والنصف مساءاً إذ بمنادي ينادي عليه من خارج منزله وعند خروجه أطلق عليه مجهول النار وعلى إثرها نقل إلى مستشفى (الجمهورية) كان ذلك في 19 يناير 1967م مكث في المستشفى ثلاثة أيام ثم انتقلت روحه الى جوار بارئها في يوم الجمعة الثالث من فبراير 1967م نقل جثمانه الطاهر الى لحج ليدفن في مقبرة زيد بالرباط في مدينه الحوطة بعد أن ألقى عليه أهله ومحبوه نظرة الوداع الأخيرة … إن القلم ليقف متجمداً عن المضي في السرد كما أن اللسان ليعجز عن أن يتحدث عن النهاية فلقد توقف قلبه الكبير عن النبض وتوقفت معه تلك الانامل عن مداعبة اوتار عوده ، كما اختفى صوته الرخم عن الشدو والغناء … جمع الشاعران عيسى ونصيب سيرة حياته في كتاب: (فضل محمد اللحجي: حياته وفنه) ، صدر عن دار الهمداني عدن عام 1984م . من اغانيه : كحيل الطرف ما بالقى مثيله كحيل الطرْف كلمات: أحمد علي النصري والأميرين محسن صالح ومحسن بن أحمد ، لحن وغناء: فضل محمد اللحجي هذه الأغنية من مساجلة شعرية شهيرة جرت في عام 1956 بالحوطة بين خمسة من شعراء لحج هم: أحمد علي النصري والأمراء: محسن صالح مهدي والملحن الأمير محسن بن أحمد مهدي العبدلي، والأمير صالح مهدي بن علي وعبدالله هادي سبيت . وقد بنيت على دان لحجي على وزن: (يهناك طيب المحبة يا ورش). استهلها الشاعر احمد علي النصري: مَسَكْ لي سيف في قلبي وقطّع * وانا صابر واقول أيوَه وِهِيْ له قطَعْ قلبي على سته وسبّع * وقلبي لم يزلْ عاده حِلِيْ له هجرني باعني والعين تدمع * وأيش سوّيْ ولا باليد حيله * * * مسيت أعمى وذكره جاء ونوّر * مسح لي هَمْ قدَهْ من ألف ليله خياله مرّ في قلبي ودوّرْ * جَزَع شاخِطْ ولا كأني عميله حبيب القلب قلبه ليه تحجّر * مع أني من الأبجد زميله * * * فقال الأمير محسن صالح مهدي: جفاني النوم وانا والليل مَقْلَب * مسى الهاجس معي ساهن حليله صحا قلبي مع النجمة وطرّب * يُبَأ يشرب ولا واحد رثي له كفاني الهجر كم قلبي تعذب * وانا صابر واقول يمكن يجي له * * * ثم ختم الأمير الملحن محسن بن أحمد مهدي: نهبني هاشني روحي وقفّا * أخذ قلبي لَعَبْ به (دِيْل دِيْلَهْ) عذولي اليوم فيني قد تشفّى * لعب بي لعب قط ماشي مثيله طَرَح شارح وعاده زاد عفّى * ومَن أقدَم على ذا الغصن ويله