قدر الله ان تكون سواحل جنوب شبه الجزيرة العربية موطن البشرية في طورها الاول جنة ابونا ادم وأمنا حواء عليهما السلام.. كما كان قدرها ايضا ان تكون مرسى سفينة ابونا نوح عليه السلام والوعاء الذي انطلقت منه البشرية في طورها الثاني لاعمار الارض وموطن الساميين الاول وموطن العرب الاقحاح الذي يشكل الوعاء الذي انطلقت منه الهجرات العربية الى شمال الجزيرة ومصر وغيرها.. وقدرها ان عصر التمكين الرباني الاول لنشر العدل والخير الى مشارق الارض ومغاربها انطلق منها على ايدي تبع ذو القرنين.. ذلكم موجز مختصر عن موطن العرب الجنوبيون - الجنوب العربي- كما ان هذه الرقعة الجغرافيه الصغيرة وشعبها قد كان ومازال وسيظل الدرع الجنوبي للجزيرة العربية والخليج العربي.. وفي عام 90م دخل قادة الجنوب في شراكة وحدوية بدولة اندماجيه بموجب معاهدات واتفاقيات مودعة في جامعة الدول العربية والامم المتحدة. وانقلب الطرف الشمالي على هذه الاتفاقيات وعلى وثيقة الاجماع الوطتي الموقعة في الاردن في 21 فبراير94م وشن الحرب على الجنوب في 27ابريل94م وبعد مناشدات عربية ودوليه للشمال بوقف حربه الغادرة التي ساندته فيها قوى الارهاب من افغان العرب والجهاد الاسلامي على الجنوب لكن تمادى الشمال مستغلا التراخي الجنوبي المؤمن بالوحدة مما اضطر الرئيس الجنوبي الى الانسحاب من شراكة الوحدة اليمنيه من طرف واحد في 21مايو94م .. وصدر قرارين بوقف الحرب من مجلس الامن الدولي وبيان مجلس وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي برفض الوحدة بالحرب دون استجابة قيادة الشمال -التي انقسمت اليوم الى شرعيه والى متمردين- واحتلت الجنوب في 7/7/94 ومنذ ذلك اليوم وشعبنا يرفض ان تكون بلاده تحت الاحتلال العسكري اليمني بوحدة مفروضة بالدبابات والمدفعيه وانطلق حراكه السلمي في 7/7/2007 معلنا مطالبته باستعادة استقلاله وقيام دولته بهويتها الوطنيه الجنوب العربي.. ولم ياتي منتصف مارس 2015 الا وقد اصبح الجنوب محررا بايدي حراكه الجنوبي ولجانه الشعبية الجنوبية.. لكن الشماليين شنوا حربهم الثانيه بنسخه طائفيه ودعم ايراني وتدخلت دول التحالف العربي بضرباتها الجوية مستشعرة الخطورة على امن دولها وشعوبها 'وهو ماكان يدركه الحراك الوطني الجنوبي وكان قدرنا ان نكون مع العرب وتحديدا دول الجزيرة والخليج حتى تم تطهير الجنوب وهزيمة الحوثعفاشي والمشروع الصفوي في المنطقة في 14يوليو من نفس العام .. اما وقد مضت على معاناة الجنوب وشعبه سنة ونيف بعد تحريره وظهور ملامح عودة الاحتلال اليمني على ايدي فريق الشرعيه التي كانت من ابرز المهاجمين والمتفيدين بفتاويهم الظالمة للجنوب في حرب عام94م وذلك مايجب ان يكون واضحا ومعروفا ان شعب الحنوب لن يقبله مهما كانت الذرائع والحجج. وكما دعونا سابقا وحذرنا ولم يستمع لنا احد حتى وصلت المخاطر الى التدخل المباشر بالضربات الجويه وبعد مضي 19 شهرا فاننا من موقع الخبرة بواقع اصحاب الشمال نؤكد ان الشرعية لن تحقق لكم هدفا وان جهودها رديفا مساعدا مع المتمردين هي استنزافكم وارهاقكم تمهيدا للقادم الذي تعد نفسها بدعمكم له لتكون ضدكم مع هذا القادم ولسنا في حاجة الى التذكير ان امن واستقرار المنطقة يتطلب العدل بين الشمال والجنوب وعودة الدولتين الى ماقبل عام 90م وعلى نفس خط الحدود الدولية بينهما وغير ذلك السراب وعدم الاستقرار واستمرار الصراع.. علي محمد السليماني صحفي وباحث في تاريخ الجنوب القديم.