في هذا اليوم الخالد، الثلاثين من نوفمبر 2016م ونحن نقف على عتبة عهد جديد ، تقاربت اليه الافكار والاحلام والاهداف ، ننحني إجلالا وخشوعاً أمام أرواح شهدائنا الذين أضاءوا بدمائهم الطاهرة شعلة هذه الايام المجيدة ، واستشهدوا من أجل أن نحيا بأمن وأمان ، ونرفع قلوبنا على أيدينا لنملأها بالتعايش والتلاحم الوطني الجنوبي ومن وهج الحراك الجنوبي السلمي والمقاومة الجنوبية المباركة، ومن ملحمة الصامدين في بيحان ومكيراس وكرش وذوباب ، ومن حملة لواء الحرية: أطفالنا وشيوخنا وشبابنا، أسرنا ومعتقلينا وجرحانا وفي كل حي وفي كل قرية ومدينة، والمرأة الجنوبية الشجاعة، حارسة بقائنا وحياتنا، وحارسة اطفالنا وشبابنا. نعاهد شهدائنا الأبرار، وجماهير شعبنا العربي الجنوبي وكل الأحرار والشرفاء على مواصلة النضال لطرد الاحتلال، وترسيخ السيادة والاستقلال ... وإننا ندعو شعبنا العظيم إلى الالتفاف حول وحدته الوطنية الجنوبية ، والاعتزاز بالمتاريس التي جمعتنا لمدة 114 يوماً(26 مارس - 18 يوليو 2015 م) ، وضرورة الدفاع عن هذه اللوحة الجنوبية الرفيعة والدفاع عنها ، والحفاظ عليها ، لتظل لحظات التحرر الوطني أبدا رمزاً لتعايشنا ولحريتنا وكرامتنا في وطن سيبقي دائما وطننا لكل ابناء الحنوب. فقد تجلت ملحمة "المقاومة الجنوبية المشتركة" التي جمعت ابناء الجنوب ، بصفتها واحدة من أبرز حركات التحرر الوطني في هذا العصر حيث توحد نضال الجنوبيين ضد المحتلين رغم محاولات اختراق صفوفنا من قبل الاحزاب اليمنية. ولم تعد أسطوانة "توحدو .. توحدو .. توحدو" المشروخة مجدية في هذا الزمن الجنوبي الذي عرف الاقليم والعالم بالمطالب والحقوق الجنوبية، وأسدل ستار الختام على مرحلة كاملة من التزييف والكذب ومن خمول الضمير وحاصرت العقلية الشمالية التي أدمنت الاحتكام إلى قتل الجنوبيين بحكم الاغلبية المطلقة ، (6 مليون نسمة مقابل 22 مليون نسمة) والخرافة التي سموها"الوحدة اليمنية" والإرهاب في نفيها الهوية الجنوبية. ومع الحراك الجنوبي السلمي وجناحه المسلح المقاومة الجنوبية، وبالتراكم الرافض لكل اصناف الاحتلال اليمني يبلغ النصر الجنوبي أحدى لحظات الانعطاف التاريخي الحادة وليؤكد الشعب ، مرة أخرى حقوقه الثابتة وممارستها فوق أرضه وذلك من خلال السلطات المحلية المدنية والعسكرية والامنية الجنوبية من المهرة الى عدن. علي هيثم الغريب المحامي