طالما وأن موسم الفيس هذه الأيام مليئ بمواضيع الفساد, فأننا اليوم سوف ندلوا بدلونا ببالدي (سطل) كبير فيه تفاصيل 129 سنة هي فترة تحمل في طياتها ثمانية مجلدات كاملة فيها تقارير سنوية كانت تصدرها حكومة عدن منذ بداية دخول بريطانيالعدن عام 1839 وحتى خروجها عام 1967م . هذه التقارير فيها أدق التفاصيل كانت صغيرة أم كبيرة عن كل الإنجازات السنوية من بناء وإصلاحات وتطوير في الخدمات والبينة التحتية وكلها مدونة بموازناتها المالية الدقيقة بكل روبية وعانة وبيسة وريال ماريا تريزا ودينار وشلن وبيستين. لم تخلوا خانة أو صفحة من غير ذكر كل تفاصيل حياتنا عام بعد عام وفي جميع مجالات الحياة البشرية في عدن, وشتان بين الأمس واليوم الذين نازلين يا نهب وسرقة لأموال الشعب لم يدعوا ولا ريال إلا ونهبوه, ولا مشروع إلا ولم يُنفذ, ولا شركات إلا وكلها وهمية طلعت, المهم كله سرقة في سرقة ونهب ومسراقة, جماعة يسرقوا مال النبي وهم مسلمين بالأسم, والنصارى محافظين على كل ورقة وشتي (سند) تظهر لنا أين ذهبت ميزانيات الدولة وأموالها على مدى 129 عام وحتى يومنا هذا ... يفدوبكم فدى على بريطانيا وأيامها. *- بلال غلام حسين – مؤرخ وباحث