عندما كنا صغارا وكان جهاز الراديو وسيلة المعرفة الوحيدة ومعرفة ما يدور في العالم الخارجي كان راديو لندن وصوت العرب والقاهرة هي مصادر المعرفة والمفضلة للمستمع في ذلك الزمن الجميل الذي أنطوت من سنينه خمسة عقود , كان بعض الآباء الميالون للإستماع للطرب ذواقين رفيعين في اختياراتهم للسماع لكبار المطربين المحليين والعرب. كان هناك برنامج اسمه من "أغاني الجنوب والخليج العربي" يذاع من راديو لندن أبرز من يذيع لهم من الأغاني الفنان الحضرمي "محمد جمعة خان" وكان البرنامج محببا للكثير لجودة الإختيار لما يقدم فيه . *- محرر موقع "شبوه برس" . الزميل والأديب الحضرمي " محمد معدان" كت في الذكرى 54 لوفاه المغفور له الموسيقار الراحل محمد جمعه خان والتي تصادف اليوم الإثنين 25-12-2017 الموضوع التالي الذي يعيد نشره موقع "شبوه برس" حكاية أغنية : شفك الحسن من بديع المحيا من كلمات الشيخ الفاضل القاضي والمؤرخ الشاعر عبدالله محمد باحسن-1861- 1963م غناء الموسيقار الفنان محمد جمعة خان الموسيقى والشعر غذاء وعلاج الروح كمايقولون والشاعر الفنان الشيخ عبد الله محمد باحسن علم من اعلام حضرموت صال وجال في زمانه وله الكثير من الكتب في المسائل الفقهية.وكذلك له ديوان شعر مخطوط.له كثير من الشعر في الفخر والمدح وخاصةً المدائح النبوية وله الكثير من الشعر الغنائي التي برز من خلال مدرسته الفنية وأول من غنى هذه الرائعة الفنان الرائع المرحوم سلطان بن الشيخ علي توفى مسموماً في مدينة بمبي الهندية غيرة من قبل احد الفاتنات هناك عام1900 وهو احد تلاميذ المدرسة الباحسنية والذي أولى به الشيخ عبدالله باحسن اهتماماً كبيراً واهداه الكثير من الاغاني لحلاوة صوته وجمال شكله وحسن اداؤه وابرازه نغمات جميلة على القنبوس.كانت ايقاعات الاغنية رتيبة تماشياً مع الحان الحضرات الصوفية في ذلك الزمان حسب نفسها الصوتي. في مطلع الخمسينات من القرن العشرين تقوت علاقة الفنان محمد جمعة خان بالمطرب سعيد عبد النعيم وعبد النعيم يعتبر الصندوق الاسود للالحان الحديثة والقديمة وله الفضل في نقل الكثير من الحان الاغاني القديمة وخاصة ذات اللون العوادي وتلقينها الفنان خان ومنها هذا اللحن لاغنية شفك الحسن وهو من اللون العوادي ونرى ان محمد جمعة قد طور هذا اللحن والالحان الاخرى العوادية واعطاها نفساً واسعاً وايقاع خيالي اسرع من الايقاع القديم الرتيب فهو بحق مبعث ومطور الاغنية بصورة عامة وقد البس الفنان خان هذه الاغنية لحنين مازالا عائشين ليومنا هذا تتناقلها حناجر المطربين واحد من اللون العوادي والذي يتصدره نأي بوتمباك اوفرج علي من بداية المذهب للاغنية للتسليم الاخير وآخر لحن من لون اهل الحجاز ايقاع سريع.وننتقل لقراءة الكلمات كما تقول كلماتها شفك الحسن من بديع المحيا جل من قد انشاك بشراً سويا قد غدى راتعاً بحسن بهاء رافلاً في جماله اليوسفيا مالليلى ومالسعدى ولبنى من جمال ومالهند وميا يخجل البدر حين يبدو بليل اولشمس النهار حين تلقي فيا لوتحس من ريقه اي ميت عاد من طعمه المعسل حيا ذاب روحي كثير التجافي عشقه قد كوى بقلبي كيا شاهدي في هواه دمعي واني عبده في يديه نشراً وطيا ياولاة الهوى دعوا اللوم عني لست انسى الاحباب مادمت حيا كلما اشتقتهم تزح عيوني بدموع في بكرة وعشيا فبحر الجوى اناجي ربي كما ناجا عبده زكريا ضقت ذرعاً مما اقاسي فهب لي رب من لطف من لدنك وليا لم يك البعد باختياري ولكن كان يوم الفراق شيئاً فريا ماختياري ماقدرتي يارفاقي كان امراً مقدراً مقضيا انا ميت الهوى ويوم اراهم كدت ابعث بعد موتي حيا رب حقق رجواي فيهم فاني لم اكن بدعاك ربي شقيا