في كل المنعطفات التي مر بها الجنوب منذ الاستقلال حتى اليوم، كانوا الجنوبيون يذهبون إلى أعماق المحيط مع أنهم كانوا يظنون أنهم يذهبون إلى الشاطئ ، فهم بحركة 22 يونيو 69 وحركة 26 يونيو 78 وحركة 13 يناير 86 ذهبوا إلى أعماق المحيط ، ثم توغلوا أكثر بوحدة 22 مايو 90 ، ثم توغلوا بالتوقيع على إتفاق الرياض . كل هذا يؤكد إن النخب الجنوبية ، التي استولت على السلطة منذ الإستقلال حتى اليوم ، وكذلك النخب التي تتزعم الجنوبيين اليوم ، لم يكن لديها رؤية استراتيجية تمكن شعب الجنوب من الخروج من أعماق المحيط إلى الشاطئ .
كان على الجنوبيين إن لا يفرطوا بالمبدأ الاستراتيجي ، الذي يقول إن الجنوب للجنوبيين وحدهم دون سواهم ، والذي تفريطهم به منذ اليوم الأول للاستقلال ، كان سببا في كل المآسي التي مروا بها منذ الإستقلال حتى اليوم ، فهل ستعي النخب الجنوبية على إختلاف مشاربها السياسية والاجتماعية ذلك ، لتتمسك بذلك المبدأ ؟ لإخراج شعب الجنوب من أعماق المحيط إلى الشاطئ.