بعد قراءتي لرسالة الرئيس الأسبق لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الأخ علي ناصر محمد التي بعث بها مؤخرا إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش بخصوص الحرب في اليمن وخيارات السلام والتي تضمنت مبادرة لوقف الحرب ، وما جاء في تعليق الكاتب السياسي سالم صالح بن هارون على هذه المبادرة ، في تعليق خص به موقع شبوة برس تحت عنوان "مبادرة علي ناصر محمد تتجاهل القضية الجنوبية"،. وماكان للرئيس الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد من مبادرات سابقة التي سبق وتقدم بها إلى المجتمعين الدولي والعربي التي في جميعها كان يضع نقاطه المقترحة الداعية إلى وقف الحرب في اليمن وإحلال السلام ، تعجبت مستغربا كيف لكل هذه المبادرات المتعددة للرئيس علي ناصر محمد ولم يذكر في أي منها أيا استحقاق للجنوبيين في استعادة دولتهم كقضية رئيسة وجوهرية، لايمكن لأي سلام أن يحل في اليمن شماله وجنوبه بل وفي منطقة الجزيرة والخليج إلا بعد استحقاق الجنوبيين استعادة دولتهم ويكون ذلك بأعتراف سياسي شمالي وخليجي ودولي.
أن هذا الاستغفال أو التجاهل من قبل الرئيس الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد في جميع مبادراته في عدم إشارته لامن قريب ولا من بعيد إلى أحقية الجنوبيين استعادة دولتهم المستقلة ذات السيادة يضع التاريخ النضالي السياسي للرئيس علي ناصر على المحك، وذلك للعلاقة الوثيقة المقترنة التي لايمكن تجزأتهما أو نسيانهما أو إنكارهما بين التاريخ النضالي السياسي للرئيس الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد وبين الدولة الجنوبية السابقة التي كانت مستقلة وذات سيادة.
وبغض النظر عن الأحداث والمشكلات السياسية والعسكرية التي حدثت في ظل ظروف جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية المستقلة أكان الرئيس علي ناصر مصيب أو مخطئاً فيها أو في أجزاء منها ، فأن ذلك لايعطيه الحق فيما يقدم من مبادرات إلى مبعوثي الأممالمتحدة إلى اليمن أن يتجاهل أو يتغافل أو يتنكر عن دولة الجنوب المستقلة سابقا ، أو عن استحقاق الجنوبيين استعادة دولتهم حاليا، خاصة بعد ما رأى من طوفان شعبي ثوري سياسي جنوبي وهم يطالبون في استعادة دولتهم وفك ارتباط الجنوب عن الشمال من ماتسمى الوحدة اليمنية المشؤومة ، وذلك لكونه قد كان أحد رؤسائها في فترة من فترات تاريخها السياسي السيادي ، وأي تنكر لأحقية مطلب استعادة الدولة الجنوبية حاليا من قبله فهذا يعني تنكره لدوره النضالي السياسي ولفترة رئاسته جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية المستقلة .
وكيف له أن يتجاهل ذلك؟ ومنظمة الأممالمتحدة التي إلي مبعوثيها إلى اليمن يرسل رسائل مبادراته المتطلعة إلى وقف الحرب وإحلال السلام كانت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وإلى وقت قريب عضوا فيها، وله فيها كان من يمثله أثناء فترة ترأسه جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.
المفروض بل والواجب الوطني الجنوبي يتحتم على جميع الشخصيات الجنوبية المتواجدة حاليا في الخارج من الذين تبوؤا مناصب سيادية كبيرة في دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ، مثل علي ناصر محمد وعلي سالم البيض وسالم صالح محمد وحيدر أبوبكر العطاس وياسين سعيد نعمان وصالح عبيد احمد وصالح عبدالله مثنى وغيرهم أن يكون هم أول الداعين إلى مطلب استعادة الدولة الجنوبية المستقلة ، لما كان لهم فيها من تاريخ نضالي وسياسي وعسكري كبير ، وأن يكونوا هم أول الداعمين للمجلس الانتقالي الجنوبي في جميع منعطفاته التفاوضية السياسية الديبلوماسية خارجيا التي من خلالها يهدف إلى استعادة دولة الجنوب المستقلة ، ليتداركوا إصلاح ما أفسدوه في الجنوب وشعبه .
إليكم أقول، بل أنكم تعرفون جيدا، وهذا يعد جرحا في وطنيتكم، أن أكثر الذين أشعلوا الثورة الجنوبية السلمية حماسا في ميادين النضال السلمي الجنوبي هم من جيل ماتسمى الوحدة اليمنية، أي من الذين لم يعيشوا فترة دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وأن منهم من ضحى بحياته من أجل استعادة الدولة الجنوبية التي كنتم أنتم رموز سيادتها وكبار شخصياتها.
ألف ألف ألف تحية للرئيس القائد عيدروس الزبيدي، لم يذق طعم تبوئ أي منصب سيادي في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ولا حتى منصب قائد عسكري بسيط، ومع هذا كان أول الثوار الجنوبيين فداء وتضحية ضد نظام عفاش وجبروته، إلى أن صار رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي والقائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية وهو على درب النضال سائرا نحو استعادة دولة الجنوب المستقلة حتى إعلان دولة الجنوب المستقلة بإذن الله.