اعلم ايها القارئ ان من هجر القرءان يكون قد أجرم فى حق نفسه قبل ان يجرم فى حق غيره من بنى الانسان والدليل على ذلك الجرم قوله تعالى {﴿وَقَالَ 0لرَّسُولُ يَٰرَبِّ إِنَّ قَوۡمِي 0تَّخَذُواْ هَٰذَا 0لۡقُرۡءَانَ مَهۡجُورٗا 30 وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّٗا مِّنَ 0لۡمُجۡرِمِينَۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيٗا وَنَصِيرٗا 31﴾ [الفرقان: 30-31] وبسبب هجر القرءان واتباع ماقال فلان عن فلان،حدث بالامس تفجيران بباكستان، والتفجيران حدثا فى اناس قد اجتمعوا للاحتفال بالمولد النبوى، وقد سمعنا وراينا زعماء السلفية يفتون بان الاحتفال بالمولد بدعة والبدعة فى عرفهم امر منكر ولابد من تغيير المنكر باليد لمن استطاع اليه سبيلا
وبما ان امامهم ان لم يكن معبودهم ابن تيمية قد اباح قتل المبتدع فقد اصابوا بذلك السنة، ومن اقوال ابن تيمية فى ذلك كما فى مجموع الفتاوى:وَمَنْ كَانَ مُبْتَدِعًا ظَاهِرَ الْبِدْعَةِ، وَجَبَ الْإِنْكَارُ عَلَيْهِ== وَالدَّاعِي إلَى الْبِدْعَةِ مُسْتَحِقٌّ الْعُقُوبَةَ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ، وَعُقُوبَتُهُ تَكُونُ تَارَةً بِالْقَتْلِ، وَتَارَةً بِمَا دُونَهُ، كَمَا قَتَلَ السَّلَفُ جَهْمَ بْنَ صَفْوَانَ، وَالْجَعْدَ بْنَ دِرْهَمٍ، وَغَيْلَانَ الْقَدَرِيَّ، وَغَيْرَهُمْ
اما عن هجر هؤلاء للقران فقد قال تعالى {﴿وَلَا يَأۡمُرَكُمۡ أَن تَتَّخِذُواْ 0لۡمَلَٰٓئِكَةَ وَ0لنَّبِيِّۧنَ أَرۡبَابًاۚ أَيَأۡمُرُكُم بِ0لۡكُفۡرِ بَعۡدَ إِذۡ أَنتُم مُّسۡلِمُونَ 80﴾ [آل عمران: }
فاذا كان الله قد نهى عن اتخاذ الملائكة والنبيين ارباربا من دون الله فكيف بمن من دونهم اربابا فالحلال ما احلوا والحرام ماحرموا، مع ما ورد عن نبينا الكريم انه قال: الحلال مااحل الله فى كتابه والحرام ماحرم الله فى كتابه ، وماسكت عنه فهو عفو فاقبلوا من الله عافيته، فاين استحلال هذه الدماء البريئة من القرءان؟ فماذا قال الله عن الكافرين الذين هم اشد جرما من المتدعين =فى ختام الزخرف{﴿وَقِيلِهِۦ يَٰرَبِّ إِنَّ هَٰٓؤُلَآءِ قَوۡمٞ لَّا يُؤۡمِنُونَ 88 فَ0صۡفَحۡ عَنۡهُمۡ وَقُلۡ سَلَٰمٞۚ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ 89 ﴾ [الزخرف: 88-89] فى ختام التوبة{﴿ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَقُلۡ حَسۡبِيَ 0للَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُۖ وَهُوَ رَبُّ 0لۡعَرۡشِ 0لۡعَظِيمِ 129 ﴾
والذين قاموا بالتفجير او بالموافقة عليه ذكرهم الله فى خواتيم الكهف فقال{﴿قُلۡ هَلۡ نُنَبِّئُكُم بِ0لۡأَخۡسَرِينَ أَعۡمَٰلًا 103 0لَّذِينَ ضَلَّ سَعۡيُهُمۡ فِي 0لۡحَيَوٰةِ 0لدُّنۡيَا وَهُمۡ يَحۡسَبُونَ أَنَّهُمۡ يُحۡسِنُونَ صُنۡعًا 104 أُوْلَٰٓئِكَ 0لَّذِينَ كَفَرُواْ بَِٔايَٰتِ رَبِّهِمۡ وَلِقَآئِهِۦ فَحَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ فَلَا نُقِيمُ لَهُمۡ يَوۡمَ 0لۡقِيَٰمَةِ وَزۡنٗا 105 ذَٰلِكَ جَزَآؤُهُمۡ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُواْ وَ0تَّخَذُوٓاْ ءَايَٰتِي وَرُسُلِي هُزُوًا 106 } فهم قد كفروا بالايات واتبعوا الروايات فضلوا واضلوا.
*- الشيخ طارق نصر.. كبير الباحثين بالأزهر تخصص تفسير .. القاهرة