حتى اليوم الرابع من أبريل يمر عامان على اختطاف عراب السياسة اليمنية المناضل محمد قحطان من قبل مليشيات الحوثي والمخلوع التي تصر على تغييبه وعدم السماح لأسرته بزيارته وعدم اعطائها أي معلومات عنه. قحطان السياسي اليمني، والإنسان العالمي الذي جاهد طويلاً الطغيان السياسي، وبذل عمراً سياسياً حافلاً بالنضال في تقزيم انتفاشات الطغيان وحلحلة بنيته الفكرية والمؤسسية، كان صوت المستقبل في كل محفل سياسي، ورجل الإصلاح المشترك الوطني الجامع الذي يلتقي معه وحولة فرقاء الوطن، وإن اختلفوا معه في الرؤى والتوجهات، لم يتوانَ يوماً في الانتصار لقضايا الوطن ومعاني التوجه المدني في اليمن.
إن اختطاف قحطان وإيداعه في معتقل غير معلوم هو أقسى صنوف الانتهاكات لحقوق الإنسان، يقول المحلل السياسي ياسين التميمي. واضاف: إن محمد قحطان أخذ من طاولة الحوار الذي كان المبعوث الأممي لليمن جمال بن عمر يشرف عليه إلى سجن سري لا يلعمه أحد حتى الان، فهو رجل حوار ومع ذلك انتهى المطاف به إلى السجون السرية للمليشيات الطائفية التي لا تؤمن بالحوار والعيش المشترك وتمضي بلا هوادة لتحقيق أهدافها عبر القوة العسكرية.
وأكد التميمي في حديث خاص ل " الصحوة نت" إن محمد قحطان فضح الأممالمتحدة التي تخلت عن قراراتها وذهبت تبحث عن مخارج للانقلابيين بدلا من أن تضغط للإفراج عن المعتقلين السياسيين وسيبقى شاهدا حيا على تواطؤ الأممالمتحدة والمنظمات الحقوقية التي تنهمك في إحصاء من قتلهم طيران التحالف من المليشيات الإنقلابية المسلحة.
مهندس التعايش السلمي يعتبر قحطان رجل الإبداع السياسي ومهندس التعايش السلمي في اليمن فقد جعل الحوار المجتمعي همه ورسم ملامح مشروع سياسي يمني فكان القاسم المشترك الذي يجمع الفرقاء ويوحد جهودهم نحو هدف واحد هو إسقاط الحاكم المستبد، والتفكير في بناء اليمن الحر المدني في وقت كان النظام الاستبدادي يبذر الفرقة في كل الكيانات والمكونات اليمنية القبلية والسياسية والمدنية.
من جهته قال المحلل السياسي عبد الملك شمسان لقد اختطفوا قحطان وسجنوه في معتقلاتهم السرية بعد أن أصبح فكرة في قلب كل يمني حر، وعقله في رأس كل يمني أبي وهؤلاء هم اليمنيون من مختلف الانتماءات السياسية هم الذين يحاصرهم اليوم الانقلاب والمشروع الإمامي الكهنوتي وهم من سيحسم الموقف بما تشبعوا به من قيم الحرية والعدالة والديمقراطية والإرادة للانطلاق نحو المستقبل المشرق.
لم يكن قحطان رجلاً سياسياً عادياً، بل كان مفكراً عميقاً، وقارئاً حذقاً للتاريخ، لديه تصورات عامة للقضايا المصيرية التي تهم مستقبل اليمن، إنه مؤمن بأهمية العمل السلمي والمدني في رسم مستقبل اليمن، ويرى في التعايش أيقونة البقاء الآمِن نحو المستقبل.
وأضاف شمسان في حديث ل " الصحوة نت " أقول لمليشيا الحوثي والمخلوع: تأخرتم كثيرا في خطف قحطان وخسرتم بذلك كثيرا فلا تتأخروا في إطلاقه أكثر لأنكم ستخسرون أكثر.
لقد مثل اختطاف قحطان إنقلابا صريحا وواضحا على مخرجات الحوار الوطني الذي شاركت فيه المليشيا وكشف عن النية المبيتة لدى تحالف الحوثي وصالح في الانقضاض على الإجماع الوطني الذي باركه المجتمع الدولي فعمل الانقلابيون على تحويل العملية السياسية عن مسارها نحو العنف والإرهاب الذي انتهجته منذ نشأتها وسلكته قبل انقلابها على الشرعية الدستورية ودخولها العاصمة صنعاء واستيلائها على مؤسسات الدولة ونهب مقدراتها وممتلكاتها.