يخطط المجلس الأعلى للحراك السلمي بقيادة حسن باعوم لتنظيم تجمع حاشد في الذكرى التاسعة عشرة لاجتياح قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح للمحافظات الجنوبية، في الوقت الذي دعت فصائل الحراك التي يقودها نائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض إلى عصيان شامل يوم حلول هذه الذكرى، في تكريس للخلافات بين القياديين الجنوبيين البارزين الذين يقودان حركات مطالبة بانفصال الجنوب. وأكملت قوات صالح السيطرة على مناطق الجنوب يوم 7 يوليو 1994 بعد أكثر من شهرين من القتال مع قوات الحزب الاشتراكي اليمني. ودأب نشطاء الحراك الجنوبي على إحياء هذه المناسبة منذ عام 2007 حين انطلقت انتفاضة جنوبية ضد سياسات الحكم المطبقة على الجنوب. وفي الوقت الذي يخطط المجلس الأعلى للحراك السلمي بقيادة حسن باعوم لتنظيم تجمع في مدينة المكلا لإحياء هذه المناسبة، اختارت فصائل الحراك التي تدين بالولاء لنائب الرئيس السابق علي سالم البيض تنظيم عصيان مدني يعم مناطق الجنوب كافة وإغلاق الطرق الموصلة بين المناطق الجنوبية والشمالية عند المناطق التي كانت تشكل منافذ حدودية بين الدولتين قبل إعادة تحقيق الوحدة اليمنية عام 1990. وتناقلت وسائل إعلام موالية للحراك الجنوبي تصريحاً لأمين سر المجلس الأعلى للحراك السلمي فؤاد راشد ينتقد فيه الدعوة إلى العصيان المدني في نفس اليوم الذي دعا فيه فصيله إلى التجمع في مدينة المكلا. وقال راشد إن المجلس الاعلى للحراك السلمي تلقى هذه الدعوة بكثير من الاستغراب، مشيراً إلى أنها صادرة عن تيار في الحراك «فقد شرعيته». وأضاف راشد أن قناة عدن لايف التي يملكها البيض وتبث من العاصمة اللبنانية بيروت «تنحاز إلى تيار في الحراك قد فقد شرعيته التنظيمية بعد مؤتمر المنصورة للمجلس الأعلى». حسب تعبيره. واستطرد بالقول «استعدادتنا قائمة وكبيرة وهناك وعي جنوبي كبير يعي أهمية هذه المليونية الثامنة للشعب الجنوبي ويعي ماذا يعني ان تقام في حضرموت في هذه الظروف التي تمر بها واتصالاتنا مع المحافظات تؤكد ان الزحف الجنوبي سيكون غير مسبوق». ويطلق الحراك الجنوبي على تجمعاته التي تحتشد لإحياء مناسبات مختلفة متصلة بالتاريخ السياسي في الجنوب وصف المليونيات. ويقول إن عدد المشتركين فيها من أنصار الحراك يصل إلى مليون شخص. لكن لا يمكن التحقق من صحة الرقم بشكل مستقل. وتابع راشد حديثه عن توافق بين أطراف الحراك في محافظة حضرموت على تشكيل اللجان المنظمة للتجمع المزمع باستثناء تيار واحد «يأبى أن يكون مع الاجماع الجنوبي ونرجو في قادم الايام القليلة الانضمام الى المكونات والاشتراك في هذه الفعالية» في إشارة إلى التيار الذي يتزعمه علي سالم البيض. وليست هذه المرة الأولى التي يبرز فيها الخلاف بين البيض وباعوم إلى العلن بسبب التنافس على قيادة الحراك الجنوبي على مستوى المناطق الجنوبية كلها. ففي مناسبات سابقة تخللت فصول العام الماضي، نظم حليف البيض في حضرموت أحمد بامعلم تجمعات سياسية وعروضاً لمسلحين في مدينة المكلا بالتزامن مع تجمعات موازية نظمها فصيل باعوم. وتجلت القطيعة بين الطرفين يوم 13 يناير الماضي حين نظم بامعلم احتفالاً كبيراً لإحياء الذكرى السابعة للتصالح والتسامح وهي مناسبة اعتمدها الحراك الجنوبي لتجاوز آثار اقتتال داخلي دامٍ وقع في الدولة الجنوبية قبل 27 عاماً. ونظم فصيل باعوم احتفالاً منفصلاً في نفس التوقيت. يلتقي البيض وباعوم في الدعوة إلى فصل الجنوب في دولة مستقلة، تستعيد الدولة التي كانت تحكم الجنوب قبل قيام الوحدة مع الشمال عام 1990 واشترك الاثنان في رسم سياسات الحراك الجنوبي لكنهما افترقا على نحو مفاجئ قبل أن تتحول العلاقة بينهما إلى خصام سياسي. وتدهورت العلاقة بينهما على نحو مطرد حتى انتهت إلى خصومة حادة. في صيف عام 2012 حين طلب علي البيض إلى حسن باعوم تأجيل عقد مؤتمر «المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير واستقلال الجنوب» لدواع أوردتها رسالة مفصلة من البيض، من بينها أن المؤتمر سيصبح «عبئاً على ثورة الجنوب التحررية في حالة ولد انقساما في صفوف قيادات المجلس الأعلى» وعدم الجاهزية التنظيمية لعقد المؤتمر. لكن باعوم مضى في الإعداد للمؤتمر، الأمر الذي فجر غضب البيض عليه، فاحتفظ باعوم برئاسة «المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير واستقلال الجنوب» وتغير اسم فصيل البيض إلى «مجلس الحراك السلمي». حسم البيض موقفه من باعوم وجرى التعامل معه على هذا الأساس، فأغفلت أخباره تماماً في تلفزيون عدن لايف كما اختفت صورته من شاشة التلفزيون الذي لطالما عرضها وأشاد بصاحبها من قبل. - المصدر اونلاين