هل تابعتم وشاهدتم كيف كان أبناء اليمن من جميع المحافظات وبمختلف فئاتهم العمرية شيوخ وشباب وأطفال يتوافدون على أستاد الملك فهد بالرياض لتمتلئ بهم مدرجات الملعب وساحاته الخارجية من كثرة الحشود التي لم يستوعب أعدادها أكبر أستاد رياضي في المملكة العربية السعودية في منظر مهيب ومشهد رهيب أذهل العالم بأكمله وقد كانوا يتسلقون الأسوار أحيانا ليصلوا إلى المدرجات وقد أغلقت الأبواب لازدحام الجماهير في الداخل ؟!! هل سألتم أنفسكم لماذا هذا التفاعل وهذا الحماس وهذا الإصرار من أهلنا وأخواننا وأبنائنا المغتربين على المشاركة والتشجيع لمنتخبنا الوطني بهذا الشكل الغير مسبوق في تاريخ الرياضة الخليجية رغم الظروف الصعبة والإمكانيات الضعيفة لدى الكثيرين منهم حيث أتوا من مناطق مختلفة في المملكة شرقا وغربا وشمالا وجنوبا يرددون شعارا واحدا ( بالروح بالدم نفديك يايمن ) وملأت حشودهم كل الشوارع والطرقات المؤدية إلى أستاد الملك فهد بالرياض وهم يحملون أعلام اليمن بسواعدهم وسياراتهم وفوق رؤسهم حتى أصبح من في هذه الشوارع والطرقات يتعجبون ويتساءلون هل نحن في السعودية أو في اليمن ؟؟!! هل علمتم أن بعض الشباب قد شارك من خارج مدينة الرياض بمسافات بعيدة وهو لايملك إلا أجرة السيارة التي أوصلته وأعادته لعمله ؟؟!! هل علمتم أن عاملا يمنيا في محطة للوقود على الطريق السريع المؤدي لمدينة الرياض كان كلما توقفت سيارة لتتزود بالوقود ويرى فوقها العلم اليمني ويسمع هتافات الذين فيها وهم يقولون بالروح بالدم نفديك يايمن .. كان لايقبل أن يأخذ منهم ريالا واحدا من قيمة الوقود ويقول لهم : على حسابي من أجل اليمن .. رغم أنه يعمل براتبه فقط ؟؟!! هل قرأتم ماكتبه المحللون والمراقبون من مختلف أنحاء العالم وهم يتابعون كل مباراة يشارك فيها منتخبنا الوطني والحشود الهائلة من اليمنيين تملأ المدرجات وهي تهتف بكلمات وشعارات لاترتبط أبدا بالرياضة ولابالكورة وإنما كانت كلها ترتبط بالوطن والتضحية بالروح والدم من أجل اليمن حتى قال قائلهم : إن هذه الجماهير اليمنية الحاشدة لم تأت لتشجع فريقا رياضيا وإنما أتت تعطي رسالة للعالم بأسره أن الشعب اليمني لايمكن أن يقهر ولايمكن أن يبيع وطنه بالمال أو يقبل بالوصاية عليه ؟؟!! هل تابعتم هتافات الجماهير اليمنية على مدرجات الملعب وهي تهز الأرض وتشق السماء بعبارات الحماس والقوة والتضحية لأجل اليمن حتى قال بعضهم : لقد ذرفت عيناي بالدمع وأنا أرى الجمهور اليمني الكبير حينما يسقط لاعب من المنتخب اليمني على الأرض أو يتعرض لإصابة يرتج الملعب بصوت هادر كالرعد ( بالروح بالدم نفديك يايمن .. بالطول بالعرض يماني يهز الأرض ) فيقوم اللاعب واقفا وهو ينظر إلى جمهوره بإعجاب وإجلال يرى فيه وطنا يناديه وليس فريق رياضي فقط .. ويتماثل بالشفاء ويقفز كأنه فارس في ميدان القتال ويجري بسرعة إلى موقعه في الملعب وصوت الجمهور يزمجر في كل مكان بكلمات وهتافات لاتمت إلى الرياضة والكورة بصلة بل كلها يمانية ووطنية بامتياز .. مما يدل أن اللاعبين والجمهور يحملون هما واحدا وهدفا واحدا ألا وهو وطنهم اليمني الكبير ؟؟!! هل قرأتم ماكتبه الكثيرون حول تشجيع المنتخب في مبارياته كلها من كل أرجاء الوطن جنوبا وشمالا وشرقا وغربا حتى توحد شعبنا في لحظة تاريخية حرجة تعصف بالوطن وتهدد وحدته ولحمته ونسيجه الإجتماعي .. فرأينا العدني والصنعاني والحضرمي والتعزي والمهري والذماري والسقطري والإبي واللحجي والتهامي والأبيني والمأربي والشبواني والجوفي والعمراني والصعدي والحجي واليريمي والمحويتي والبيضاني والضالعي وكل يمني في الداخل والخارج تتوحد رايتهم وكلمتهم وشعاراتهم وتشخص أبصارهم صوب فريقهم ومنتخبهم وتعود للأذهان ذكريات جميلة كان شعبنا يعيشها على قلب رجل واحد قبل أن ينزغ الشيطان بيننا ويفسد الظالمون حياتنا ويشعل المفتنون الأحقاد في قلوبنا على بعضنا ؟؟!! هل أنتم تستحقون أن تقودوا شعبا بهذه الهمة والأخلاق والقيم النبيلة ؟؟!! وهل تستحقون أن تكونوا زعماء على شعب يمتلك كل هذه القلوب الرحيمة والأفئدة العظيمة حتى استحق أن يكون الإيمان يمان والحكمة يمانية ؟؟!! هل تستطيعون أن تعيدوا لهذا الشعب وطنه الذي يبحث عنه وعزة الذي يسعى إليه ومجده الذي يضحي من أجله ؟؟!! ألا تتقون الله في شعب يحمل كل هذه الصفات التي قل مانجدها في شعب على وجه الأرض .. همة عالية ومعنويات قوية واستعداد للتضحية بمايملك من أجل اليمن ولايكل ولايمل من العمل والمثابرة والغربة في سبيل العيش الكريم والرزق الحلال والصبر على ظلم القريب وجور البعيد .. ويحلم بالعيش في وطن يحتويه ويمن يبنيه ويسعد فيه ؟؟!! إنني أرجو منكم جميعا أن لاتجعلوا هذه التساؤلات تمر مر السحاب .. وأن تعملوا جاهدين على أن نتعاون من أجل اليمن وأن نسعى من أجل الوطن وليس من أجل فرد أو حزب أو جماعة .. فنحقن الدماء ونحفظ لشعبنا أمنه وأمانه وأرضه وعرضه .. وحتى نحقق لهذا الشعب الكريم مايطمح إليه ومايحلم به .. اللهم هل بلغت ؟! اللهم فاشهد .. محبكم / صلاح باتيس