قالت صحيفة "هآرتس" إن زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لروما، ولقائه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري هناك، جاء بهدف إقناع أمريكا باستخدام حق النقض" الفيتو" في مجلس الأمن ضد اقتراح فرنسي يقضي بإقامة دولة فلسطينية عام 2017، على حدود عام 67، وأن تكون القدس عاصمة مشتركة لإسرائيل وفلسطين. ومن المتوقع أن يصوت مجلس الأمن الأربعاء على اقتراح للاعتراف بدولة فلسطين، وتحديد جدول زمني للانسحاب الإسرائيلي من الضفة الغربية، وفي الغالب ستتقدم الأردن بالاقتراح كونها عضو مؤقت في المجلس. الصحيفة كشفت عن خلاف حاد داخل إدارة أوباما بين معسكر كيري الذي يميل إلى استخدام واشنطن "الفيتو" وبين مستشارة الأمن القومي سوزان رايس التي أيدت إجراء مفاوضات بين الولاياتالمتحدة وفرنسا، للتوصل لصيغة وسطية إزاء مشروع القرار الذي سيطرح للتصويت. "هآرتس": قالت إن واشنطن سبق واستخدمت الفيتو ضد مشروع قرار مشابه، لكنها قد لا تتخذ خطوة مماثلة هذه المرة، في ظل الأزمة العميقة بين الحكومة الإسرائيلية وإدارة أوباما. ونقلت عن مصدر مقرب من نتنياهو أن إسرائيل سترفض أي "إملاءات" أحادية الجانب، وأضاف: ”أي تأييد دولي لخطوة أحادية الجانب كهذه يعني دخول حماس للضفة الغربية. يدور الحديث عن خطوة يمكن أن تكون مدمرة بالنسبة لإسرائيل والفلسطينيين". المقلق بالنسبة لتل أبيب أنه ورغم تأكيدات مسئولين بارزين في الإدارة الأمريكية خلال الأسابيع الماضية أنهم يعارضون الخطوات أحادية الجانب التي قد تتخذها إسرائيل أو السلطة الفلسطينية، فإن الإدارة لم تتخذ موقفا نهائيا حتى اللحظة إزاء تصويت محتمل حول القضية الفلسطينية بمجلس الأمن. بل إن مواقف عدد من كبار المسئولين في واشنطن بدت غامضة في هذا الشأن، وأشاروا إلى أن الولاياتالمتحدة سوف تحدد موقفها، فقط بعد أن تدرس صيغة القرار الذي سيتم التصويت عليه. وهو الموقف الذي أثار مخاوف إسرائيل من تغيير أمريكا سياستها وعدم استخدام حق النقض ضد الخطوة الفلسطينية. وزيرة العدل الإسرائيلية المقالة تسيبي ليفني التي كانت مسئولة عن المفاوضات مع الفلسطينيين، انتقدت تصرفات نتنياهو وقالت إن تعامله مع المجتمع الدولي سيجعل من الصعب على إسرائيل الحفاظ على مصالحها. وتوقعت ليفني في حديث لصحيفة" يديعوت أحرونوت" استخدام أمريكا للفيتو، لكن ذلك لن يكون كافيا أمام موجة الهجوم السياسي المرتقب على إسرائيل. وأضافت" المهمة التي أمامنا هي اتخاذ خطوات سياسية عاجلة لمنع الفلسطينيين من استغلال الأوضاع والتوجه للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، أو منع تقديم مشاريع قرارات دولية أخرى لا تنظر لمصالح إسرائيل بعين الاعتبار". ليفني وجهت انتقادات حادة لغريمها السياسي نتنياهو بشأن طريقة إدارة الملف وقالت: ”هذه الموجة تتطلب حكومة تعرف أبجديات العمل السياسي، وتسخير العالم من أجل مصالحنا، وتعرف كيف تحافظ على العلاقات الاستراتيجية الهامة مع الولاياتالمتحدة. اليوم يتضح إلى أي مدى تنطوي العلاقات الاستراتيجية مع الأمريكان على أهمية قصوى".