يتنقل ما بين الأبراج السكنية والعمارة وحتى منازل المخيمات متلاصقة الجدران كأنه يبحث عن إبرة في كومة قش لتتفاجئ بأنه يبحث عن شقة سكنية ليبدأ حياته الزوجية .. منذ شهر يبحث عن منزل ليعيش فيه هو وزوجته التي سيتم الزفاف بها بعد شهر و إلي ألان لم يجد هذه الشقة ولا يعلم كيف سيتم زفافه بلا شقة تأويه . تابعنا مع محمود رحلت البحث عن منزل العمر في شوارع قطاع غزة التي التهبت بنيران الغلاء الفاحش في كل شي وها هي ألان تنقض علي فريسة جديدة وهي الشقق السكنية ,وما يؤلمك أن صناع القرار والساسة ينظرون ويتأملون بدون حلول لارتفاع هذه الأسعار بالإضافة إلي الشروط التي لا تنتهي في عقد الايجار . هذا الارتفاع الذي يزيد يوما بعد يوم دون أن نجد احداً يتحرك أو حتى يشعر بضيق جيب المواطن الغزي.. تتعدد وتزيد كل يوم طرق الاستغلال وتنعكس سلبا علي الحياة الاقتصادية السيئة أصلا. كلما دخلنا علي برج سكني أو عمارة نجد أن أسعار استئجار الشقق السكنية في ارتفاع مع وضع شروط لا تنتهي كما في كثير من الأماكن نجد من تسأله عن شقة مناسبة يقبض عينة وكأنك تسأله عن شيء غريب ليجاوبك "لا يوجد عندنا ممكن أن نضعك علي قائمة الانتظار" هل أصبح الأمر كذلك في تأجير الشقق على قائمة انتظار؟؟؟!!! محمد بعد مرور يوم كامل من السؤال والاستفسار ذهب إلي خطيبته ليناقشها في إمكانية أن تعيش في بيت العائلة لأنه لم يجد شقة مناسبة فارتفاع الأسعار حرمة أن يجد عش لزواجه كما انه لن ييأس في البحث علي أمل أن يجد شقة تناسبه في سعرها ومكان تواجدها . حتى منازل المخيم أم احمد في بداية العقد الخمسين هي الاخري تبحث عن منزل في مخيم الشاطئ لتستأجره لابنها المتزوج سابقا في منزلها فهي تريد أن تزوج ابنها الأخر وتضعه في نفس غرفة ابنها الأول الذي تزوج في منزلها . حيث أن منزل العائلة لا يستوعب أكثر من شخص وزوجته وتقول "تفاجئت من الأسعار الخيالة التي أصبحت عليها ايجأر المنازل حتى في المخيم رغم أن المنازل اغلبها مازلت قديمة فكيف بالشقق الواقعة في الأبراج والعمائر السكنية ". محمد يذكر لنا معاناته في البحث عن شقة سكنية حتى يتم إجراءات الزواج النهائية فيقول "أكملت كل استعدادات الزواج فإنا خاطب منذ سبعة شهور وكل شهر كنت أكمل من راتبي شي ينقصني من أمور الزواج ". ويقول بمرارة "لم أواجه صعوبة في شيء إلي أنني ابحث منذ أكثر من شهر عن شقة سكنية مناسبة حتى أتزوج بها ". يضيف ان لمشكلة في غلاء الشقق السكنية فلقد وجدت شقة سكنية بقيمة 350 دولار غير تكلفة الماء والكهرباء وهي عبارة عن غرفتين وصاله صغيرة ومنافعها حيث لا تتجاوز 100 متر. يتابع أن اغلب الشقق بهذا السعر بالإضافة إلي وجود العديد من الطلبات من صاحب المبني السكني لا اعرف لماذا هذا الغلاء؟ ولو قبلت أن اسكن في مثل هذا السعر فلن يتبقي لي شيء من الراتب . المنازل علي حسب عدد الأسرة مروان يعاني من جهة أخري فهو وزوجته واولاده يتعدون السبعة أفراد و أصحاب الشقق السكنية يرفضون تأجيره لان عدد أفراد أسرته كبير. ويقول "كلما أردت أن استأجر شقة يتم سؤالي كم عدد أفراد أسرتك وعندما اخبرهم بأنهم سبعة يرفض صاحب الشقة أن يؤجرني إياها بدعوى أن العدد كبير ويمكن أن يتسببوا في تخريب المنزل وإزعاج الساكنين الآخرين . ويتابع " لم نكتفي بغلاء الشقق السكنية حيث تعدت 300 دولار ثمن الواحدة منها التي لا تحتوي إلي علي غرفتين وصاله ومنافعهم ليكمل علينا رفض الأصحاب الشقق التأجير لان عدد أسرتي كبير فهم لا يقبلون الا من كان عدد أفرادهم اقل من 4 أشخاص ". يصرح بحزن شديد "أين اذهب بعائلتي وأطفالي واستدرك قائلاً " في الختام وجدت شقة في منطقة بعيدة كثيرا عن أهلي وتكلفني 400دولار غير الماء والكهرباء وبالطابق الخامس عشر ". يتعرض قطاع غزة إلي حصار هو حصار خانق أقامته إسرائيل على إثر نجاح حركة المقاومة الإسلامية حماس في الانتخابات التشريعية في 2006 ، ثم عززت إسرائيل الحصار بعد سيطرة حماس على غزة في حزيران 2007يشتمل الحصار على منع أو تقنين دخول المحروقات والكهرباء ومواد البناء بمختلف أنواعها والكثير من السلع لذلك انخفض عدد المباني السكنية مقارنة بارتفاع أعداد السكان في القطاع وزادت هذه المعاناة مع هدم العديد من المنازل خلال العدوان علي غزة من قبل إسرائيل في السابع والعشرين من ديسمبر 2008 وتشريد الآلاف من الأسر وبحثهم عن مكان يؤويهم . احمد خمسة وعشرون عام وهو متزوج مذ شهر يقول "أنا وزوجتي لا نحصل في الشهر أكثر من 600 دولار وبحثت عن شقة لأسكن بالقرب من عملي وعملها إلي أن جميع الشقق غالية جدا فاقل شقة بقيمة لا تقل عن 280 دولاراً غير الماء والكهرباء يعني أن نصف الراتب يذهب فقط للسكن . ويضيف "يوجد ديون كثيرة ولا اعلم كيف أسدها ومنزل والدي لا يتسع أن اسكن فيه ولا أن ابني منزل فهو يكلف كثيرا ,لا اعرف لماذا هذا الغلاء الفاحش لأيجار الشقق السكنية " أبو محمد وهو صاحب احد الأبراج السكنية في غزة حيث يبرر غلاء الأسعار بازدياد حالات الزواج وكبر الأسرة الواحدة وعدم قدرة منزل العائلة علي استيعاب المزيد من أفراد العائلة ورفض الفتيات أن يعشن في منزل العائلة. ويكمل "كل يوم يوجد حالات زواج واغلبهم يبحث عن شقق سكنية حيث أن اغلب المتزوجين لديهم ديون كبيرة من اجل أتمام الزواج ولا يستطيع أن يبني بيت لأنه مكلف جدا يخرج لنا أبو محمد قائمة بأكثر من 30 شخص يريدون أن يستأجروا لديه بالإضافة إلي العديد من الأشخاص الذين يمرون يوميا علي بواب البرج ليسألوا عن شقق فارغة من اجل الاستئجار. كل هذا بنظر أبو محمد سبب في رفع أيجار الشقق السكنية وهو يري بان كل شيء في قطاع غزة يرتفع ثمنه فلماذا الشقق تبقي علي حالها . حيث يتابع " ثمن الأراضي كل يوم بارتفاع ولن تصدقوا إذا أخبرتكم بأنه يوجد أراضي في غزة تعدي المتر منها 300 دينار بالإضافة إلي غلاء الأيدي العاملة ومواد البناء كل هذا زاد من ارتفاع غلاء الشقق السكنية ". ويبرر رفض بعض أصحاب الشقق السكنية تأجير شخص لدية عدد أفراد أسرته كبير بان وجود أطفال في الأسرة يعني وجود ضجة ومشاكل مع الجيران بالإضافة إلي سرعة الأطفال في أتلاف الجدران والتخريب في المبني السكني وحتى في الشقة ومدام يوجد من هم عددهم قليل والطلب كبير علي الشقق فلماذا يتم التأجير لأشخاص يمكن أن يتسببوا في أتلاف الشقة .