* كيف؟ ولماذا يستخدم الحوثيون عناصر من القاعدة بإشراف إيراني ؟ * الحوثيون يستخدمون عناصر قاعدية لتبرير توسعهم في اليمن والجنوب . * الحرس الثوري الايراني درب عناصر يمنية واعادتهم كعناصر منخرطة بتنظيم القاعدة . * عناصر من القاعدة يسهلون تسرب مسلحين حوثيين الى مناطق جنوبية . * روسياوإيران يستخدمون أسلوب أمريكا والسعودية لخدمة مشاريع التوسع عبر أداة ( القاعدة ) . * القاعدة تعقد صفقة مع ايران لاطلاق الدبلوماسي الايراني المختطف لديها وايران تفرج عن عناصر بالقاعدة في سجونها .
يافع نيوز / خاص : ( الغاية تبرر الوسيلة ) قاعدة أو مبدأ ( ميكافللي ) سارت عليه كثير من القوى الاستبدادية بمختلف توجهاتها، واتخذته منطلقاً لتحقيق رغباتها ومشاريعها، ومع أن هذا المبدأ يتعارض كثيراً مع النهج السوي والقويم، وخاصة في شأن مصير الشعوب والدول والسياسات المتبعة . ومع ان السياسة خليط من التغييرات المتسارعة والمواقف الغير ثابتة، إلا أن الأخلاق والعمل وفق المنطق والحفاظ على أرواح الناس وحماية أمنهم، يجب ان تكون مبادئ متجذرة في العمل السياسي . المرحلة الخطيرة اليوم، خلطت ( الحابل بالنابل) وباتت القوى المتصارعة في المنطقة العربية بما فيها ( اليمن ) مستعدة لاستخدام كل الأساليب والممارسات لتحقيق رغباتها ومشاريعها الممتدة من صراعات إقليمية بالوكالة والتي ادت الى تدمير عددا من البلدان العربية . ( تنظيم القاعدة ) كان ولا يزال المتصدر للمشهد السياسي والميداني في كل البلدان العربية، وبالأخص في اليمن، ومع اختلاط الاوراق حتى على هذا التنظيم ذاته، باتت القوى اليمنية المتصارعة تتخذه ورقة لتلبية مصالحها تارة، وشماعة تارة أخرى لتوسعها وإفساد الحياة السلمية والسياسية في اليمن. وشكل ظهور الحوثيون في الشمال وسيطرتهم على السلطات في صنعاء، مشكلة أخرى، تسير اليمن معها الى حرب أهلية طائفية، مع بقاء الخلاف السياسي يصارع ذاته في حلقة مفرغة ومتاهة لا حدود لها . الحوثيون باتوا يتوسعون في مناطق وسط اليمنبحجة ( محاربة القاعدة ) والقاعدة تتوسع وتنشط بحجة محاربة ( الحوثيين الشيعة )، والطرفان يظهر أنهما يؤديان دوراً دراماتيكياً لتحقيق رغبات دولية وإقليمية في اليمن شمالها وجنوبها . الجديد في الأمر، هو استخدام الحوثيين لعناصر في القاعدة في عدد من المناطق لتبرير ما يسميه الحوثيين ( تطهير الدواعش من الإرهاب والقاعدة ) ولا يستبعد ان تستخدم ( القاعدة ) نفس الأسلوب حتى يبدو المشهد ( حرب طائفية) وهو ما تريده او تعمل وفقه دولاً عربية وغربية وفق مشاريع خاصة بها منها توسعية وأخرى لتحقيق مصالح اقتصادية ونهب الثروات النفطية لليمن والجنوب ولبلدان عربية أخرى .
( القاعدة ) باتت ( قواعد ) : المعروف حقيقة، ان ( تنظيم القاعدة ) لم يعد التنظيم الحركي السابق الذي ظهر في أفغانستان قبل سنوات، بل بات فصائل مخترقة وجماعات تتخذ من القاعدة مسمى لها فيما هي تخدم أجندات وتوجهات قوى نفوذ او قيادات سياسية وعسكرية يمنية . واليوم باتت ( القاعدة ) عبارة عن ( قواعد ) وفصائل، جميعها تحمل شعارات القاعدة فيما لكل فصيل ولاءه وعلاقاته، إلا القليل جداً من هذا التنظيم يعمل بحسب فكرته الأولى التي كان يتبناها ( أسامة بن لادن ) وربما قد تواروا عن الأنظار بعد اختراقهم وتشعب أهداف عناصرهم وظهور جماعات بين صفوفهم تحمل أجندات أخرى، وتمارس ممارسات غير معقولة بما فيها القتل والذبح والاغتيالات دون مراعاة لمبادئ الجماعة التنظيمية للقاعدة التي ظهرت في أفغانستان . هل يرتبط الحوثيين بالقاعدة ؟ دخل الحوثيون صنعاء، تحت حجة محاربة قيادات ( الاصلاح ) المرتبطين بتنظيم القاعدة، وتحدث سياسيون كبار على ان تلك مهمة متفق عليها بين عدد من الدول لمحاربة الحوثيين للقاعدة، لكن الحوثيين يحملون مشروعاً إيرانيا لا يخفى على احد . وأظهرت العديد من الأحداث، ان هناك عناصر تعمل لصالح الحوثيين داخل صفوف تنظيم القاعدة في المناطق الوسطى باليمن وحتى في الجنوب، او يعملون تحت صفة واسم القاعدة فيما يوالون الحوثيين او جهات إيرانية . كما كشفت الأحداث ظهور الحوثيون بمظهر المحاربين لهذا التنظيم القاعدة، فيما هم يتوسعون ويسقطون المناطق تحت هذه الحجة، وعناصر القاعدة لا تزال موجودة في تلك المناطق . وذلك مثلما حدث في البيضاء وأرحب ومناطق شمالية أخرى . وتظهر انتصارات الحوثيين على القاعدة فقط كمادة اعلامية، بعد ان يتمكنوا من السيطرة والتوسع . وفي الجنوب، يتمسك الحوثيين بمنطقهم القائل ( أن الجنوب سيسقط بيد تنظيم القاعدة ) او ما يطلقوا عليه ( الدواعش )، في حين أن الجنوب وأبناءه كانوا أول من حارب تنظيم القاعدة وأنصار الشريعة في أبين واستطاعوا تخليصها من تلك العناصر التي كانت تتلقى الدعم ن معسكرات الجيش اليمني ويتم تسليم سلاح وعتاد عسكري ضخما لهم، ولم يستطيع ذلك الجيش على مدى سنوات تعرضت فيها أبين للدمار من إحراز أي تقدم، غير الوحدات العسكرية التي كان يقودها قيادات عسكرية جنوبية . حقائق مخفية : في الجنوب اليوم، انكشفت الأوراق، وباتت الحقيقة اوضح للمتابع عن كثب من غيره، حيث استخدم ( صالح ) تنظيم القاعدة لتحقيق رغباته وابتز من خلاله العالم، وأدعى ان الجنوب أصبح بيد القاعدة، لإعاقة دعم المجتمع الدولي لثورة الجنوب التحررية المطالبة باستقلال الجنوب واستعادة دولته، هو نفس التنظيم وبفصيل آخر استخدمه اللواء ( علي محسن الأحمر وحزب الاصلاح ) بعد عام 2011م لنفس أغراض صالح . والحوثيون اليوم يستخدمون الأسلوب نفسه، بعد دفعهم لعناصر باسم تنظيم القاعدة في الجنوب، لتحقيق رغباتهم والتوسع المليشاوي بحجة محاربة القاعدة . طريقة الحوثيين لاستخدام عناصر من تنظيم القاعدة في الجنوب لم تكن طريقة مباشرة، بل تم بناءهاً منذ سنوات عبر ( المخابراتالايرانية والحرس الثوري الإيراني ) اللذين وجدا مساحة يعملا فيها في الجنوب وعبر عناصر شماليين وآخرين جنوبيين . معركة صنعاءوانسحاب القاعدة : تفاجأت الاوساط المحلية والخارجية، بالسيطرة السهلة للحوثيين على صنعاء عاصمة اليمن، وتراجع دور تنظيم القاعدة هناك، رغم التهديدات التي اطلقتها عناصر قيادية في التنظيم بمحاربة الحوثيين، فيما الحوثيين تمكنوا من احكام سيطرتهم على صنعاء وسارعوا للسيطرة على محافظات ومناطق اخرى بينها مناطق شافعية، دون ان يكون للقاعدة أي دور غير بعض التفجيرات. انسحاب القاعدة او تراجعها احدث تساؤلات جمة، عن الاسباب والمبررات، رغم ان المعروف ان للقاعدة عناصر كثيرة منتشرة في صنعاء وحواليها، وتتلقى التمويل والدعم من قيادات عسكرية يمنية جهادية واخرى حزبية وسياسية . مناطق الوسط الشافعية ووجود القاعدة : في وسط اليمن، خرجت تصريحات نارية لقيادات بالقاعدة، انهم سيقاتلون الى آخر قطرة للدفاع عما اسموه ( الدفاع عن السنة والمذهب الشافعي )، لكن الايام اثبتت ان الانهيار المتتالي للقاعدة او لعناصرها في ( ابوالبيضاء وتعز ) يشوبه كثير من الغموض، اذ ان تلك المحافظات الشافعية سقطت بسهولة بأيدي الحوثيين، على غير ما توعدت به قيادات القاعدة . وافادت معلومات أكيده في البيضاء وإب، ان بعض العناصر التي كانت تتوعد الحوثيين اذا ما وصلوا الى المحافظتين، بقتالهم ، انظم بعضهم الى الحوثيين، واخرين بقوا في مناطقهم والقوا السلاح، فيما آخرين تفاهموا مع الحوثيين على عدم ايذاءهم مقابل عدم مساس الحوثيين بهم، لكن ذلك يحمل الكثير من الحقائق التي تؤكد ربما ان الادارة الاستخباراتية لتلك العناصر التي ادعت انها من القاعدة قد اوعزت لها بايقاف نشاطها . الاصلاح يسهل توسع الحوثيين : معروف ان المؤتمر حليف رئيسي للحوثيين، ويملك فصيل في القاعدة، لكن مؤخراً انظم الى الحلف حزب الاصلاح العروف ظاهريا انه عدو للحوثيين، فيما هو يرتبط بتنظيم القاعدة بشكل وثيق. المصالح واصرارهم على تبني خيار الدفاع عما تسمى – الوحدة اليمنية – دفعهم للتفاهم مع الحوثيين من تحت الطاولة، وهو ما دفع العلاقة بين الحوثيين والاصلاح الى التقارب وبالتالي تسهيل الاصلاح للحوثيين بالتذرع بوجود عناصر القاعدة، من اجل توسعهم في الجنوب . انسحاب الاصلاح من معركته التأريخية امام الحوثيين، جعل الحوثيين ينتصرون بسهولة، وتظهر المؤشرات ان ذلك كان بناءً على اتفاق بين الاصلاح والمؤتمر والحوثيين، مقابل دفاع الحوثيين عن – الوحدة اليمنية – وهو ما جعلهم يغيرون مواقفهم بسرعة نحو الجنوب، وينقلبون على مواقفهم السابقة . حادثة القبض على مهربين حوثيين بلحج : قبل اسابيع تمكنت اللجان الشعبية الجنوبية من القبض على عناصر تهرب حوثيين الى مناطق جنوبية بلحج، وتم تسليم تلك العناصر الى الأمن العام بلحج. هذه الحادثة كشفت مدى العلاقة بين قيادة سلطة محافظة لحج والحوثيين مع عناصر معروفة بأنها من ( القاعدة )، حيث وبعد الاعتقال كانت اولى الوساطات لدى الامن بلحج، عناصر قيادية فيما يسمى بالقاعدة بلحج او ممن يعرفون بنشاطهم على انهم قاعدة، وذلك للإفراج عن العناصر التي تقوم بتهريب الحوثيين. نقطة اللجان الشعبية الجنوبية، تفاجئت بخبر الافراج عن العناصر التي قبضت عليها ومعها عناصر حوثية، وبان الوسطاء لدى الامن كانوا عناصر ممن يعرفون بانهم قاعدة في الحوطةبلحج، وأكدت معلومات وثيقة الصلة ان هذه الحادثة تكررت مرتين وان تفاصيل كشفت علاقة وطيدة لعناصر في القاعدة بالحوثيين، في لحج وكذلك في مناطق اخرى من الجنوب . الحراك والحوثيين : تظهر ادعاءات كثيرة عن وجود علاقة بين الحوثيين والقاعدة، والحقيقة ان فصيل واحد بالحراك كان يريد ان ينسج علاقات محدوده مع التوجهات الايرانية لتحقيق هدف الاستقلال، لكن خذلان ايران له جعلته يعود بسرعة الى رفض ايران وتوجهاتها التي تدفع الحوثيين لاقتحام الجنوب . ايران استغلت تلك الفرصة لتستقطب افراداً يعملون معها، بالمال، ليصبحوا معها فيما بعد يعملون بشكل محدود ومرفوض في الاوساط الجنوبية حتى العناصر التي تم القبض عليها بتهمة تهريب الحوثيين الى الجنوب، لم تكن أصلا منتمية للحراك الجنوبي السلمي، ولكنها استغلت الأمر لتجني المال، وترتبط بعلاقة مع إيران والحوثيين، وبعضها باتوا الآن معروفين على انهم عناصر تابعة لتنظيم ( القاعدة ) في لحج وعدن ومناطق جنوبية أخرى، حتى ان بعضهم ممن تم اعتقالهم أفرج عنهم بوساطات وعلاقات إيرانية لدى صنعاء . مواقف حول علاقة الحوثيين بعناصر في القاعدة : الحكومة اليمنية : لديها تصريحات متناقضة حول علاقة الحوثيين ببعض عناصر القاعدة، إلا أن الأغلب ينفي وجود العلاقة بين الحوثيين والقاعدة. الحكومة السعودية : تؤكد أن هناك علاقة بين الحوثيين والقاعدة، كما أن وزير الداخلية السعودي لا يستبعد وجود تنسيق . الإعلام الغربي : يخشى من استفادة القاعدة و استغلالها لسيطرة الحوثيين على اليمن وازدياد هجماتها وبالتالي تحول اليمن الى ساحة حرب طائفية . حزب الاصلاح : يتحدث عن وجود علاقة بين بعض القاعدة والحوثيين، والقاعدة المرتبطة بالاصلاح وتتلقى الدعم منه انسحبت فجأة من معركة صنعاء ضد الحوثيين مما يؤكد على وجود تفاهم بين الجانبين . الحركة الحوثية : تنفي وجود علاقة مع القاعدة؛ لأنهم من أهل السنة ( النواصب)؛ ولأنه تنظيم وهمي، وصناعة أمريكية. القاعدة : تتبرأ من وجود علاقة مع الحوثيين؛ لأن عقيدتهم اثنا عشرية رافضية، وعملاء لإيران الدولة المجوسية. بحسب حديثهم . لكن المؤكد أن هناك علاقات يتحدث عنها الكثير ويشاهدها المتابع بدقة، بوجود عناصر معروفة انها من القاعدة فيما هي تتحرك بناءً على رغبات الحوثيين. اعترافات : اثارت اعترافات عديدة لعناصر في القاعدة عن وجود علاقة استراتيجية بين ( ايران والحوثيين وعناصر بالقاعدة ) . احد تلك الاعترافات كانت بظهور القيادي بالقاعدة في السعودية ( محمد العوفي ) باعترافات وأدلة اثبت بها بأن هناك علاقة بين القاعدة والحوثيين. وذكر ( العوفي ) أن أحد الحوثيين جاء له شخصياً وذكر له عن التنسيق الذي بين القاعدة والحوثيين، وعرض عليه المال، وأنه مستعد لدعمه بالمال والملايين. من جهة أخرى قال الخبير العسكري والباحث في شؤون النزاعات المسلّحة باليمن ( علي الذهب ) في تصريح سابق له ان العلاقة بين تنظيم القاعدة هي «علاقتة ليست علاقةَ مشروعٍ أو تحالف، لكنها علاقة جني ثمار لأي منهما مما يحصل مع الآخر»، موضّحا "كلما توجهت الدولة بقوّتها العسكرية باتجاه أحدهما – رغم الفارق بين تلك القوة- بادر الآخر إلى التهيئة لنفسه على الأرض لتنفيذ مخططاته، في ظل انشغال الدولة بهذا الطرف أو ذاك" . صفقة بين ايران والقاعدة : أكدت مصادر مقربة من تنظيم القاعدة ان صفقة ابرمت بين مسلحي التنظيم باليمنوالمخابراتالايرانية لتحرير الدبلوماسي الايراني من قبضة مسلحي القاعدة ، حيث تم الافراج عن الدبلوماسي الايراني المختطف قبل يومين، " نور احمد نيكبخت " والمختطف منذ21 يوليو 2013م. وذكرت المصادر ان المخابراتالايرانية اطلقت عدد من معتقلي القاعدة كانوا في السجون الإيرانية منذُ مده طويلة وان عملية التبادل بين الاستخبارات الايرانية و القاعدة كانت في اليمن . وزارة الداخلية اليمنية وعبر وكالة الانباء الرسمية قالت ان بلد اخر هو من اعتقل عناصر القاعدة وتمت فيه عملية المقايضة , نافيا تنفيذ القوات الايرانية أي عملية أمنية على الأراضي اليمنية .
* قسم التحقيقات يافع نيوز الورقية – يرجى الاشارة للمصدر في حالة النقل