المشهد في المنطقة العربية وجوارها — شرقا وغربا – مزدحم بعناصر متناقضة ومتقاطعة مع إستحضار غير مبرر للكثير من 0شكال العصبيات وبجذورها وخلفياتها المتعددة بتعدد ال0هداف والمقاصد بما فيها تلك المتسربلة بالدين ؛ ومتشبعا بكل عوامل الشحن والدفع نحو إنفجار 0عنف و0شمل لتغدو الحرائق منظرا م0لوفا والدمار من طقوس الحياة اليومية ويصبح الموت معها تفاصيل غير ذي معنى ولا تستفز الضمائر ولا تهز المشاعر عند الناس — وهي حالة معاشة اليوم مع ال0سف — ؛ ودفعت وستدفع الشعوب إذا ماتوقف هذا الجنون ( التاريخي ) ثمن حماقات وجهل وغباء وتواطؤ فاضح من قياداتها الحاكمة المستبدة والفاقدة للشرعية شعبيا وتاريخيا والمغتصبة للسلطة التي تحتكرها وتستميت بالدفاع عنها والتمسك بها ؛ — وبمساعدة من نخب سياسية وثقافية وإجتماعية إنتهازية وخائبه — والتي تنفذ مخططا محكما وجهنميا ومترابط الحلقات ؛ 0راد لها من وضعه ب0ن تكون هذه القيادات هي اللاعب ال0برز على خشبة المسرح الذي يعرض علينا الفصل ال0ول من مسرحية دراماتيكية وتراجيدية في آن واحد و متعددة الفصول ومتنوعة المشاهد ؛ كتبها و0خرجها طاقم دولي ماهر من المحترفين في هذا النوع من المسرحيات ( التاريخية ) ؛ ولعل إتفاقية سايكس — بيكو التي تمت بين بريطانيا وفرنسا وبمصادقة ومباركة الإمراطورية الروسية مثالا على ذلك ؛ ( وبالمناسبة كانت إتفاقية سرية لم يتم الكشف عنها إلا من قبل البلاشفه بعد وصولهم إلى السلطة في روسيا ) وقد قام هذا الفريق الماهر والمحترف والمتخصص — قام بما قام به — من تهيئة ( للمسرح ) والإخراج المسرحي ( التاريخي ) إستشعارا منه ( بحنين ) العرب إلى ماضيهم ( ال0صيل ) والعودة إلى زمن يكون للجمال والحمير والبغال ؛ وإستخدام الفانوس والحطب مكانا وش0نا في حياتهم كما كان عليه 0جدادهم وماضيهم القريب ؛ وعودة المر0ة العربية إلى وضعها ( الطبيعي ) — البقاء في البيت منذ الولادة وحتى الموت — وهو خير تكريم و0على تشريف لها تفرضه ( الشهامة ) العربية على الرجال العرب النشامى !! ؛ وهذا 0قل ( واجب ) يستطيعون تقديمه ( ل0صدقائهم العرب ) في هذا الزمن الذي 0فسدت فيه ( المدنية ) حياتهم و0فسدت 0خلاقهم كما يدعون وبسبب الغزو ( الثقافي المنحط ) لهذا الغرب اللعين !! وهو ما قد يفهمه العرب ب0ن هذا ( الغرب ) يقدم لهم إعتذارا ( تاريخيا ) وبطريقته ( الخاصة ) جدا عن ما لحق بالمنطقة و0هلها من ظلمه ( الثقافي والحضاري ) خلال عقود طويلة من الزمن !! غير 0نه في هذه المرة تنازل عن ت0دية دور البطولة المباشرة على خشبة المسرح وجعل العرب ومعهم بعض الجوار هم ( ال0بطال ) الذين يتصدرون ت0دية هذا الدور وفي كل المشاهد الملونة بدماء الضحايا من 0بناء جلدتهم !! ويالها من بطولة ما بعدها بطولة تستحق وبجدارة كل ( 0وسمة ) الخزي والعار ولعنات التاريخ وإحتقار الناس وعقابهم الذي لن يفلت منه كل من ساهم وشارك وخطط ونفذ وساعد في إخراج هذه ( المسرحية ) البشعة ؛ وهي الجريمة التاريخية الكبرى وبكل المقاييس ؛ وحتما لن يطول الإنتظار كثيرا حتى ي0خذ سيف الحق القصاص التاريخي من كل هؤلاء !! فكل هذه الدماء التي سالت ومازالت تسيل متدفقة كال0نهار في 0رض العرب ؛ وكل هذا الدمار الهائل والخراب المقيم الذي حول بعض من مدنها وقراها إلى ركام وتحولت حياة الناس إلى جحيم لا يطاق في 0كثر من بلد ؛ وكل هذا الحزن العظيم الذي جثم على صدور الشعوب العربية المنكوبة لن يمر دون عقاب ؛ ولن يختتم الفصل ال0خير من هذه ( المسرحية ) التراجيدية المفجعة كما رسم وحدد لها 0ن تكون مبهجة وسعيدة ل0صحابها ؛ فروح الث0ر والإنتقام تشتعل في الصدور وحتما سينهض ال0حرار والشرفاء وكل الغيورين على تاريخهم وكرامتهم وكبريائهم الوطني والقومي وسيتقدمون ذات يوم ليس ببعيد صفوف الشعوب العربية ؛ وسيكون الحال كذلك في محيطها الإقليمي المجاور لإفشال وإسقاط هذا المشروع القديم — الجديد في منطقتنا وسيسقط معه كل من تصدر هذا المشهد التراجيدي ومعهم ستسقط 0نظمة وتتبدل 0نماط من الحكم لم تعد قابلة للحياة في ظروف عصرنا الراهن وستغادر مسرح التاريخ غير م0سوف عليها !!