يافع نيوز – إرم نيوز بينما يصارع البيت الأبيض لحل الأزمة الخاصة التي صنعها بنفسه – الإقالة المفاجئة لمدير مكتب التحقيقات الفدرالي – استقبل الرئيس ترامب زائراً غير متوقع يوم الأربعاء الماضي: هنري كيسنجر، الرائد المخضرم في الحزب الجمهوري، الذي جاء لتقديم برنامج تعليمي لترامب حول الشؤون الخارجية قبل أول زيارة رسمية خارجية للرئيس الجديد. كيسنجر لم يكن وحده. ففي الأيام التي سبقت المهمة الأولى لترامب والشديدة الخطورة على المسرح العالمي في جولة تستغرق تسعة أيام، خمس نقاط وصول، وأربع دول، تحول المكتب البيضاوي إلى غرفة دراسية عليا، مع قائمة طويلة من خبراء السياسة لتثقيف الرئيس. أو على الأقل كانت هذه هي الخطة الأصلية، في الإعداد للرحلة التي يمكن أن تصبح انتصارا باهراً أو فشلاً فظيعاً بسبب خطأ واحد فقط وفقا لتقرير أوردته صحيفة "واشنطن بوست". على أراض أجنبية، سيكون على ترامب التنقل بين الألغام الأرضية الدبلوماسية، من التفاوض بشأن السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، إلى طمئنة الحلفاء الأوروبيين المنقسمين، إلى اتباع البروتوكولات في لقاء البابا فرانسيس. وقال "ريتشارد هاس" رئيس مجلس العلاقات الخارجية: "ترامب سيكون في دائرة الضوء وتحت المجهر، وستكون هذه فرصة للناس في العالم لرؤيته وهو "يعمل"، جزئياً، نظراً لأن التوقعات متواضعة، وهو يمكن أن يتجاوزها. وإذا كانت الرحلة عادية ببساطة، إذن فهي ناجحة". ويقول مستشارو ترامب بأن الرئيس يفهم المخاطر ويستعد جيداً لأخذ الأمور على محمل الجد. وعمد فريقه إلى تحجيم برنامجه العام خلال الأسبوعين قبيل مغادرته المقررة يوم الجمعة، على الرغم من أن جزءا كبيرا من وقته في الأسبوع الماضي كان مليئاً بدراما "كومي" والحديث عن إعادة النظر في اختيارموظفيه "في الجناح الغربي من البيت الأبيض". تبدأ رحلة ترامب بعناية في المملكة العربية السعودية حيث سيلتقي مع الشركاء المسلمين من جميع أنحاء العالم العربي وما وراءه للسعي لإقامة تحالفات في مكافحة الإرهابيين "تنظيم الدولة الإسلامية". ومن هناك سيتوجه إلى إسرائيل للتأكيد على التزام الولاياتالمتحدة مع إسرائيل والشعب اليهودي. كما سيلتقي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. ثم يسافر ترامب إلى روما، حيث من المقرر أن يقابل البابا لمناقشة قضايا حقوق الإنسان والحرية الدينية. كما سيحضر ترامب قمة زعماء حلف الناتو في بروكسل، ويليه اجتماع مع مجموعة الدول السبع في صقلية. وقام مستشار الأمن القومي هيربرت ماكماستر بعرض تفاصيل هذه الرحلة على الصحفيين يوم الجمعة الماضي، وقال بأنها تتضمن أغراض أساسية ثلاثة: "أولاً، إعادة تأكيد القيادة العالمية في أميركا. ثانيا، الاستمرار في بناء العلاقات الرئيسية مع زعماء العالم. والثالثة، لبث رسالة الوحدة لأصدقاء أميركا والمؤمنين بالديانات الثلاث الأعظم في العالم". لكن أي شيء يمكن أن يعكر الرحلة، سواء كانت زلة لفظية، أو خرق للبروتوكول أو حتى لغة جسد مضللة. ويقول خبراء السياسة الخارجية إن الإعدادات المكثفة قد تكون ذات قيمة خاصة لزعيم مثل ترامب، الذي يفضل أن يكون داخل شرنقة أليفة. وأنه يمكن أن يشعر بعدم الراحة الواضحة عندما يكون في دائرة الضوء أمام الآخرين، أو عند الجلوس خلال الاجتماعات المطولة للإستماع إلى كلمات الآخرين وهي السمات المميزة للمؤتمرات الخارجية. وقال "لانهي تشن" وهو زميل في "مؤسسة هوفر" في جامعة ستانفورد والذي شغل منصب مستشار ل "ميت رومني" خلال حملته الانتخابية الرئاسية في عام 2012: "قد تكون هذه أول رحلة خارجية للرئيس للتغريد من الخارج. كيف يمكننا التعامل مع ذلك؟ هناك بعض الاتفاقيات والأمور التي نتقيد بها على أراض أجنبية. فهل يمكن أن يكون هذا هو القول المأثور الذي سوف يحافظ عليه الرئيس؟. " وفي الأيام الأخيرة، تلقى ترامب سلسلة من تقارير المعلومات كما يحب أن يسميها، من محادثات حرة وعروض فيديو وصور فوتوغرافية، خرائط ورسوم بيانية، بدلاً من مواد القراءة الضخمة. وهذه العملية يشرف عليها إلى حد كبير " جاريد كوشنر" صهر الرئيس والمستشار الأكبر، فضلا عن ماكماستر ونائبة مستشار الأمن القومي دينا باول. ويتحسس كبار المسؤولين في البيت الأبيض من تصوير ترامب كرب عمل مبتدئ عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية، مشيرين إلى أن أنه قد سافر في أنحاء العالم عدة مرات كقطب عقارات مع ممتلكات ضخمة في عدة قارات. وقال أحد كبار المسؤولين في البيت الأبيض، بأن هذه الدروس التي يتلقاها ترامب لها الكثير من المميزات: أولاً، الأهداف التي يتمنى الرئيس تحقيقها من رحلته الخارجية، ثانياً، الرسالة الاستراتيجية لتلك الأهداف. وكان ترامب قد عمل عن كثب مع ميلر، الذي اشتهر بآرائه القومية والمناهضة للعولمة، للمساعدة على وضع ملاحظاته. واجتمع ترامب مؤخرا مع تيليرسون في المكتب البيضاوي لمناقشة زيارته للمملكة العربية السعودية ووضع أهداف لاجتماعاته مع القادة العرب. كما قيل أنه جلس مع ماتيس، الذي أطلعه على نتائج جولته الأخيرة في الشرق الأوسط والمخاوف الأمنية في المنطقة. وقال المستشارون بأن ترامب ينوي رسم منهج على النقيض من منهج الرئيس السابق باراك أوباما، الذي كانت خطاباته الخارجية نصرة لحقوق الإنسان والديمقراطية التي كانت تشير في بعض الأحيان إلى مضيفيه. وذكر مسؤولون كبار بأن الرئيس لا يعتزم إلقاء "محاضرة" أو "تأديب". وقال ريتشارد بيرت، وهو دبلوماسي بارز في إدارات رونالد ريغان وجورج بوش الأب.: "إن التحدي الوحيد لترامب سيكون تكييف لغته التي يستخدمها محلياً -التي تجسدت بموضوع "أمريكا أولاً" في خطابه الافتتاحي- إلى لغة أكثر شمولاً ودعوة لحلفاء الولاياتالمتحدة والحلفاء المحتملين". وأضاف بيرت: "لا أعتقد أن "أمريكا أولا" هو نوع الموضوع الذي ترغب بأخذه معك عندما تذهب إلى الخارج. يجب تعديله بطريقة ما لإظهار أن'"أمريكا أولاً" لا يعني أن أصدقاءنا وحلفاءنا ليسوا مهمين في سياستنا العامة". Share this on WhatsApp