ما إنْ هلّت ليلة الثاني عشر من شهر ربيع الأول -ذكرى ميلاد النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم.. تلك الليلة المباركة التي أشرقت فيها أنوار الهدى والسعادة والتي اهتزّت وتفاعلت معها الأكوان الأرضية بل والسماوية وغيرها من الارهاصات-إلا وتحركت معها نسمات الحب والولاء وتجدّدت معها قوة الارتباط بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم .. فما إن هبّت تلك النسائم إلا وهبّت معها جموع المؤمنين في شرق الأرض وغربها في كافة البقاع والأصقاع معلنة الفرحة والابتهاج بهذه الذكرى التي انعم الله بها على أمة الإسلام .. وهكذا كان الحال في مدينة تريم ومعهم طلاب دار المصطفى حيث توجهوا في مساء هذه الليلة المباركة ليلة الثاني عشر من شهر ربيع الأول 1434ه إلى مسجدٍ عامرٍ بالنور والأسرار ذاك هو مسجد آل أبي علوي (مسجد القوم) المشهود له بالروحانية الحقيقية يعيشها كل داخلٍ إليه وعبر القرون الماضية تَردَدَّ عليه كبار الصالحين في هذه البلدة وما زالوا .. فتوجهّت الجموع الغفيرة لحضور قراءة قصة السيرة النبوية وسماع الشمائل المحمدية لتزداد القلوب تعلقاً بل واقتداءً بهدي النبي محمد صلى الله وآله وسلم وسماع أخباره قبل الولادة وحينها ومن ثمّ بعضٍ من الأطوار التي مرّت على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم .. وهكذا الحال في صباح يومنا هذا الخميس الثاني عشر من ربيع الأول حيث توجهت الجموع الغفيرة من قبل أذان الفجر وبعده إلى مسجد المحضار حيث تمت أيضاً قراءة قصة السيرة النبوية بعد صلاة الفجر وسط جموع كبيرة من مدينة تريم وسيئون وضواحيهما وشاركهم طلاب دار المصطفى .. فهو يوم مبارك وعرس ربيعي محمدي مليء بالصلوات والتضرعات والدعوات المباركات لكي يعلم الجميع أن هذا اليوم تفاعلت معه الأكوان وعاشت هذه الحادثة العظيمة التي لها مكانة عظيمة في قلب كل مسلم امتثلا لقول الحق جلا وعلا (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا) .. وتستمر الاحتفالات في حارات مدينة تريم بدءاً من هذا اليوم وحتى آخر أيام هذا الشهر المبارك حيث تقيم حارات المدينة العديد من الأنشطة المتنوعة في جدول مرتب يتوزع على سائر أيام هذا الشهر ولياليه ففي مساء هذا اليوم الخميس تبدأ احتفالات حارة الروضة بإقامة مهرجان إنشادي يتخلله العديد من الكلمات وكذا أوبريت وأناشيد هادفة والتي تعبّر في مضمونها جميعاً عن معنى الحب والتذكير للحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.