دائماً ما تتهم النساء بأنهن كثيرات الكلام, لكن أحياناً يكون الرجال هم من يثرثرون ويفشون الأسرار. هناك زوجات كثيرات يشتكين أن أزواجهن يفشون أسرارهن وأسرار البيت لأهاليهم وأصدقائهم، فمثلاً يعطي تقريراً لأُمه عن أين ذهبوا اليوم، وماذا أكلوا على الغداء، وكم تقبض زوجته من راتب، وعن المشاجرة التي حدثت بينه وبينها في الصباح. شيء سيئ جداً أن يشعر الإنسان أن حياته مشاع، وأنه جالس بين الناس وهو يعرف أنهم يعلمون عنه أدق تفاصيل حياته، ثم كيف تثق الزوجة في زوجها وهي تعرف أنه ينقل كل شيء يدور في البيت. ولهذا فإن إفشاء الأسرار يهد الثقة بين الزوجين، ويزيد الجفاء بينهما ويقلل مساحة الكلام والتواصل بشكل كبير جداً. وبالإضافة إلى ذلك فإن إفشاء الأسرار يخلق لدى الأبناء إحساساً بالقلق والنقص والوسواس أن كل من ينظر إليهم يتكلم عن أسرار والديهم. أيضاً يضر إفشاء الزوج لأسرار بيته بالعلاقة بين الزوجة وأهل زوجها، ويوغر صدورهم نحو هذه المرأة التي تتسبب في مضايقة ابنهم. قد يتصالح الزوجان بسهولة أكبر لأن الزوج يرى من زوجته الحسن كما يرى منها السوء، أما هم فلا يرون سوى الجزء الذي ينقله هو. لماذا يفشي الزوج الأسرار؟ هذه بعض الاحتمالات: ربما لا يملك النضج الكافي الذي يجعله قادراً على التمييز بين ما يمكن أن يقال وبين ما لا يصح أن يقال, أو تكون شخصيته اعتمادية ولا يستطيع أن يقول للناس «لا» أو يضع حدوداً في العلاقات بينه وبين الناس. أو يكون غير مدرك لخطورة وضرر ما يفعل وحرمته من الناحية الدينية. كيف تتصرفين إذن؟ اتفقا على ما يمكن أن يقال وما لا يصلح أن يقال لأي شخص آخر: فرغم أن هناك أشياء متفقا على أنها لا يجوز أن تقال للآخرين فإن هناك أموراً أخرى يختلف تقديرها من شخص إلى آخر, وترجع إلى الاتفاق بين كل زوجين. ربما تكون أسرارا من وجهة نظرك وليست كذلك في رأيه. لهذا يجب أن تتكلما وتسمعا بعضكما حتى يفهم كل منكما كيف يفكر الآخر, وتتوصلا إلى حل يرضيكما أنتما الاثنان. مثال: قد يرى الزوج أنه لا شيء في أن يخبر أهله أو أصحابه أنه مسافر إلى مصيف, في حين ترين أنتِ أن هذا شيء لا يقال، خوفاً من الحسد, أو لأية اعتبارات أخرى ترينها. الفتي نظره إلى أضرار إفشائه للأسرار: ساعديه على إدراك كيف يضر هذا السلوك بالعلاقة بينك وبينه وبينك وبين أهله، وكيف يؤذي أبناءكما، وكيف يهز صورته وصورة الأسرة أمام الناس… إلخ. أخبريه أنك تتضايقين من هذا السلوك: عبري عن مشاعرك بهدوء قدر استطاعتك, دون إهانة أو تجريح ودون صوت مرتفع. كوني حازمة: هناك مواقف لا يمكن أن تمر دون أن تكون هناك وقفة. ساعديه على التغيير: لا تنخدعي بالأفلام العربية التي تصور لك شخصاً يرتكب خطأً منذ 20 سنة وفي لحظة يراجع نفسه ويتحول فجأة إلى شخص آخر! إن هذا لا يحدث في الواقع. التغيير يتطلب وقتاً ومحاولات كثيرة. لو شعرتِ أن زوجك يبذل مجهودا فعلا ليتغير ساعديه وشجعيه، وتجاوزي عن الأخطاء الصغيرة التي يمكن التجاوز عنها، ولو رأيت أنه يشعر بخطئه فلا داعي للوم والتأنيب. تكلمي معه واستمعي إليه جيداً لتعرفي لماذا يفشي الأسرار: هل يثرثر لمجرد الثرثرة؟ أم يطلب النصيحة (فليطلبها من أهلها إذن)… إلخ. الجئي إلى استشاري متخصص في العلاقات الزوجية لو كنتِ جربتِ حلولاً كثيرة, وأخيراً فكما أن إفشاء الأسرار مشكلة فالكتمان الزائد عن الحد أيضاً مشكلة. ولذلك مطلوب: التوازن, الحوار, التفاهم. * خطوات مطلوبة لحياة يومية سليمة يعيش معظم الناس متخوفين، الأمر الذي يعوق حركتهم اليومية, وبالتالي يمنعهم من الوقوف على الطريق الصحيح، وهذا ما دفع الخبراء لدعوتنا للبدء خطوة بخطوة في حياتنا اليومية، بالضبط كما يفعل الأطفال، وذلك لأن العديدات منا يرفضن معرفة هدفهن الحقيقي، وطالما تحركت مبدية الرغبة في معرفة كل ما هو جديد، وللتغلب على أفكارك، ستفتح بالطبع أمامك دائما الأبواب المغلقة كي تطلقي العنان لكل ما هو جديد، وإليك الخطوات: اهتمي بصحتك يجب أن تولي صحتك الاهتمام بأن تجعلي لها جزءا من وقتك, وكذلك الحال بالنسبة لعقلك ومعنوياتك، وعن هذه الأجزاء الثلاثة منك يذكر الخبراء أن العديد من النساء يجهلن التعامل مع هذه الأجزاء الثلاثة الضرورية يوميا، غم أن الاهتمام بها جميعا لا يتطلب أن يأخذ أكثر من بضع دقائق يوميا من التركيز في عقلك وبدنك وقلبك. الأفكار أمور مهمة هل تصنعين الحياة التي تريدينها؟ تتعلق الإجابة عن هذه الجزئية بترويض الأفكار لكي تتوافق مع الحياة التي نرغب فيها, بدلا من الانخراط في الأفكار التي قد تؤثر فيك وفي المحيطين بك. قولي كلماتك وافهمي معانيها تعتبر هذه النقطة ذات أهمية للنساء عن الرجال, وذلك لأن المرأة ترفض الحديث عما تؤمن به في كثير من الظروف والمواقف, بخلاف الأخريات المتدربات على التعامل مع هذه المواقف. الحب هو أساس كل شيء أحبي نفسك أولا وقبل كل شيء، وبعده انطلقي بحرية, فلن يجدي نفعا هذا الحب الذي تمنحينه للآخرين لو لم تحبي نفسك أولا، فهذا يشبه «وصفك لصديقاتك وجبة طعام دون أن تجربيها». لدينا جميعا خيارات اختاري الأنسب لك حتى تحظي باحترام الجميع, فالعديدات يجهلن العلم بأن هناك العديد من الخيارات أمام الأنثى لكي تسعى لتحقيقها. اعرضي أفكارك وكوني متواجدة على الساحة ولتهتمي أولا بمهارات الاستماع, فأن تكوني متواجدة ومتابعة سيساعدك ذلك في معرفة خبرات الآخرين بسرعة. ابتسمي لذا جربي الأشياء التي تجعلك تشعرين بالمتعة والسعادة, فالحياة ليست سوداوية كما تتخيلين. المصدر: صحيفة العرب