لقد أصبحت أمور مثل تعليم الطفل قيمة وأهمية العمل الجاد لتحقيق أهدافه المختلفة من الأمور صعبة التنفيذ, خاصة مع توافر وسائل التكنولوجيا المختلفة للطفل. إن قدرة الطفل على وضع أهداف مختلفة يرغب في تحقيقها وامتلاك الحافز للبدء في تحقيقها أشياء لا تأتي له بالفطرة, ولكنها أمور يكون من الواجب على الأهل تعليمها لطفلهم. ولكي تبدأ الأم في تعليم الطفل كيف يعمل بجد لتحقيق أهدافه فإنها يجب أن تكون مثالا أمامه فيما يخص كيفية النجاح عن طريق العمل الجاد. يجب على الطفل أن يتعلم أن العمل يجب أن يتم إنجازه سواء كان شاقا أم لا, على الأم أن تعلم أن تعليم الطفل كيف يعمل دون اللجوء للشكوى دائما أمر شديد الأهمية, مع الوضع في الاعتبار أن الأم يجب أن تدرك أن تأثيرها على قدرة طفلها على العمل أكبر مما قد تتوقع. واعلمي أن الطفل عندما يرى أنك تعملين بكل جد وأنت سعيدة فإنه سيدرك أن العمل لا يعتبر شيئا ضروريا فقط, ولكنه أمر يريد الطفل أن يقوم به. أقنعيه أولا إن إقناع طفل في سن ما قبل دخول المدرسة بأن العمل أمر ممتع هو أمر سهل بعض الشيء, وهو أمر يمكنك تنفيذه عن طريق تنفيذ بعض النشاطات الممتعة مع الطفل وإلحاقها بإنجاز مهام المنزل, مما سيجعل الطفل يكوّن نظرة إيجابية عن الموضوع. ويمكنك أن تسمحي لطفلك باختيار مهمة المنزل التي يريد تنفيذها, وهو الأمر الذي سيجعله يشعر بالحماسة، وتستطيعين مثلا أن تسمحي لطفلك بوضع المناديل على طاولة الطعام, أو بطي ملابسه مع الحرص على الثناء عليه في حالة قام بالانتهاء من عمله بنجاح. يمكنك أيضا أن تسمحي لطفلك بمساعدتك أنت أو والده في غسل السيارة, وهو الأمر الذي سيجعله يشعر بقيمة ومتعة العمل الجاد. إن مكافأة الطفل على إنجاز عمله أو المهمة الموكلة إليه يجب ألا تكون دائما مكافأة مادية. كيف يحدد أهدافه؟ ابدئي بتعليم طفلك كيف يقوم بوضع أهداف مختلفة ليعمل على تحقيقها, مع الوضع في الاعتبار أن هذا الأمر يكون في البداية عن طريق شرح الأهداف المعقولة لطفلك، فعلى سبيل المثال إذا كان طفلك يريد الحصول على درجة نهائية في اختبار الرياضيات فيمكنك أن تساعديه على وضع وتحديد مجموعة من الخطوات لتحقيق هذا الأمر, مثل أن يقوم بالاستذكار لمدة 15 دقيقة يوميا خلال الأيام الأربعة التي تسبق يوم الاختبار, وفي الليلة التي تسبق الاختبار يمكنه أن يستذكر لمدة نصف ساعة. يجب عليك أن تحددي الأمور التي قد تكون بمثابة الحافز لطفلك مع التركيز عليها, خاصة عندما يتعلق الأمر بتعليم الطفل كيفية الوصول لتحقيق أهدافه. إن الحافز يبدأ عند الطفل من الرغبة في تحقيق أمر ما, سواء كان هذا الأمر هو إسعاد شخص ما أو الوصول لأمر ما عن طريق العمل الجاد. شجعي طفلك على التفكير مليا وجيدا في سبب رغبته في أمر معين. ويمكنك مثلا أن تعرضي على طفلك نصف قيمة الدراجة التي يريد ابتياعها في حالة ساعد في دفع قيمة النصف الثاني من المبلغ. إن التشجيع الإيجابي من جانب الأم أمر سيساعد الطفل كثيرا, خاصة إذا كان قلقا بخصوص ارتكاب أي خطأ. وعلى الأم أن تدرك أن الطفل قد لا يمتلك النضج الكافي لاستيعاب صعوبات الحياة المختلفة. واعلمي أن ثناءك على الطفل سيجعله يدرك أنك تقدرين عمله الجاد ولا تنظري فقط لنجاحه أو فشله. اطلبي من طفلك كتابة بعضا من أهدافه أو كلها, سواء كانت تلك الأهداف قصيرة أو طويلة المدى مع تشجيعه على بذل قصارى جهده في المدرسة, وفيما يتعلق بمهام المنزل. يجب على الطفل أن يرى أنك تعملين بجد, وأنك سعيدة بما تقومين بإنجازه. * كيف تعبرين عن مشاعر الحب تجاه طفلك؟ لا شك أن إظهار عاطفة الحب للطفل أمرٌ مهم للغاية في تربية الطفل، فحب الأطفال وتوجيه عاطفة الحب نحوهم، تتسبب في شعور الطفل بالطمأنينة والسكينة, وكذلك الاستقرار والدفء الأسري الذي يشجع الطفل على الانطلاق في دراسته ليكون من المتفوقين. طرق التعبير عن الحب للطفل يمكن التعبير عن عاطفة الحب للطفل من خلال مجموعة من الطرق، تتمثل فيما يلي: - نداء الطفل بأحب الأسماء إليه: تخصيص اسم محبب للطفل يتم استخدامه للنداء عليه ويفضل أن يكون أحب الأسماء إليه، فهذه الطريقة تعد طريقة محببة للغاية في التعبير عن عاطفة الحب للطفل. - جواب حب: أن يكتب الوالدان «جواب حب» للطفل, وذلك بكتابة كلمة حب على ورقة صغيرة، وتوضع بجوار السرير, فحينما يستيقظ من النوم يجدها بجواره، فهذا الأمر يشعر الطفل بمدى حب الوالدين واهتمامهما به. - كلمة أحبك: لا بد من وقت لآخر أن يقول الوالدان للطفل «إني أحبك» فهذا من شأنه أن يعزز من ثقة الطفل بنفسه. - حضن الطفل: يحتاج الطفل دوماً لحضن دافئ, به عاطفة حب وحنان ودفء من جانب الآباء والأمهات، فما أكثر احتياج الأطفال لهذا الحضن للتعبير عن الحب. - وقت ممتع: لا بد من قضاء وقت ممتع مع الأطفال، سواء كان بتناول وجبة الغداء خارج البيت أو ممارسة رياضة أو هواية معاً، أو بمجرد الخروج مع الأطفال في نزهة خارجية في الشارع وقضاء وقت ممتع بالضحك والحوار والدعابة. - التفكير الإيجابي: تعليم الطفل أن يفكر بطريقة إيجابية، من خلال استبدال أسلوب العتاب عند الرجوع من المدرسة بملابس متسخة بأسلوب هادئ, كأن تقول له الأم «يبدو أنك قضيت يوماً ممتعاً اليوم». - القصص والحكايات: تعتبر طريقة سرد القصص والحكايات من الطرق الممتعة في التعبير عن الحب للطفل، حيث يشعر الطفل بالاهتمام, وبأن الوالدين يرغبان في أن يخبرانه بقصة ممتعة تشعره بالسعادة والمرح. - اللعب مع الطفل: إن الاندماج ومشاركة ألعاب الأطفال وسيلة هامة للغاية، تخبر الطفل بأنه محبوب, وأن هناك عاطفة حب قوية من جانب الوالدين تجاهه. - تقدير رسومات الطفل: إن الاهتمام برسومات الطفل مع تخصيص مكان مميز لها في البيت دليل على حب الطفل حباً جماً, وأن الوالدين يحبان أن يخبرانه أنهما يحبانه. - نسيان الخطأ: إن فتح صفحة جديدة للطفل ونسيان الأخطاء التي ارتكبها اليوم الماضي بمثابة دليل قوي من الآباء والأمهات على عاطفة الحب تجاه الطفل. من المهم أن تعرفي أنك كأم يقع على عاتقك دور كبير في غرز الحب في نفوس الأطفال، لأن الحب غريزة يمكن توجيهها بالشكل الذي يسهم في تربية وتنشئة الطفل بشكل سليم. المصدر: صحيفة العرب