لم تتمكن اللجنة الرئاسية لحل مشكلة الخلاف في "دماج"، من وقف إطلاق النار بين طرفي النزاع: السلفيين والحوثيين، وشهدت المنطقة، طوال أمس، تبادلا لإطلاق النار وقصفاً ومواجهات متقطعة بين الطرفين. وكانت اللجنة دخلت إلى "دماج"، أمس الأحد، في محاولة منها لوقف إطلاق النار، والبدء بتنفيذ الاتفاق الرئاسي، إلا أنها لم تحرز تقدما ملموساً، حيث اندلعت الاشتباكات إثر مغادرة اللجنة. واتهم الحوثيون السلفيين ب"عرقلة جهود اللجنة، والاستمرار في قصف قرية الوطن، وقنص الأهالي المتواجدين في منازلهم، وعدم الالتزام بالبدء في تنفيذ الاتفاق الرئاسي بين الطرفين لحل الخلاف نهائيا". فيما قال ناطق للسلفيين إن "الحوثيين لم يلتزموا بوقف إطلاق النار وفك الحصار المتفق عليه، والمفترض دخوله حيز التنفيذ ال10 صباحاً". وقال ل"الأولى" مصدر من الحوثيين "إنهم تفاجأوا عقب خروج اللجنة من دماج، بقصف المنازل على قرية الوطن، وإطلاق النار من موقع البراقة والمدرسة الحكومية". وأشار المصدر إلى أن "اللجنة الرئاسية كانت أنهت نقاشها مع (السلفيين) في دماج، حيث وضعوا شروطاً على اللجنة لوقف إطلاق النار بأن تنشر اللجنة مراقبي وقف إطلاق النار على المواقع المطلة على دماج، وفتح الطرقات التي أغلقها أبناء المنطقة المظلومين لمنع وصول المدد إلى (السلفيين)، وإجلاء الجرحى". وأوضح المصدر أنهم واللجنة "اتفقوا على هذا، ولم يتم مناقشة تنفيذ الاتفاق الرئاسي الذي هو جذر الخلاف، حيث إن جبل البراقة لم يتم تسليمه بعد"، مضيفا: "المسألة لا ترتبط بنشر مراقبي وقف إطلاق النار فقط، وإنما بالوصول إلى حل نهائي للصراع من خلال تدمير كافة تحصينات التي استحدثوها، ونزولهم من جبل البراقة، وأن يكونوا طلاب حديث وفقه عند الحجوري لا مسلحين مأجورين يقطعون الطرق ويبنون المتاريس والخنادق، ويهجرون المواطنين من سكان المنطقة"، حسب قوله. كما اتهم المصدر "أولاد الأحمر بتحويل مزرعتهم بالجر بمنطقة عبس في حجة إلى معسكر لتجميع الأجانب -ومن سماهم- التكفيريين، وإرسالهم إلى حرض لقطع الطرقات والسيطرة على المواقع العسكرية والجبال المطلة على الطريق الرئيسي بين حرض وصعدة وحجة". من جهة أخرى، نقل موقع "نيوزيمن" عن الناطق الرسمي لسلفيي دماج سرور الوادعي، قوله إنهم التقوا، أمس الأحد، باللجنة الرئاسية المكلفة بإنهاء التوتر بالمنطقة. وأضاف: "تم الاتفاق على وقف إطلاق النار، وفك الحصار، وإخلاء الجرحى، ونشر مراقبين في المواقع العسكرية للطرفين"، إلا أنه وفقا للوادعي فإن "الحوثيين لم يلتزموا بوقف إطلاق النار وفك الحصار المتفق عليه، والمفترض دخوله حيز التنفيذ ال10 صباحاً"، حسب قوله. وفي ما يتعلق بجبل "البراقة" المطل على مركز دماج، الذي أثير جدل حوله، أوضح الوادعي "أن جبل البراقة لم يدخل في بنود الاتفاق"، وقال: "جبل البراقة منطقة سكنية فيه العديد من المنازل لسكان دماج"، مشيراً إلى أن الاتفاق بما يتعلق بالمواقع العسكرية للطرفين".