قالت مفوضية الأممالمتحدة العليا لشؤون اللاجئين إن أكثر من 140 ألف عراقي قد شردوا من بيوتهم بسبب المعارك الدائرة بمدينتي الفلوجة والرمادي في محافظة الأنبار غربي البلاد، منهم 65 ألفا نزحوا في الأسبوع الماضي. ولم يذكر المتحدث باسم المفوضية إدريان إدواردز الذي أعلن هذه الأرقام في تصريحات صحفية بمقر الأممالمتحدة في جنيف أية معلومات عن جهود منظمته لإغاثة النازحين، لكن عضوة في مجلس النواب العراقي قالت إن هؤلاء النازحين يفتقرون للمساعدات الحكومية أو الدولية على حد سواء. وأوضحت النائبة عن مدينة الفلوجة لقاء مهدي وردي -في مقابلة مع الجزيرة- أن هناك نقصا شديدا في المساعدات الحكومية والدولية المقدمة للنازحين من الفلوجة والرمادي الذين لا يجدون ما يكفي حاجياتهم من المساعدات الإنسانية، وطالبت بأن يقام لهم مأوى يحتوي على كافة الخدمات وليس فقط مخيم لجوء. وقالت إن القصف الشديد والمركّز من القوات الحكومية على الأحياء السكنية في الفلوجة أدى إلى سقوط 38 قتيلا و200 جريح. وأكدت وردي -التي ترأس لجنة المرحلين والمهجرين في البرلمان- أن أغلب أحياء الفلوجة تشهد منذ أيام قصفا مدفعيا عنيفا من قبل القوات الحكومية التي تتمركز في أطراف المدينة، مما أدى إلى إيقاع خسائر بشرية ومادية كبيرة، الأمر الذي بات ينذر بوقوع كارثة إنسانية. وأكدت أن القصف الحكومي يستهدف المواطنين بشكل مباشر في أماكن تجمعهم، لاسيما عند قيامهم بالتجمع لإنقاذ الضحايا، مشيرة إلى أنه يهدف لإفراغ المدينة من سكانها وإرغامهم على الهجرة وترك منازلهم.
اتهامات للجيش بالسعي لإفراغ الفلوجة من سكانها وإرغامهم على الهجرة (الفرنسية) وناشدت وردي المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية التدخل لأن مفوضية اللاجئين الأممية تقول إنها لا تملك ما يكفي من الأموال لتغطية احتياجات النازحين لكونها في نهاية سنتها المالية.
استمرار المعارك ومن ناحية أخرى، قال مصدر طبي في الفلوجة إن شخصين قتلا وأصيب خمسة آخرون في إطلاق نار من القوات الحكومية على قافلة سيارات نازحين في منطقة السجر شمال المدينة.
وتواصل القوات الحكومية قصفها لمدينة الفلوجة وأحياء في مدينة الرمادي، في حين يؤكد مسلحو العشائر أنهم لن يسمحوا لهذه القوات بدخول المدينتين. يشار إلى أن المواجهات بدأت بين مسلحي العشائر والقوات الحكومية في الأنبار ذات الأغلبية السنية حينما قامت الأخيرة بالهجوم على مخيم الاعتصام بمدينة الرمادي مركز المحافظة في نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، واعتقلت النائب أحمد العلواني أحد أبرز قادة المعتصمين، حيث بدأت مواجهات في المدينة سرعان ما انتقلت إلى الفلوجة الواقعة بين الرمادي وبغداد. وتقول الحكومة العراقية إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام هو الذي يقاتل قواتها في المدينتين، لكن السكان ينفون ذلك ويؤكدون أن مسلحي العشائر من الأهالي هم الذين يقاتلون "دفاعا عن النفس".
القصف الشديد على الأحياء السكنية بالفلوجة والرمادي ينذر بكارثة إنسانية (الفرنسية) هجمات متعددة وعلى الصعيد الأمني خارج الأنبار، وقعت عدة هجمات في مناطق متفرقة من البلاد، فقد نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر في الشرطة العراقية قولها إن جنديا عراقيا قتل اليوم الجمعة وأصيب أربعة آخرون جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية للجيش العراقي بمدينة تكريت شمال بغداد.
وفي تكريت أيضا، أعلنت الشرطة أن اثنين من عناصرها قتلا وأصيب اثنان آخران أحدهما ضابط أمس الخميس في هجوم بالرصاص شنه مسلحون على نقطة تفتيش للشرطة في المدينة ثم لاذوا بالفرار. وفي بعقوبة، قال النقيب أحمد صلاح من قيادة شرطة المدينة إن أحد قيادات الصحوات قتل اليوم الجمعة وأصيب أحد مرافقيه بجروح بالغة برصاص مسلحين مجهولين. وفي بغداد، قال مصدر أمني إن مسلحين مجهولين هاجموا أمس نقطة تفتيش تابعة للصحوة في منطقة عرب جبور جنوبي العاصمة، مما أدى إلى مقتل اثنين من عناصر الصحوة وإصابة أربعة آخرين بجروح.