نشرت صحيفة واشنطن بوست في عددها الصادر اليوم مقال بقلم الكاتب ديفيد اغنا تيوس عن الانتقال السلمي للسلطة في اليمن. وقد وصف الكاتب تلك العملية بالانتقال من مستبد هرم (طاعن في السن) حكم بلاده نحو 34 عاما إلى زعيم جديد لا يتحدث إلا بالاشياء السليمة عن إصلاح البلد ترجمة نص المقال: بعدما حال الحول على ثورات الربيع العربي المضطرب، كان حفل عطلة نهاية الاسبوع في اليمن هادي للغاية و يكاد لا يذكر. لكنه سجل انتقال السلطة من مستبد هرم (طاعن في السن) حكم بلاده نحو 34 عاما، الى زعيم جديد لا يتحدث الا بالاشياء السليمة عن الاصلاح تمت إدارة عملية تغيير النظام على مراحل خلفت بعض النهايات الفضفاضة و اسئلة لم تجد لها بعد اجابات. كان الحل منتجا، صنيع صفقات تمت خلف الكواليس، و الواقعية السياسية الاقليمية. و بالرغم من انعدام الرؤية، فقد قدم تسليم السلطة بديلا عن العملية الانتقالية العنيفة التي ما زالت تشهدها مصر و ليبيا و تونس و سوريا إذاً كيف تكشفت القصة اليمنية و ما هي العبر المستفادة، في وقت تواجه الولاياتالمتحدة صعوبة في مواكبة ثورات الربيع العربي؟ كل قصة من قصص الربيع العربي مختلفة عن الاخرى، و لا يوجد هناك نموذج يمني نستطيع استنساخه بسهولة. لكن هناك بعض الاساليب الجديرة بالاهتمام و تشمل العمل الى جانب الوكلاء الاقليميين لقد تم الاعداد لعملية نقل السلطة من قبل مجلس التعاون الخليجي. جارة اليمن، العربية السعودية و الامارات العربية المتحدة قامتا بعملية التدليك (المساج) و التمويل التي اسفرت عن اتفاق نوفمبر و ذلك بتنحي الرئيس علي عبدالله صالح. كان مجلس التعاون الخليجي محل للكلام الضعيف في السابق، لكن عند مجئ امين عام المجلس، البحريني عبداللطيف الزياني، اصبح صوت المجلس مسموعا مكافحة الإرهاب بدون إرسال قوات إن الحضور القوي الذي تتمتع به القاعدة في اليمن جعل من تلك البلاد أولوية عاجلة. قبل عدة سنوات بدات الولاياتالمتحدة بعملية تعبئة ضد قوات القاعدة في الجنوب. و كان مسئول مكافحة الارهاب في البيت الابيض، جون برينان، منسقا لتلك الجهود، لكنها شملت قادة مركز القيادة المركزية الامريكية و دبلوماسيي وزارة الخارجية و ضباط وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه). و جرت العادة أن تقوم الولاياتالمتحدة بالمداهنة تجاه الوكالات (عملية التنسيق بين الوكالات الامنية المختلفة) بينما يقوم الجيش بتنفيذ العمل، لكن في الحقيقة كانت هناك استراتيجية عدوانية مشتركة في اليمن دون الحاجة الى وجود قوات على الارض
لعبة السياسة القبلية مثل العديد من الاقطار العربية، فان تركيبة الدولة في اليمن ترتكز على القبائل القوية. و لطالما أخفقت الولاياتالمتحدة في التعامل مع العنصر القبلي، لكنها قامت بعمل افضل في اليمن، من خلال فهمها لجذور صالح القبلية و كذلك معارضيه من ضباط الجيش. و طلب من اكبر التحالفات القبلية الوقوف ضد القاعدة. و يناقش اليمنيون اليوم النظام الفيدرالي لامتصاص التوترات التاريخية بين الشمال و الجنوب إيجاد الرجل الواجهة المناسب لخلافة صالح، اختارت الولاياتالمتحدة و حلفائها نائب الرئيس - الذي شغل المنصب لفترة طويلة - عبدربه منصور هادي. الضابط السابق في الجيش، فهم ان فساد النظام اليمني يحتاج الى الاصلاح. الاسبوع الماضي تم انتخاب هادي رئيسا في سباق الرجل الواحد. تلك الانتخابات التي منحت غطاءً للانتقال الديمقراطي. و قد وعد بإجراء استفتاء على دستور جديد خلال 18 شهرا هيكلة الجيش كمثيلاتها في العديد من الدول الأخرى، لدى اليمن جيش فاسد، و ذلك لأن الجنود يتقاضون معاشاتهم مباشرة من قادة الألوية، الذين بدورهم يستقطعون المال و يقوضون الروح المعنوية لدى الجنود. و تحث الولاياتالمتحدة هادي لدفع معاشات القوات المسحلة بشكل مباشر. هناك أيضا حاجة للاصلاح في اثنتان من المؤسسات الامنية التي يترأسهما كل من أحمد، نجل الرئيس صالح، و يحيى ابن شقيقه. و لأن الولايات التحدة تعتمد على هاتين المؤسستين في حربها على القاعدة، فانها تامل في اجراء تغيير تدريجي فيهما خلال الاعوام القادمة. حسنا، لكن إذا طال الوقت فان الولاياتالمتحدة ستبدو و كانها تدلل اسرة صالح التقرب من المعارضة لم تكن الولايات التحدة مهياة لم حدث في كل من مصر و ليبيا لفقدانها التواصل الجيد مع المعارضة. السفير الامريكي جيرالد فايرستاين و زملائه في صنعاء قاموا بعمل افضل في صنعاء من خلال التواصل المستمر مع منظمات المجتمع المدني و المعارضة يقول المحتجون انهم سيبقوا معتصمين في ساحة التغيير حتى بعد رحيل صالح، و سيعرض ذلك صبر الدبلوماسيين لاختبار التحدي في اليمن هو في إكمال المرحلة الانتقالية. و كما رأينا في مصر، فقد يصبح التظاهر نمطا من أنماط الحياة إلى الدرجة التي يهدد فيها بمحو المكاسب التي صارعت المعارضة من اجل تحقيقها. الولاياتالمتحدة ترغب في التدخل الهادئ لتخفيف نفوذ اقارب صالح في قيادة قوات الامن و الانتقال الى جيش اكثر احترافاً خالد الانسي و هو أحد قادة الاحتجاجات، شكى الى سودارسان راغافان من صحيفة الواشنطن بوست قائلا "لقد طعنت الثورة من الخلف" نتمنى أن يحقق هادي من الإصلاحات ما يخفف به هذا الإحساس بالخيانة الحقيقة هي أن اليمن، البلد الفقير جدا و النائي، من المستبعد أن يكون مصدراً للثروة بالنسبة للولايات المتحدة و حلفائها. أن القضاء على الفساد، و توزيع الثروة في هذا البلد البعيد هي أفضل استراتيجية لتصديق ثورة الربيع العربي الهادئة - الثورة اليمنية.