سادت حالة من الغضب في عدد من الجامعات المصرية، وخرجت مظاهرات رافضة لحكم قضائي بتبرئة الرئيس المخلوع حسني مبارك ونجليه جمال وعلاء ووزير داخليته حبيب العادلي, وستة من مساعدي الوزير, في قضايا تتعلق بقتل المتظاهرين في يناير/كانون الثاني 2011, وبالفساد المالي. ففي جامعة القاهرة، انطلقت مسيرة طلابية تندد بالحكم الذي صدر أمس عن محكمة جنايات القاهرة، وبتسييس القضاء، ودعت للاقتصاص للضحايا. كما دعا المتظاهرون لاستكمال مسيرة ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس مبارك، وبالإفراج عن زملائهم المعتقلين. وفي معهد هندسة العاشر من رمضان انطلقت مسيرة طلابية في ساحات الجامعة ندد فيها الطلاب بتبرئة مبارك وأركان نظامه، كما طالبوا بالاقتصاص لقتلة ضحايا الثورة. وقامت طالبات كلية الدراسات الإسلامية في جامعة الأزهر في الإسكندرية بمسيرة احتجاجية على تبرئة مبارك وابنيه وعدد من كبار مساعديه، وطالبن بمحاكمة كل قياديي نظام مبارك وقادة الانقلاب العسكري في محاكمات ثورية. كما تظاهر طلاب في جامعة بني سويف، ونددوا بتبرئة مبارك ومسؤولي نظامه الذين حوكموا معه في ما عرف ب"قضية القرن", ورددوا هتافات بسقوط النظام, وسقوط ما سموه حكم العسكر. ووفقا لموقع رصد الإخباري المصري, انتشرت قوات الأمن المصرية صباح اليوم بكثافة أمام المجمع النظري لجامعة الإسكندرية تحسبا لمظاهرات طلابية. كما فرضت إجراءات أمن مشددة أمام جامعة الأزهر بأسيوط، حسب المصدر نفسه. وتأتي الاحتجاجات الطلابية اليوم ضمن موجة غضب فجرتها الأحكام التي اعتبرت خطوة إضافية ضمن مخطط يرمي إلى القضاء على ثورة يناير نهائيا. تشديدات واعتقالات في غضون ذلك منعت قوات الشرطة المصرية المرابطة في محيط ميدان التحرير، وسط القاهرة، مساء اليوم الأحد، تجمعا لمحتجين على تبرئة مبارك. وفرقت الشرطة محتجين بقنابل مسيلة للدموع، وسط حالة كرّ وفرّ وأنباء عن القبض على عدد من المحتجين. وكانت قوات الأمن المصرية أغلقت اليوم ميدان التحرير ومحيطه لليوم الثاني على التوالي، عقب حكم تبرئة مبارك، فيما أغلقت أيضا محطة مترو (جمال عبد الناصر) الحيوية القريبة من ميدان التحرير.
وكان متظاهران قتلا الليلة الماضية أثناء تفريق مظاهرة في محيط ميدان التحرير بالقاهرة تنديدا بأحكام البراءة في حق مبارك ونجليه ووزير داخليته ومساعديه. وأطلق الأمن القنابل المدمعة واستخدمت خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين الذين تجمعوا في ميدان عبد المنعم رياض قرب ميدان التحرير، واعتقل العشرات منهم. ولاحق الأمن المتظاهرين -الذين ُقدر عددهم بالآلاف- في شوارع جانبية حول الميدان. وأثناء عملية المطاردة اعتقل نحو سبعين شخصا بينهم صحفيون, في حين بررت وزارة الداخلية مهاجمة المحتجين بانضمام عناصر من جماعة الإخوان المسلمين إلى المظاهرة, ورشقهم الشرطة بالحجارة. وردد المحتجون هتافات "يسقط حكم العسكر"، وهتفوا بشعارات ضد مبارك والرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي. يشار إلى أن المظاهرة خرجت بدعوة من تسع حركات وأحزاب معارضة، بينها حزب الدستور (يسار وسط) وحزب العيش والحرية (يسار/تحت التأسيس)، ومصر القوية وشباب ضد الانقلاب وطلاب ضد الانقلاب. وفرق الأمن المصري مظاهرة مماثلة في محيط ميدان الأربعين بمدينة السويس (شمال شرق). كما نظمت حركات وقوى شبابية مساء أمس مسيرات في الإسكندرية (شمال), والإسماعيلية (شمال شرق) وبورسعيد تنديدا بتبرئة مبارك ومعاونيه.