تقرير لصحيفة تورنتو ستار - ميشال شيبرد -ترجمة مهدي الحسني -الجزء الاول كان الهدوء و السكون يلفان أرجاء المنزل، عندما ترك ابن الخامسة عشر من العمر رسالة لأمه يطلب منها أن تسامحه، قبل ان يقفز خلسة من نافذة مطبخ في الدور الثاني إلى حديقة في الاسفل قطع عبدالرحمن العولقي الفناء الأمامي للمنزل ماراً بنباتات في أوعية و مقبرة (حطام) للألعاب الكرنفالية - شخصيات كرتونية أمثال دامبو و نقار الخشب و أخرى لفقمة محدبة تحاول أن توازن كرة الشاطئ - أنقاظ مشروع عمل لم يحالف الحظ عمه عمر في إقامته، و يتمثل في تركيب تلك الالعاب في إحدى المجمعات التجارية المحلية حارس المنزل شاهد عبدالرحمن، ذو الشعر الجعد (شعر كيرلي) الذي يدرس في السنة التاسعة و هو يغادر من البوابة الأمامية قرابة السادسة و النصف صباح يوم 4 سبتمبر. توجه بعدها عبدالرحمن الى باب اليمن ليستقل الباص في طريقه إلى منزل ابن عمه في محافظة شبوهجنوب البلاد بينما كان عبدالرحمن يقطع الصحراء في رحلة استغرق ست ساعات، استيقظت أسرته على خبر اختفاءه يقول ناصر العولقي، جد عبدالرحمن، و هو يحتسي الشاي في منزله الفخم "كتب عبدالرحمن لأمه: أنا آسف أنني غادرت بهذه الطريقة. سامحيني، و لكني افتقد والدي و أريد أن أرى أن كان بامكاني الذهاب و التحدث اليه. سأعود بعد عدة أيام." و يضيف العولقي "كان مطيعا لجميع من في المنزل و لهذا تفاجئنا عندما اتخذ هكذا القرار." بعدها بتسعة أيام أكمل عبد الرحمن السنة السادسة عشر من عمره لم يعثر عبد الرحمن على والده، الواعظ المتطرف الناشط على صفحات الانترنت، أنور العولقي، الذي وصفته إحدى أعضاء الكونغرس الأمريكي ب "الارهابي رقم واحد". لم يكن الطفل حتى في المكان الصحيح من البلاد. في 30 سبتمبرأطلقت وكالة الاستخبارات المركزية صاروخ هيل فاير موجه، أصاب هدفاً في شمال اليمن، أدى إلى مقتل والده، منهيا بذلك عامين من المطاردة لرجل دين شجعت محاضراته على التخطيط لهجمات في كل من الولاياتالمتحدة و المملكة المتحدة و كندا. ولد أنور العولقي في الولاياتالمتحدة، و عاش في الغرب كما سبقه في ذلك والده ناصر، و انتقلت معه أسرته للدراسة هناك. قليل هم من نعوا موت العولقي، لكن كان هناك قلق من هذه السابقة. كيف للرئيس الامريكي باراك اوباما ان يامر بقتل مواطن أمريكي دون النظر في الأمر؟ لكن الحديث قل بشكل كبير عن الحادثة التي تمت بعدها باسبوعين. و في 14 أكتوبر ضربت الطائرات الأمريكية من دون طيار المزيد من الأهداف، لكن هذه المرة كانت تبعد مئات الكيلومترات إلى الجنوب الشرقي من منطقة عزان. عبدالرحمن المولود في الولاياتالمتحدة و ابن عمه/ خاله البالغ من العمر 17 عاما، كانوا بين القتلى الذين بلغ عددهم سبعة اشخاص. و يبدو انهم كانوا يقومون بالشواء. في البداية أوردت وسائل الإعلام أن سن عبدالرحمن أكبر بخمس سنوات من سنه الحقيقي، و أنه من المسلحين مثل والده، و ان بين القتلى قيادي بارز في تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. لكن جده ناصر العولقي الحاصل على منحة فولبرايت، و هو وزير زراعة سابق و شخصية معروفة في اليمن، قال أن عبدالرحمن ليس له علاقة بوالده منذ اختفاءه في 2009. و لم يعتذر ناصر العولقي قط عن الاراء المتطرفة لابنه، لكنه قال أنه بذل جهد كبير لعزل أحفاده عن هذا الموضوع الذي أثار جدلاً واسعاً. و قال أنه حاول أن يوفر لهم حياة طبيعية. غضبه من التقارير الخاطئة دفعه لإبراز شهادة ميلاد حفيدة. و تقرأ على النحو التالي "عبدالرحمن أنور العولقي، مواليد (مدينة) دينفر، (ولاية) كلورادو في 13 سبتمبر 1995." و عرف فيما بعد أن الغارة لم تسفر عن مقتل الهدف المزعوم و هو المسؤول الإعلامي لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية المصري إبراهيم البنا، لكن وسائل الإعلام لم تتبادل هذا الخبر على نطاق واسع و رفضت الإدارة الأمريكية التعليق على هذا الخبر ليس من الواضح أن كان عبدالرحمن هدفا أم أن الولاياتالمتحدة حصلت على معلومات خاطئة و كانت تستهدف البنا أو شخص آخر. لكن في كل الحالات قال العولقي أنه يريد إجابات لتلك الاسئلة و يشاركه الراي آلاف المتظاهرين من الطلاب الذي أجبروا الرئيس علي عبدالله صالح على ترك السلطة، و عرف الكثير منهم عبدالرحمن. و قد رفعوا العام الماضي ملصقات في ساحة التغيير تحمل صورته و كتبت عليها عبارة "اغتيال الطفولة". * الصورة للدكتور ناصر العولقي جد عبد الرحمن