تمهد جنازة ولي العهد السعودي الراحل الامير سلطان بن عبد العزيز يوم الثلاثاء لنقل السلطة الى جيل تال في العائلة المالكة حتى على الرغم من أن الملك عبد الله بن عبد العزيز سيختار فيما يبدو الامير نايف (77 عاما) ليخلف الامير سلطان في ولاية العهد. ووصل جثمان الامير سلطان الذي توفي بعد اصابته بسرطان القولون في نيويورك يوم السبت جوا الى الرياض يوم الاثنين. وتجمع المئات ومنهم العاهل السعودي في مدرج بالمطار لمتابعة وصول النعش ونقله الى سيارة اسعاف انطلقت به بعيدا. وستنظم جنازة الامير سلطان بعد صلاة العصر في المملكة وبعد ذلك سينقل جثمانه لدفنه. وسيعين الملك عبد الله بن عبد العزيز فيما يبدو وزير الداخلية المحنك الامير نايف بن عبد العزيز وليا للعهد لكن اختيار وزير للدفاع ليحل محل الامير سلطان ربما يشير الى كيفية تعامل المملكة مع عملية نقل السلطة الى زعماء المستقبل. وسيكون التركيز أساسا على الامير نايف وبعض الامراء الاصغر سنا. أبرزهم الامير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض وهو شقيق كل من الامير سلطان والامير نايف وينظر له على أنه الشخصية التالية الاكثر أهمية في الاسرة الحاكمة. وقال دبلوماسي سابق للرياض طلب عدم نشر اسمه "يشير كل هذا الى الدور الرئيسي للامير سلمان الذي سيصبح وليا للعهد ان عاجلا او اجلا." واذا ما أصبح الامير نايف وليا للعهد فان شخصيته الغامضة ستشكل لسنوات قادمة الطريقة التي تتعامل بها السعودية مع مجموعة كبيرة من التحديات في وقت تغيير غير مسبوق سواء في المملكة أو في المنطقة العربية. وقال دبلوماسي سابق "أتيح وقت لنايف لتولي شؤون ولاية العهد خلال فترة مرض سلطان الطويلة وتصرف بالنيابة عن الملك." وبالنسبة لليبراليين في السعودية فان الامير نايف يمثل وجه المؤسسة المحافظة التي تعارض أي خطوات تجاه الديمقراطية أو حقوق المرأة وهو من أنصار شرطة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وتولى وزارة الداخلية منذ زمن طويل التي تحتجز النشطاء السياسيين دون توجيه اتهامات. وقالت امرأة عمرها 49 عاما "أنا قلقة جدا من ان يصبح الامير نايف وليا للعهد... أخشى ألا تمضي خطط الاصلاح اذا تولى السلطة." غير أن دبلوماسيين سابقين وصحفيين محليين وأفرادا في العائلة المالكة تعاملوا معه يرسمون له صورة أكثر رفقا باعتباره رجلا ظل منخرطا في السياسة السعودية لاكثر من 30 عاما. وتهدف الاصلاحات التي أدخلها الملك عبد الله بن عبد العزيز لزيادة نمو القطاع الخاص والتخفيف من قبضة المؤسسة الدينية المحافظة على نظام التعليم والقضاء. وقال الدبلوماسي السابق "لا أعتقد أن التشاؤم الشديد من الامير نايف له مبرر... علينا أن ندرك أن السعودية يديرها ائتلاف.. وهي ليست نظاما شموليا يديره فرد واحد." وخلال فترة المرض الطويلة للامير سلطان وغياب الملك عبد الله تولى الامير نايف سلطاتهما والتقى بزعماء العالم وأدار الشؤون اليومية للمملكة. كما أن المقربين من الامير نايف يشيرون الى أنه باعتباره وزيرا للداخلية فانه يتفاعل مع المواطنين السعوديين اكثر من أي أمير اخر ويتناول مشكلات المواطنين في مجموعة كبيرة من القضايا من الجريمة الى الفقر. من أنجوس مكدويل (شاركت في التغطية أسماء الشريف في الرياض)