بعد اختطاف ثلاثة أجانب في وضح النهار وفي أشد الشوارع اليمنية ازدحاما وأمنا إشارة على الفوضى الأمنية المتزايدة في العاصمة اليمنية. الرجل الاسترالي والزوجان الفنلنديان يعدان آخر ضحايا عمليات الاختطاف في بلد مزقته الصراعات. شهود عيان قالوا بأنه وقت زحمة التسوق العصرية اقتاد مسلحون قبائل ملثمون الثلاثة الأجانب، وذلك عند ما كانوا متجهين إلى محل خياطة وسط ساحة ميدان التحرير حوالي الرابعة مساء. محمد عبدالله صاحب عربية لبيع الفاكهة قال بأن أربعة مسلحين ملثمين قفزوا على الأجانب أثناء مرورهم بين الزحام في الشارع. وقال عبدالله : إن سيارة سوداء اللون سزوكي توقفت ونزل من داخلها أربع رجال مسلحون وقاموا بسحب الأجانب إلى محل الكترونيات للحديث معهم لبعض الوقت لحين تقريب السيارة إلى أمام المحل - كما يقول عبدالله. ويضف : إن الناس تجمعوا بسرعة في المكان إلا أن المسلحين قاموا بتفريقهم وذلك بتوجيه السلاح باتجاه المتجمعين ثم أخذ المسلحون في داخل السيارة واتجهت جنوبالمدينة. اثنين من المختطفين يدرسون لغة عربية في إحدى مدارس العاصمة منذ عدة شهور والأخرى جاءت لزيارة زوجها قبل تلك الليلة ومضت مجموعة الخاطفين بهدوء دون أن يعترضهم أحد. ميدان التحرير والذي يبعد عدة دقائق فقط من المباني الحكومة والتي من ضمنها وزارة الدفاع التي تحظى بحضور أمني كثيف يعتبر من أكثر المناطق أمناً في المدينة. تاريخياً حدثت عدة اختطافات في اليمن وذلك للضغط من أجل الإفراج عن مساجين أو من أجل المطالبة بالمال مقابل الإفراج عن المختطفين. في ابريل نيسان الماضي اختُطف عامل إغاثة في الصليب الأحمر فرنسي الجنسية لكن تم الإفراج عنه مؤخرا بعد وساطة قبلية. وفي مارس الماضي تم اختطاف مدرس سويسري ولا يزال مخطوفا حتى الآن. تدني الوضع الأمني في البلاد يثير الكثير من التساؤل ويقابله ارتفاع في معدلات الجريمة والانفلات .محللون يقولون بأن هذا العام شهد ارتفاع في معدلات الجريمة في العاصمة وكذلك عمليات الثأر والتي كانت غير موجودة في العاصمة . الاستعراض الأخير للخاطفين القبائل بالسلاح في صنعاء يتزامن مع المرحلة الانتقالية التي تفضي إلى مؤتمر الحوار الوطني الذي سيبدأ بداية العام القادم. مؤتمر الحوار تضمنته مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي التي قدمتها من أجل انتقال سلمي للسلطة في اليمن بعد ثورات الربيع العربي والتي أطاحت بالرئيس اليمني علي عبدالله صالح الحليف القديم للولايات المتحدةالأمريكية. مدير منتدى خاص باليمن قال بأن الوضع الأمني في البلاد تحسن بالمقارنة مع العام الماضي إلا أنه لا يزال هش. وسائل إعلام عدة تقول بوجود عناصر من تنظيم القاعدة في المدينة إلا أنه لا توجد أدلة تدعم هذه الادعاءات. وعلى الرغم من هذا فإن التنظيم متهم باختطاف القنصل السعودي في مارس الماضي في المستعمرة البريطانية السابقة عدن. المجموعة التي اختطفت الأجانب الثلاثة يمكن أن تتحدد هويتهم في الأسابيع القادمة، وما إذا كانت عصابة إجرامية تريد المال أم ماذا؟ * صحيفة الجاريان البريطانية الكاتب / جوشيفر