دعا الرئيس عبدربه منصور هادي مجلس الأمن ورعاة المبادرة الخليجية إلى اعتبار القوى التي ترفض نهج الحوار في اليمن، أطرافاً معيقة لسير التسوية السياسية. وأكد هادي خلال لقائه وفد مجلس الأمن الدولي بدار الرئاسة اليوم على أن السير بالمرحلة الثانية من المبادرة الخليجية يتطلب استمرار مجلس التعاون الخليجي في رعاية هذه المبادرة ووفاء المانحين بتعهداتهم، واعتبار الحوار المحور الوحيد لحل المشاكل، مشددا على ضرورة أهمية إنجاح الحوار الوطني المزمع إقامته. وخاطب رئيس الجمهورية الوفد قائلاً" تكتسب زيارتكم هذه لبلادنا أهمية خاصة كون مجلس الامن اكثر اجهزة منظمة الامن المتحدة حيوية واهمية". واشار إلى ان هذه الزيارة تعكس إدراك المجتمع الدولي لأهمية أمن واستقرار ووحدة اليمن ليس للشعب اليمني فحسب ولكن للمنطقة والعالم ايضاً نظراً لموقعه الاستراتيجي الهام وتربص قوى الإرهاب به. واتهم هادي دولاً تسعى للتدخل في شؤون المنطقة وهو ما يهدد أمن اليمن والجزيرة العربية. وأضاف "هناك اطماع توسعية لدى بعض الدول التي تسعى لتصدير رؤاها الراديكالية ولم يعد سراً سعيها المحموم للتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة وبما يشكله ذلك من تهديد لأمن اليمن والجزيرة العربية". وتابع " كل هذه الاعتبارات جعلت من قراري مجلس الامن (2014، 2051) صمام أمام لأمن اليمن ووحدته واستقراره ومصلحة إقليمية ودولية راسخة ، باعتبارهما شددا على ضرورة استكمال التسوية السياسية وفرض العقوبات على معيقي التسوية بما يتوافق مع الارادة السياسية والشعبية التي تسير في اتجاه بناء يمن جديد مزدهر وآمن وموحد يقوم على اساس مبادئ العدالة والحرية والمساواة واحترام حقوق الانسان ويتم التأسيس فيه للعدالة الاجتماعية وسيادة القانون بما يكفل تطبيق أسس ومعايير الحكم الرشيد". وأردف "هذا هو خيارنا الوطني وخيار شعبنا اليمني الحر المناضل الذي لن يسمح بضياع هذه الفرصة التاريخية التي لا تتكرر كثيراً" . وقال " ان ما انجزناه حتى اليوم من آلية تنفيذ المبادرة الخليجية يؤكد حرص اليمنيين على الالتزام بكل ما تضمنته هذه المبادرة وتمسكهم بالحل السياسي والوفاق الوطني وأنهم سيتصدون لكل من يعيق هذا الخيار". وتابع رئيس الجمهورية قائلا " وفي هذه المناسبة أتوجه باسم الشعب اليمني في المقام الأول وباسمي بدعوة كافة الأحزاب السياسية والفعالة وفي مقدمتهم الشباب والمرأة وكافة التيارات المشاركة في الحوار الوطني على الالتزام بروح الحرص على نجاحه والحفاظ على وحدة اليمن ارضاً وإنساناً وبما يرفع المظالم عن الجميع ويحقق العدالة لهم ويطوي صفحة الماضي". ووتحدث عما تحقق خلال الفترة الماضية واستطرد قائلاً " بالرغم من كل ما تحقق إلا ان هناك صعوبات ماتزال قائمة وهناك تحديات كبيرة في الجوانب الاقتصادية والامنية والمعيشية غير ان فرص التغلب على هذه التحديات اصبحت اكثر يسرا في ظل الاجماع الاقليمي والاممي على ضرورة مساعدة اليمن لانجاح هذه التجربة الفريدة من نوعها في المنطقة . وشدد على وفض العنف لتحقيق اهداف سياسية واعتبار الحوار هو المنبر الوحيد لمعالجة كافة القضايا والمظالم والاختلالات واعتبار الاطراف التي ترفض نهج الحوار من الاطراف المعرقلة للتسوية السياسية . كما أكد على اهمية وفاء الماحين بتعهداتهم باعتبار ان جذور المشكلة في اليمن ذات طبيعة اقتصادية مما يجعل استكمال التسوية السياسية مرتبطا بشكل قوي بتحقيق النمو الاقتصادي حتى يلمس المواطن اثر ذلك على حياته المعيشية فتوفير الخدمات وفرص العمل وتحسين المناخ الاستثماري سينعكس ايجابا على مجمل الجوانب. و طالب بتوفير الدعم المادي اللازم لتمكين حكومة الوفاق الوطني من اعادة الاعمار في المناطق المتضررة من الارهاب والحروب، وكذلك التعويضات اللازمة المرتبطة بالقرارات التي صدرت لمعالجة الاوضاع في المحافظات الجنوبية .