لن نعتذر للجنوبيين' بل ولن نسامحهم 'لأنهم أجبرونا على شن الحرب عليهم'وقتلهم ونهب أموالهم.. يبدو أن هذا هو مايقوله 'لنفسه' تحالف حرب 1994 الرافض للاعتذار لإخوتنا في الجنوب. تماما كما قالت جولدا مائير' ذات مرة: لن نسامح العرب لأنهم أجبروا أولادنا على إطلاق الرصاص عليهم. وإن لم تكن تعي إنها' بذلك' لم تكن تفعل سوى إخفاء مشاعر ذنب شديدة' لديها' جراء مجزرة نفذها جنودها. يميل الظالم إلى إدانة المظلوم' في نوع من الشرعنة والتبرير' حتى لا يسمح لمشاعر الذنب بالبروز في نفسه. أننا'كبشر' نميل إلى كراهية من ظلمناه' أكثر من كراهيتنا لمن ظلمنا.و نصب المزيد من الزيت على نار كراهيتنا لمظلومينا 'كي نزيد هذه الكراهية اشتعالا'. لا لشيء' إلا لكي لانشعر بتأنيب الضمير.هو سلوك ناجم عن رد فعل البراءة، تبرئة الذات،وتأثيم الاخر،بتحميله مسئولية المأزق العلائقي، وإلقاء كل الغرم عليه. مايجعل العدوان يأخذ ،نفسيا،طابع إحقاق الحق وإقامة العدل، بإعادة الأمور إلى نصابها. فالمعتدي هنا، يشعر انه، هو نفسه، كان ضحية غبن، فرض عليه،واكرهه على الفعل،المتمثل بالاعتداء.هي محاولة بائسة،للتخلص من مشاعر الذنب،والحفاظ على شيء من التوازن النفسي. وبدلا من التطهر، وتحمل عبئ الاعتذار' والتخلص من مشاعر الذنب هذه 'لمرة واحدة' والى الأبد' نلجأ إلى الهروب' إلى الأمام' والى التماس أسبابا مقدسة لشرعنة ظلمنا وتبريره'أمام أنفسنا ليس إلا. وتقديس الوحدة'من خلال القول بأنها فريضة شرعية...ليس سوى حيلة نفسية' لإخفاء مشاعرنا العميقة بالذنب' المغروسة في أعماق وعينا ولاوعينا معا' فلا شيء من شأنه المساعدة في إخفاء المدنس سوى المقدس. ولكن المفارقة هي أن هؤلاء الذين يلجأون الى التحصن بالدين' يخالفون سلوك نبي هذا الدين(ص)' الذي قال 'وهو المعصوم عن الخطأ: من كنت جلدت له ظهرا فهذا ظهري فليقتص.. يحتاج هؤلاء إلى مجاهدة النفس ومجالدة نزعاتها. فالعظماء حقا' هم من يقرون بأخطائهم ويعتذرون عنها 'فيما أن الحمقى وحدهم' يلجأون إلى فلسفتها. ولو فعلوا لكبروا وكبر بهم الوطن. وليتهم يعلمون أن ثمة فارق بين الكبرياء الصحي' والكبر المرضي. من حائط الكاتب على الفيسبوك