الشيء المثير للاستغراب أن دفاع البعض عن "الوحدة", هو دفاع على ما هو قائم الذي لا يتطابق مع الشعار" الوحدة", هذا الدفاع لا يمر إلاّ عبر بوابة استدعاء الماضي احداث 86م, وغدت هذه الأحداث أداة ووسيلة تذكير ونبش ماضي يحاول الجنوبيين أن يبلسموا جراحه, وسؤالي ألاّ توجد أدوات أخرى أنبل من نبش الماضي للدفاع عن "الوحدة إذا كانت أهداف النخبة نبيلة وتحب الوحدة إلى هذه الدرجة من الجنون. لقد بتنا وبات العديد على ثقة أن كل شعارات التضليل مثل "الوحدة أو الموت" تستخدمها نخب وهي كلمة حق يراد بها باطل, وهم أبعد ما يكونوا حباً في الوحدة, وشعارهم الحقيقي المضمر في السرائر, إما أن تقبلوا بنا لصوص ننهب أو نقتلكم ونجعلكم تقتتلون! والمشكلة أن هناك من لا زال يصدق هذه الشعارات! وهناك قضية غائبة لم تستطع نخب النهب واللصوصية أن تفهمها وتعيها, أن ما كان يصلح في زمن وسيلة وأداة لتنفيذ سياسات, يفقد بريقه وتأثيره وقدرته على أن يكون وسيلة ناجعة في زمن أخر, جيل اليوم في الجنوب غير الجيل, والزمن في 2013 غير الزمن 1986, كما أن مياه كثيرة قد جرت بعد إشاعة مبدأ التسامح والتصالح, وأدرك هذا الجيل أن هذا النظام يبقى قوياً كلما استطاع أن يمارس غوايته المفضلة, التمزيق والفرقة بين الناس على قاعدة " فرق تسد". أعتقد أن سقوط هذه الثقافة وهذا النظام بالمجمل لا يمكن أن يمر إلاّ عبر بوابة إشاعة مبدأ التسامح في كل مكان! إنه سلاح تدمير شامل !! عن: الأولى