خيم على منطقة ردفان هدوء نسبي منذ صباح اليوم بعد موجة من المواجهات المسلحة وتحليق الطيران الحربي أكثر من ثلاث مرات منذ بداية إندلاع المواجهات بين قوات الجيش والجماعات المسلحة بداية هذا الأسبوع. ولكن ذلك الهدوء في المواجهات لم يخلو من التوترات ومظاهر أستنفار قوات الجيش التي تجلى حشدها بوضوح من خلال التعزيزات اللاحقة التي تراكمت في مساحات محدودة ومتفرقة في نطاق ضيق. وأوضحت مصادر "يمنات" أن هناك وساطة قادها بعض وجهاء المنطقة والذين واجهتهم مشكلة الجماعات المسلحة التي تعارض توسع قوات الجيش في منطقة ردفان والقرى التابعة لها، منها الحبيلين والملاح والرويد والبوابيين وحبيل جبر وغيرها،والتي تمثل نفسها حيث لا تدعي بأنها تتبع الحراك الجنوبي السلمي بينما قوات الجيش ووسائل اعلام الحكومة تعتبرها تابعة للحراك ، مما انعكس سلباً على مساعي مجموعة الوساطة، إضافة إلى حملة اعتقالات قادها رجال المخابرات العسكرية والأمن السياسي التي باشرت الإعتقالات على الشباب في منطقة الملاح والحبيلين بمعاونة بعض المتعاونين معها.
وأوضحت المصادر أن هناك إصرار من قبل الجماعات المسلحة التي هجرت منازلها ولاذت إلى الشعاب والجبال معلنة مقاومتها لذلك المد التوسعي للجيش بينما القيادات العسكرية ترى ضرورة في استحداث مواقع عسكرية لها في المنطقة وكذلك استعادت مواقع عسكرية سابقة كانت انسحبت منها في أواخر عام 2008م بأتفاق السلطات المحلية وقوات الجيش وأوامر رئاسية عليا.
وقالت مصادر "يمنات" أنه من المتوق أن لا تنجح هذه الوساطة، حيث ان تواجد قوات الجيش في ردفان لم يكن غائب من قبل، وسيطرته موجودة في الأصل، ولكن التكتيكات السياسية للسلطة هي التي تقود الإنفلات الذي يلحق الضرر بالمواطن حتى أصبح وجودها غير مرغوب، بحكم أنها أصبحت قوة فتك بهم إذا أستدعت المصلحة السياسية للسلطة بأستهدافهم، ولهذا المواطنين يرون عملية التعبئة العسكرية للمنطقة شراً مفروض وأمر لابد منه سوى تم مقاومة او لا تتم، فلهذا فضلوا مواجهات الشر قبل أن ينال منهم ولذا حظيت المقاومة الشعبية المسلحة بتأييد السكان في المنطقة والقرى التابعة لها.
بينما يرى بعض المراقبين المحلليين أن قرار تعزيز المنطقة بقوات الجيش رغبة في بسط النفوذ من قبل الحكومة من أجل الأنتخابات التي يتوقع مقاطعة أبناء الجنوب لها فتتمكن هذه القوى العسكرية من تغطية الثغرات وحماية من سيتجاوب مع الانتخابات في الجنوب. وما زالت مساعي الوساطة جارية.