الفئات المهمشة في اليمن هي الفئات لاتي يطلق عليها الناس لقب "الاخدام" ولكن جميع دول العالم ترى في ان حياتهم التحررية قضية عالمية تحتاج الى حلول جذرية وانسانية جادة وفاعلة وهي قضية عالمية شبه متروكة للمنظمات الانسانية الداعمة للفئات المهمشة في جميع انحاء العالم وليس في اليمن فقط، ولاجهزة الاعلام المشاركة في نقل معاناتهم اليومية، وسوء معيشتهم الضنكى، كما اود الإشارة الى ان الفئات المهمشة في اليمن لها جمعيات مثقفة ومن ابنائها، ولها منظمة اسمها "منظمة الاحرار السود في اليمن"، كما ان مكتب التحسين في مدينة تعز داعم لها ولقضاياها، ويسعى الى تحسين حياة الفئات المهمشة الموجودة في مدينة تعز، ومن ابنائها كثير من الموظفين والعاملين في المكتب المذكور، والمهم في النهاية هو ان لا تكون قضيتهم ورقة "كوتشينة" في لعبة عالمية، مزايدة في حربها ضد العنصرية العالمية، كما اننا جميعاً نريد ان تكون قضيتهم قريبة الى اللغة الانسانية وبعيدة عن اللعبة السياسية، ما دام وانها قضية انسان مهمش وفقير، يكنس الشارع ويغني في حفلات الناس، يطلب قوت يومه من غيره، ويعذبه لقب "خادم" الذي ما زال ملحقاً باسمه حتى اليوم، وبما ان لي علاقة وطيدة ببعض المتنورين من الفئات المهمشة في بلادنا وذلك منذ ان شاركت في دورة تدريبية اسمها "دورة مناصرة الفئات المهمشة في اليمن" وهي الدورة التي اقيمت بدعم ومشاركة منظمة (ديا) الفرنسية الموجودة في اليمن، وكإعلامي مشارك في تلك الدورة الانسانية استطيع القول ان لا احد يحب للفئات المهمشة البقاء في هامش الحياة اليومية. ترى اي قوة تقيهم اشعة الشمس الحارقة!
ونحن نتابع حياة الفئات المهمشة في اليمن كمتابعين يوميين كنا قد اختبرنا انفسنا، وطرحنا على انفسنا سؤالا هو: يا ترى اية قوة لهم تحميهم من اشعة الشمس الحارقة؟!
مع اننا قد تخيلنا انفسنا نسقط من شدة حرارة الشمس، فتوصلنا الى ان قوة الله. عزوجل.هي القوة التي تحميهم من اشعة الشمس اليومية الحارقة. وهي التي تسندهم في سبيل تطوير حياتهم، وفي سبيل الخروج من الهامش الى اساس الحياة. تسمية عالمية جديدة.. لماذا؟ سوف اخبركم لماذا كانت تسمية الفئات المهمشة تسمية عالمية جديدة لهم اولاً، ان المنظمات الانسانية والحقوقية العالمية مهتمة بهم وبقضاياهم وهي الداعمة لهم كانت قد رأت بان تسمية "الاخدام" تسمية ظالمة ولهذا اخذت تفكر بضرورة اطلاق تسمية عالمية جديدة لهم او تسمية عالمية لائقة، لان التسمية السابقة غير لائقة حتى استقر بهم الحال عند هذه التسمية العالمية والتي هي "الفئات المهمشة في اليمن" والتي معناها الانسان الراقي بمعنى ان هناك فئات شديدة الفقر تعاني من التهميش ومن الضروري الاخذ بيدها لكي تودع الحياة في الهامش وتعود الى الحياة في اساسها الإنساني أو ترحل من حياة الهامش إلى حياة أفضل، ومن ناحية اخرى رأت تلك المنظمات الانسانية المهتمة بقضايا "الاخدام" في اليمن، ان تسمية عالمية جديدة كهذا قد تخفف بعضا من قلق العنصرية التي يخشى الجميع من وقوعها مستقبلاً بين "الاخدام" والقبائل في اليمن او بين السود والبيض في أمريكا أو بين أي جهتين آخريتين تعيشان اليوم في سلام ولابد ان تعيشا بسلام في المستقبل. بعضنا يقبل ان تقول له يا "خادم".. هكذا قال لي احد ابناء "الاخدام"أو أحد أبناء الفئات المهمشة حين التقيت به، قال لي: بعضنا يقبل أن تقول له يا "خادم" وبعضنا لا يقبل ويعتبرها إهانة.
والقبائل في اليمن او بين السود والبيض في امريكا او بين اي جهتين اخريتين تعيشان اليوم في سلام ولا بد ان تعيشا بسلام في السمتقبل. بعضنا يقبل ان تقول له يا خادم.. هكذا قال لي احد ابناء الاخدام او احد ابناء الفئات المهمشة فثي بلادنا حين التقيت به.
قال لي بعضنا يقبل ان تقول له يا خادم وبعضنا لا يقبل ويعتبرها اهانة. كل الناس عيال تسعة.. هكذا قالت لي "خادمة" او احدى المنتميات للفئات المهمشة في بلادنا "كل الناس عيال تسعة لكن مع من".
لو غلط عليً قبيلي شتصل لأبن عمي أوباما
اخر من المنتمين للفئات المهمشة في بلادنا، وهو "خادم" متنور ومثقف، قال لي: لو غلط علي قبيلي "شتصل" لابن عمي أوباما (يقصد الرئيس الامريكي الحالي والاسمر).
علاقة انسانية قديمة
العلاقة القائمة بين الاخدام والقبائل في اليمن هي علاقة انسانية قديمة ولا يجب ان يعكرها اي دخيل ثالث بل يجب السعي العاقل من اجل تطويرها والخروج بها الى بر مستقبل كل العلاقات العالمية الانسانية، خصوصاً وان عيون العالم باكملها مفتوحة على الاخر في هذا البين الحساس، وعليه فالبعض منها من ينظر حول علاقة "الاخدام" بالقبائل ومنها من يتخوف من حصول عنصرية في هذه العلاقة، ومنها من يرى ان هذه العلاقة علاقة ظالمة حاصرت طموحات "الخادم" وجعلته محصوراً في الرقص والغناء في حفلات واعراس القبائل بينما من المفروض ان يكون له منصباً من المناصب في دولة القبائل، ولكن الصفة الانسانية ظلت هي الصفة المرافقة لعلاقة "الاخدام" بالقبائل، اي ان "الخادم" انساناً له حقوق وعليه واجبات، بالاضافة الى ان المبدأ الانساني هو مبدأ التعامل القائم بين الاخدام والقبائل بداية الحياة حتى هذه اللحظة، ويظل الطرفان ادرى بعلاقتهما من غيرهما، لان فئات الاخدام. ايضاً .ان كانت بحاجة الى انقاذ لم يكن لها منقذ سوى من ابنائها المخلصين لقضيتهم وللوطن من دون تطرف وارهاب وعنصرية وكذب. وهاهي الايام التي تعد ضمن ايام المستقبل العالمي والانساني قد اثبتت وجود كوادر متطورة ومتنورة ومثقفة من فئات "الاخدام" بالاضافة الى وجود جميعات مناصرة خاصة بها، الى جانب الجمعيات المناصرة لها في جميع انحاء العالم. اي انها فئة بدأت تناصر نفسياً بنفسها. نقطة خدمة+نقطة نظام هما نقطتان في عين العالم "نقطة خدمة ونقطة نظام" وهذا الوطن هو الحرف القادر على حملهما معاً، والخادم والقبيلي الاثنين معاً في نقطة الخدمة ومعاً في نقطة النظام، من اجل ان تستمر الحياة المشتركة بين الاثنان قوية ومتماسكة وسائدة ومتوحدة الاهداف حتى الوصول الى النقطة الثالثة التي هي نقطة المستقبل اليمني هذا في اليمن.
قضية ذات لونين في ملف اخضر ان قضية الفئات المهمشة في اليمن او في اي بلاد اخرى هي قضية الجميع وهي قضية ذات لونين في ملف اخضر حيث يدل لون الملف على ان اللونين كانا قد اتفقا على ممارسة الحياة معاً في امن واستقرار وتفاهم وتعاون ومودة، وكان ذلك الاتفاق هو اتفاق انساني سابق يعلم جيدا من اين تأتي العنصرية الى كل بيت او لونين في المحيط اللوني الانساني، وهناك تجارب انسانية سابقة حاربت العنصرية اللونية وانتصرت لنفسها كما طردت التهميش العنصري فعاشت مثل غيرها بسلام، وكلنا يعلم بما في الملف الاخضر من قضايا انسانية منتصرة، ولو كان العالم جعل من اللونين الابيض والاسود رصيفاً اخر الى جانب الرصيف المعروف ب "الاصفر+ الاسود" لكان قد فعل شيئاً اخر يذكرنا دائماً بقضايا الانسانية الى جانب القضايا السابقة التي قام بها من اجل ايجاد حلول لقضايا العالم. نقلا عن صحيفة حديث المدينة