لليوم الخامس على التوالي واصلت الحركة الطلابية مظاهراتها الكبيرة أمام بوابة جامعة صنعاء، وذلك بعد ساعات قليلة من التعميم الذي أصدرته وزارة الداخلية، و وصفه المتظاهرون بأنه داع ومحرض للعنف والفتنة، ومنحاز إلى شريحة صغيرة من الناس تعبث بمقدرات الوطن وثرواته حسب تعبيرهم. وكانت وزارة الداخلية اليمنية قد أصدرت تعميما في وقت متأخر من ليلة أمس الثلاثاء، منحت فيه الأجهزة الأمنية صلاحيات لفض المسيرات و المظاهرات. في حين اعتبرت مصادر قانونية أن مثل هذه الدعوة ستزيد الاحتقان في الشارع؛ خاصة وأنها تعمل على توريط رجال الأمن في أعمال عنف و محاولة جر العمل السلمي إلى هذا المربع الخطير، بينما من المفترض أن يعملوا على حماية الناس و احترام خياراتهم حد قولهم. هذا وكان المتظاهرون قد ملؤا الساحة الرئيسية لبوابة الجامعة و هتفوا بسقوط النظام اليمني ورحيله هو وعائلته إلى خارج البلد بعدما حالت قوات الأمن المركزي و مكافحة الشغب دون خروجهم إلى الشارع العام و توجههم إلى ميدان التحرير، مرددين شعارات تدعو إلى إسقاط النظام ومن بين هذه الشعارات: ونحن العسكر إخوان.. ضد الفساد والطغيان، يا زبيري يابو الأحرار .. اليمن رجعت صومال. و قالت مصادر مؤكدة أن تصادمات صغيرة حصلت بين المتظاهرين وقوات الأمن أدت إلى اعتقال طالبين فقط. يذكر أن نقابة أعضاء هيئة التدريس بجامعتي صنعاء وعمران أدانت بشدة ما وصفته بعسكرة الجامعة و أمننتها، و دعت رئاسة الجامعة والجهات المختصة لحماية الحرم الجامعي. كما أكدت على حق الطلبة ومنظمات المجتمع المدني في ممارسة كافة حقوقها الدستورية، بما فيها الحق في التظاهرات السلمية بحسب البيان. ثورة طلابية وكانت الحركة الطلابية في جامعة صنعاء قد أصدرت بيانا عبرت فيه عن تصميمها على مواصلة التظاهر حتى يتم ما أسمته ثورة شعبية ضد الرئيس اليمني ونظامه، مؤكدين أنه لا رجعة عن هذا القرار. داعية الأمن والشرطة إلى التحلي بروح العقل والمنطق، والاستفادة من ثورة الشعب التونسي والاعتبار منها. ومطالبة في الوقت ذاته تحييد الشرطة والجيش من التورط في سفك الدماء و مواجهة ما أسموه ثورة الشعب السلمية. وفي الوقت ذاته أدانت المنظمة الطلابية للحزب الاشتراكي اليمني كافة الأساليب القمعية التي تواجه بها السلطات الحراك الطلابي، كما دعت وسائل الإعلام إلى التغطية المهنية وتحري الدقة في نقل الأحداث، بما من شأنه توحيد كل مكونات وفصائل العمل الطلابي، وتعزيز التفاعل الجماهيري معه، بحسب البلاغ الصحفي الصادر عنها اليوم. و في نفس السياق نفى هاني الجنيد السكرتير الأول للمنظمة الطلابية للحزب لموقع يمنات ما تناقلته بعض المواقع الإلكترونية بشأن صلة المنظمة بالحراك الطلابي. وقال " تفاجئنا بقيام بعض المواقع الالكترونية بنشر تصريحات باسمنا تقول أن لا علاقة للمنظمة الطلابية للحزب بالحراك الطلابي وتسيء لعلاقتنا بالأحزاب، وما نود التأكيد علية هنا أن موقف المنظمة الطلابية قد تم التعبير عنه ببلاغ صحفي صادر عن المنظمة وتم تعميمه على وسائل الإعلام، وقد جاء في البلاغ أن المنظمة الطلابية للحزب مع عدد من القطاعات الطلابية السياسية جزء لا يتجزأ من الحراك الطلابي الذي يعتمل في ساحة الجامعة". يذكر أن الكثير من المتظاهرين اشتكوا من عدم حضور وسائل الإعلام لتغطية فعالياتهم وعدم مهنية ما تنقله القنوات وبعض الصحف والمواقع الإلكترونية، خاصة وأن المظاهرات انتقلت في يومها الثاني من التضامن مع تونس إلى المطالبة بتغيير نظام الحكم بشكل سلمي، عكس ما تورده وسائل الإعلام، معتبرين أن مثل هذا الخطاب لا يخدم سوى الديكتاتورية ويحاول حرف مسار نضالهم إلى قضايا جانبية. الحوار الوطني و كان محمد الصبري، الناطق الرسمي باسم لجنة الحوار الوطني قد حيا نضال الطلاب في محاضرة له بمنتدى الجاوي الثقافي. وقال أن هناك فرصة ثمينة إذا تم الجمع في الحديث بين المشهدين اليمني والتونسي، مستشهدا بعدة مواقف منها الرابط الإعلامي. مشيرا إلى أن تراكم الأزمات في الشارع اليمني أكبر منه في الشارع التونسي. إلى ذلك دعا النائب البرلماني ورئيس كتلة الحزب الاشتراكي عيدروس النقيب من يقولون أن اليمن ليست تونس، دعاهم إلى تأمل الوضع و طرح مقارنات أكد فيه أن الوضع اليمني أسوء بعشرات المرات من الوضع التونسي.