القاهرة (رويترز) - تدفقت حشود غفيرة من المصريين على ميدان التحرير بوسط القاهرة في اليوم السادس من الاحتجاجات المطالبة بانهاء حكم الرئيس حسني مبارك رغم قراره بتشكيل حكومة جديدة وتعيين نائب له لاول مرة. وسمحت قوات الجيش التي انتشرت في القاهرة والمدن الاخرى بعد انهيار قوات الشرطة للحشود بالدخول الى وسط الميدان بعد التفتيش وابراز تحقيق الشخصية. واعتاد المتظاهرون تكثيف احتجاجاتهم في ميدان التحرير بوسط القاهرة في المساء منذ بدء الاحتجاجات الثلاثاء الماضي. ورأى مراسل لرويترز جنديا بجوار مركبة للجيش يفتح النيران في الهواء بعدما اعترضت الحشود طريق عربة اطفاء تحاول الدخول الى الميدان. وردد المحتجون "سلمية.. سلمية" في اشارة الى الطابع السلمي لاحتجاجاتهم وقال احدهم ان العربة قد تستخدم لتفريق المتظاهرين باستخدام المياه. وفشل ضابط من الجيش اعتلى المركبة في اقناع الحشود بالسماح بمرور العربة التي عادت ادراجها في شارع طلعت حرب المؤدي للميدان. ورأى مراسل رويترز الاف المحتجين يرددون هتافات مناوئة لمبارك منها "لا للتمديد لا للتوريث مصر بتولد الف رئيس" في اشارة الى ما اعتبر جهودا من مبارك لتوريث الحكم لابنه جمال. ورفع المحتجون لافتات تطالب برحيل الرئيس المصري وكتب على احدها "ارحل ما تورطش (لا تورط) الجيش." وامر مبارك الجيش بالنزول الى الشوارع مساء الجمعة الماضي بعدما انهارت قوات الشرطة بعد اشتباكات عنيفة مع حشود شاركت في "جمعة الغضب" التي دعا اليها نشطون عبر الانترنت. وانتشرت كتابات مناوئة لمبارك في انحاء الميدان بعضها على مركبات الجيش وبوابة لجامعة الدول العربية وايضا مبنى الامن العام القريب منها "يسقط مبارك" و "لا لمبارك". ودخل مراسل لرويترز الميدان من ناحية جسر قصر النيل حيث نظم افراد من الجيش دخول الناس. وعلى الطرف الاخر حيث وقع اطلاق النار في الهواء حث جنود من الجيش متظاهرين في شارع طلعت حرب على الدخول الى ساحة الميدان بعد سكوت اصوات الاعيرة النارية بدلا من التفرق في الشارع. وكان ضمن المحتشدين محمد عبد القدوس عضو مجلس نقابة الصحفيين الذي اعتقلته قوات الامن لبعض الوقت وسحبته على الارض مساء الجمعة الماضي. والتزم افراد الجيش بروح التسامح التي ابدوها تجاه المحتجين. وبعد قليل من اطلاق جندي للنار في الهواء بجوار مركبة للجيش وتراجع عربة الاطفاء اعتلى افراد من المحتجين المركبة وقبلوا الضابط الذي كان يحثهم على السماح بمرور العربة. من عماد عمر