قال وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي إن جامعة الدول العربية رفضت مقترحين لحل أزمة ليبيا، ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار، في وقت أبدى فيه مساعد كبير للرئيس عبد العزيز بوتفليقة أسفه لموقف الجامعة التي كان يفترض أن "تعمل على تفعيل الحوار". وكان مدلسي يتحدث الثلاثاء في مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف قال فيه إن الجامعة العربية رفضت مقترحا بإرسال لجنة لتقصي الحقائق في ليبيا، وآخر بإقامة وساطة تحقن دماء أبناء الوطن الواحد. ودعت الجزائر رسميا أمس إلى وقف فوري للهجوم الدولي، ووصفته على لسان مدلسي بأنه "مبالغ فيه" مقارنة بتفويض قرار مجلس الأمن رقم 1973. وقال مدلسي إن ليبيا تجتاز أزمة عميقة تفاقمت مع الضربات، ودعا إلى "الوقف الفوري للأعمال العدائية والتدخل الأجنبي" حتى يفسح المجال أمام الليبيين "لإيجاد حل سلمي ودائم للأزمة، مع احترام وحدتهم والحفاظ على سيادتهم ووحدتهم الترابية". ونقلت صحيفة "الشروق" الجزائرية عن مدلسي قوله في المؤتمر الصحفي إن بلاده –التي تشترك مع ليبيا في حدود واسعة- ستدعم جهود الاتحاد الأفريقي الذي دعا إلى وقف فوري للعمليات الدولية، وسيجتمع يوم الجمعة في أديس أبابا. مكالمة هاتفية واعترف مدلسي بتلقي الوزير الأول الجزائري أحمد أويحيى مكالمة من نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن أبلغه فيها بالضربات، لكنه قلل من تداعيات هذه المكالمة بحجة أنها جاءت بعد لقاء عربي عقد يوم 12 مارس/آذار الماضي وطالب بحظر جوي في هذا البلد، وأيضا بعد اجتماع لمجلس الأمن أعطى الضوء الأخضر لتنفيذه. وقال مدلسي إن موقف الجزائر في دعم الحظر الجوي كان بشروط تضمنتها ملاحظتان هما أن يكون "وقائيا ومحدودا من حيث الزمان"، وأن تقوم الجامعة العربية باستشارات قبل التوجه إلى مجلس الأمن لاستكشاف ما يجري على الأرض لأن "المعلومات التي وصلت الجزائر كانت متناقضة"، وأيضا أن تنسق الجامعة مع الاتحاد الأفريقي. موقف مؤسف وفي حديث للإذاعة الجزائرية أمس أبدى عبد العزيز بلخادم وزير الدولة والممثل الشخصي للرئيس بوتفليقة أسفه لموقف الجامعة التي كان عليها "أن تعمل على تفعيل الحوار داخل ليبيا من أجل حقن دماء أبناء الوطن الواحد". وأضاف أن مطالب التغيير التي تعرفها بعض الدول العربية ينبغي أن تكون نابعة من الشعوب وليس وفق ما تمليه أجندات خارجية. وانتقد بلخادم –وهو أيضا الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني العضو في التحالف الرئاسي الحاكم- مجلس الأمن لأنه لم يتوان في اتخاذ قرار يبيح استعمال القوة ضد ليبيا، لكنه لم يحرك ساكنا عندما تم قصف قطاع غزة من طرف الكيان الصهيوني. وركزت الإذاعة الجزائرية على موقعها أمس الثلاثاء على ما اعتبرتها ردود فعل دولية تحذر من تكرار سيناريو العراق في ليبيا. المصدر:الألمانية+الصحافة الجزائرية