عززت مفردات التصعيد اللافت للمظاهر الأمنية والعسكرية بمحافظة تعز من شكوك وتوجسات المعتصمين بساحة الحرية حيال إمكانية التعرض الوشيك لعمليات قمع مسلح غير مسبوقة تندرج في إطار مخطط تصعيدي يستهدف تفجير الأوضاع في البلاد انطلاقاً من تعز . وشنت قوات أمنية وعسكرية معززة بمجاميع مدنية مسلحة خلال الساعات الماضية حملة اعتقالات واسعة في أوساط الأكاديميين المؤيدين لثورة الشباب بجامعة تعز، بالتزامن مع تعرض أعداد أخرى من أبرز الناشطين الحقوقيين بساحة الحرية لتهديدات بالقتل من قبل مجهولين عبر الرسائل القصيرة واتصالات هاتفية مجهولة المصدر . وكشف محمد عبدالغني السماوي الناشط بساحة الحرية ل"الخليج" عن تلقي سبعة من أبرز الناشطين الحقوقيين بساحة الحرية تهديدات بالقتل والاعتداء على عائلاتهم تضمنتها رسائل هاتفية قصيرة واتصالات مجهولة المصدر .واعتبر أن تزامن إطلاق مثل هذه التهديدات التي استهدفت ناشطين حقوقيين فاعلين داخل ساحة الحرية مع تصاعد المظاهر المسلحة الأمنية والعسكرية في كافة أنحاء المدينة ووصول طائرات مقاتلة إلى قاعدة طارق الجوية وكميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات يعزز من الاعتقاد السائد لدى شباب الثورة في ساحة الحرية من أن ثمة مخططاً تصعيدياً على وشك التنفيذ يستهدف الدفع بالأزمة السياسية القائمة إلى منعطف طارئ من العنف انطلاقا من تفجير الأوضاع عسكريا بتعز . من جهته وصف ياسر أحمد عبدالله الشرماني، أحد المعتصمين الناشطين بساحة الحرية خطاب الرئيس علي عبدالله صالح الأخير الذي توعد فيه بمجابهة من وصفهم ب"الانقلابيين" على الشرعية الدستورية عبر التضحية بالدماء بأنه “خطاب تحريضي" يؤكد أن الرئيس قد قرر تصعيد الأزمة السياسية القائمة عبر تفجير الأوضاع عسكريا في البلاد . وقال: “خطاب الرئيس صالح أمس الأول أمام دُفع من طلاب الكليات العسكرية بصنعاء تزامن مع تصعيد غير مسبوق للأوضاع الأمنية والعسكرية بتعز، حيث هدد الرئيس علانية وبعبارات صريحة بأنه سيلجأ لخيار العنف من خلال التضحية بالدماء لإنهاء الاعتصامات الاحتجاجية المطالبة بتنحيه الفوري، وخلال الساعات اللاحقة تم إفراغ قاعدة الديلمي الجوية المتاخمة لمطار صنعاء الدولي من الطائرات المقاتلة وإرسالها إلى ثلاث قواعد جوية من ضمنها قاعدة طارق الجوية بتعز بالترافق مع شن حملة اعتقالات واقتحام مجاميع مسلحة عسكرية ومدنية لمكتب رئيس جامعة تعز واختطافه ثم اقتياده إلى معسكر تابع للحرس الجمهوري، وهذا التصعيد يعزز من شكوكي وشكوك المعتصمين بساحة الحرية بأن الرئيس صالح قد قرر تفجير الأوضاع عسكريا في البلد وربما تكون تعز أول محطة في مخطط التصعيد العسكري" . تصاعد المخاوف والتوجسات في أوساط المعتصمين بساحة الحرية من تزايد احتمالات التعرض لتصعيد غير مسبوق باستخدام العنف المفرط لقمعهم عززه لدي الكثير من هؤلاء التوافد المكثف لتعزيزات من قوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري المكلفة قمع المعتصمين في ساحات الاعتصام كافة في البلاد إلى تعز وتحول المدينة إلى ما يشبه “الثكنة العسكرية" إلى جانب تمترس مجاميع مدنية مسلحة في العديد من الأحياء والمناطق المحيطة والمتاخمة لساحة الحرية بمديرية القاهرة . وحذرت ابتهال علي سليمان الشرجبي، إحدى الناشطات في ساحة الحرية في تصريح ل"الخليج" من أن المعتصمين بالساحة على وشك التعرض لاعتداءات مسلحة عنيفة يتم التحضير لها من قبل السلطات الأمنية والعسكرية وبتوجيه من مديري أمن تعز ومديرية القاهرة . وقالت: “هناك مظاهر تحفز وتربص مريبة تحيط كل شيء بتعز بما فيها ساحة الحرية والشكوك تتركز في أن ثمة مخططاً على وشك التنفيذ يستهدف شن اعتداءات مسلحة عنيفة على المعتصمين بساحة الحرية من قبل مجاميع مدنية مسلحة تتواجد منذ يومين في مناطق محيطة بالساحة وبعض من هؤلاء يتمركز فوق سطح مقر مديرية امن القاهرة، ونحن نحذر من جرائم جديدة ضد الإنسانية يستعد النظام لاقترافها ضد المعتصمين في ساحة الحرية بتعز" . تواجد شخصيات بارزة من أركان النظام الحاكم بتعز كرئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني ونائب رئيس الوزراء لشئون الدفاع والأمن اللواء رشاد العليمي ورئيس كتلة حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم سلطان البركاني والذين يمثلون ابرز الوجاهات الاجتماعية والسياسية الموالية للرئيس صالح أثار شكوكا متزايدة لدى رجل الشارع العادي بتعز والمعتصمين بساحة الحرية في أن هؤلاء المسؤولين قد وفدوا إلى المدينة في مهمة محددة تتمثل في حشد الموالين والأنصار للرئيس لمواجهة أسبوع عصيب قادم من التصعيد في مستويات الصراع بين النظام الحاكم وما بات يسمى ثورة الشباب المتصاعدة .