حمدي ردمان، وعبدالله ناجي- ل "يمنات" صنعاء- سقط أربعة شهداء وخمسون جريحاً على الأقل في صفوف شباب الثورة اليوم في صنعاء خلال مسيرة تصعيدية كسرت مناطق محظورة لم تتعداها مسيرات شباب الثورة منذ أسابيع، وهي المناطق الواقعة على شارع الزبيري، حيث تتمركز قوات من الحرس الجمهوري والأمن المركزي الموالية للنظام. وتظاهر آلاف من الثوار المطالبين بإسقاط النظام الحاكم في مسيرة حاشدة في صنعاء اليوم الاثنين. ونظم المسيرة التي حملت اسم "رفض عسكرة الثورة" تكتل شبابي ثوري يطلق على نفسه اسم شباب "حسم" الثورة. وانطلقت المسيرة عصر اليوم الاثنين من داخل ساحة التغيير، مرورا بشارع عشرين إلى جولة الكهرباء، وصولا إلى جولة كنتاكي على شارع الزبيري وهم يهتفون بشعارات ترفض عسكرة الثورة. وضمت المسيرة في بداية انطلاقتها المئات، إلا أن أعدادهم تضاعفت إلى الالآف بعد انضمام مؤيدين لهم في وقت لاحق. وبينما اقتربت المسيرة بحوالي مائة متر من المكان الذي يتمركز فيه عشرات من قوات الأمن المركزي عند جولة كنتاكي، والذين بدوا متأهبين وشاهري البنادق، تسندهم خمس عربات عسكرية، ومدرعة رشاشة مياه (مياه بلاليع)، تقدم مجموعة من شباب الثورة لمحاورة ضباط الأمن المركزي لتجنب الاشتباك معهم. لتواصل المسيرة سيرها إلى شارع الزبيري باتجاه منطقة "عصر"، وبعدها تم إغلاق مدخل كنتاكي عند مؤخرة المسيرة من قبل الأمن للحد من التحاق بقيت الشباب بركب المسيرة، وفجأة اعترض المسيرة عشرات من المسلحين المواليين للنظام أمام معكسر التموين العسكري التابع للحرس الجمهوري بشارع الزبيري، حيث يرابطون داخل المعسكر منذ أشهر جنباً لجنب مع أفراد الحرس الجمهوري، وأطلقوا النار بشكل عشوائي ومباشر باتجاه المتظاهرين ليسفر الاعتداء عن سقوط ثلاثة شهداء وعشرات الجرحى، بعضهم إصابتهم خطيرة، توفى أحدهم على إثرها ليرتفع عدد الشهداء إلى أربعة. - صورة أحد المسلحين الذين نفذوا الاعتداء، والذي يتهمه شباب الثورة وشهود عيان بقتل حسن الحوري، أحد الشهداء الأربعة الذين سقطوا خلال واقعة الاعتداء وروى شهود عيان أن الأمن قام باعتقال أكثر من 50 شاب أمام وزارة الشباب والرياضة المجاورة لمعسكر الحرس وأنهم شوهدوا وهم يتعرضون لاعتداءات علنية من قبل الأمن. وفور السماع بأنباء حادثة الاعتداء، تدافع مئات من الثوار المرابطين بساحة التغيير للالتحاق بركب المسيرة في مسيرة أخرى منفصلة، لكن قوات الأمن المركزي في جولة كنتاكي اعترضتهم، وحالت دون عبورهم باتجاه جولة عصر، فارضة طوقاً امنياً من جهة الزبيري على كلا المسيرتين، ما حدا بالمتظاهرين المشاركين في المسيرة الثانية لأن يتمركزوا عند جولة الكهرباء، الواقعة بين جولة كنتاكي وساحة التغيير، بعدها قامت مجاميع مسلحة أخرى بإطلاق الرصاص الحي باتجاه المتظاهرين المتمركزين هناك من الاتجاه الغربي ما أدى إلى إصابة عدد منهم، بالإضافة إلى اعتقال عشرات من المتظاهرين. وقالت مصادر طبية أن الإحصائية الأولية لعدد المصابين بلغ حوالي خمسين شخصاً، اثنين منهم في حالة موت سريري. يذكر انه لم يتوفر للجرحى سيارة إسعاف ولم يبادر أحد لإنقاذهم، حيث حمل الثوار جرحاهم ونقلوهم على سيارات أجرة إلى المستشفيات المجاورة ومنها مستشفى المتوكل. وقد تم محاصرة مستشفى المتوكل من قبل البحث الجنائي، وقوات أخرى موالية للنظام، في محاولة منها لأخذ جثة الشهيد من أجل إخفاء الجريمة. وشوهد رجال أمن ومسلحون وهم يلاحقون بعض الجرحى في الأزقة والأحياء المجاورة لشارع الزبيري. وقال شهود عيان أن قوات من الأمن المركزي تطالب مستشفى المتوكل بتسليم جثمان الشهيد حسن الحوري، أحد القتلى، وهو مسئول التغذية لتكتل شباب "الصمود" بساحة التغيير. وتشهد ساحة التغيير حالة من الاستنكار والغضب جراء اعتراض المسيرات والاعتداء عليهم، حيث قام العديد منهم بنصب خيام امتدت إلى القرب جولة كنتاجي على بعد أمتار من قوات الأمن المركزي. وحمًل المتظاهرون بساحة التغيير الأجهزة الأمنية و"البلاطجة " نتيجة ما حدث على المسيرة. فيما عبر عدد من شباب "الحسم" الثوري عن استياءهم من اللجنة التنظيمية واللجنة الإعلامية، معتبرين أنها لم تقم بدروها تجاههم. وحملت اللجنة التنظيمية للثورة قوات الأمن العائلي وبلاطجة بقايا النظام مسؤولية إطلاق النار على المسيرة السلمية لائتلاف شباب الحسم، مؤكدة أن مرتكبي الجريمة لن يفلتوا من العقاب. بعض أسماء القتلى والجرحى: قتلى: جرحى: محمد عبدالوهاب الداع- طلقة نارية في الرجل اليمنى فيديو 1