تعز-شهدت مدينة تعز قصفا عنيفا ومتواصلا بمختلف أنواع الأسلحة منذ عصر الأربعاء وحتى الساعات الأولى من فجر الخميس، وقد بلغ القصف ذروته من حيث الكثافة والعنف بعد منتصف الليل وأمتد قرابة الساعتين، وقد تزامن القصف الذي تعرضت له مدينة تعز مساء أمس وصباح اليوم مع الذكرى الشهرية الرابعة على محرقة الحقد الأسود الذي تعرضت له ساحة الحرية في ال 29 من مايو الماضي. وكان خالد احمد سلام (38)عاما من بني حماد المواسط قد سقط شهيدا جراء إصابته بثلاث طلقات نارية من الخلف، كما جرح كل من: عبد العزيز أحمد سعيد بطلق ناري مباشر، وعيسى سعيد محمد (34)عاما بطلق ناري مباشر، وعزام عبده فرحان علي (22)عاما من المسبح أصيب بشظية، وهائل سعيد محمد ونبيل ثابت احمد عقلان، كما أصيب المواطن محمد أحمد قائد بشظايا في رجله إثر تعرض منزله للقصف بقذيفة في حي المسبح، فيما أصيب الدكتور محمود حسن العريفي بإصابة متوسطة في الرأس من شظية قذيفة سقطت على منزله في حي الروضة عصر أمس ، وأصيبت إمرأة في ذات الحي بشظايا قذيفة أصابت منزل الشيخ رزاز سفيان المجاور لمنزل الشيخ حمود المخلافي أثناء قصف تعرض له الحي عصر الأربعاء من المجمع القضائي بجبل جرة. وكانت حملة مداهمات نفذتها القوات الموالية لصالح استهدفت منازل مواطنين مؤيدين للثورة مساء الأربعاء في الأحياء الجنوبية لمدينة تعز في كل من حوض الأشراف ووادي المدام والمجلية والنسيرية وصينه أثارت الخوف والهلع في أوساط الأطفال والنساء، فيما قامت مدرعة يرافقها أطقم تابعة للحرس الجمهوري وجنود مسلحين بمداهمة منازل مواطنين في حارة الجحملية التي تنتشر فيها العديد من الثكنات العسكرية، فيما اعتقل الطبيب أمين المشرقي وخمسة من أفراد أسرته من منزله في فرزة صنعاء بعد منتصف الليل. وقد ترافق القصف مع إطفاء الكهرباء في مناطق عديدة من تعز خاصة الأحياء الشمالية المستهدفة بالقصف، حيث قصفت الثكنة العسكرية بجبل جرة أحياء المسبح وعصيفرة فيما قصف ثكنة مستشفى الثورة والمعهد الصحي حيي الروضة وزيد الموشكي، وتعرضت أحياء الروضة وعصيفرة وشارع الأربعين والأحياء المجاورة لشارع الستين شمال المدينة لقصف من معسكر الأمن المركزي بكلابة بقذائف مدفعية ودبابات. وكانت العديد من الانفجارات قد دوت في أجزاء متفرقة من المدينة استمررا لمسلسل القصف اليومي منذ أربعة أشهر، حيث دوت انفجارات بوسط المدينة لا سيما في حي المسبح الذي تتردد في إرجائه أصوات بكاء الأطفال وعويل النساء حسب مصادر محلية، فقد ألحقت قذيفة العديد من الأضرار بمنزل الشيخ عبد الله علي سرحان شقيق العميد صادق علي سرحان المخلافي رئيس المجلس الثوري للدفاع والأمن بتعز، وسقطت ثلاث قذائف على منزل الشيخ عبد الرحمن قحطان ورابعة أصابت منزل مجاور له، ودوت ثلاثة انفجارات في حارة الضبوعة غرب ساحة الحرية، فيما سقطت قذيفتين بشارع التحرير الأسفل جوار الجسر، وكانت قذيفة أخرى قد سقطت في السلخانة جوار جامع التقوى، كما دوت العديد من الانفجارات في جبل الضربة المقابل لثكنة الحرس بجبل جرة، فيما هز انفجار ساحة الحرية على إثر سقوط قذيفة دبابة على فندق المجيدي بوسط الساحة، في الوقت الذي سقطت فيه قذائف أخرى على منازل مجاورة للساحة، كما سمعت العديد من الانفجارات في الأحياء القريبة من مستشفى الثورة، فيما دوى انفجار قوي في حوض الأشراف. وكانت أصوات الانفجارات تترافق مع إطلاق نار كثيف من أسلحة متوسطة وخفيفة، حيث نشبت اشتباكات عنيفة بعد منتصف الليل بين قوات صالح وقبائل موالية للثورة في أماكن متفرقة من المدينة، حيث اشتبكت قبائل موالية للثورة وقوات صالح في وادي القاضي وعند مداخل جبل جرة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، فيما تمكنت قبائل موالية للثورة من إعطاب طقمين عسكريين في جولة زيد الموشكي على إثر اشتباكات بين الطرفين بالأسلحة المتوسطة، وتعرضت الثكنة العسكرية بالمعهد الصحي لقذيفتي هاون بعد قصف الثكنة بشكل كثيف لحي الروضة وجولة زيد الموشكي بمعدلات 12/7، وكانت مواجهات قد نشبت بقذائف الأر بي جي في شارع جمال وحوض الأشراف، كما شهد شارع الخمسين اشتباكات عنيفة بمختلف الأسلحة. فيما ظلت الاشتباكات المتقطعة تنشب بين الطرفين في أكثر من مكان بعد أن تهدأ لفترة من الزمن ثم تعود مرة أخرى بشكل عنيف ولعل أعنفها تلك الاشتباكات التي نشبت في المنطقة الممتدة من شارع الستين وحتى المطار القديم استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة وتزامنت مع دوي إنفجارات قوية وتحليق للطيران العمودي فوق أحياء المدينة. وكان مسلحون مدنيون قد قاموا بإطلاق النار في حي المسبح باتجاه منازل المواطنين، فيما خرج مسلحون عند الثانية صباحا من مدرسة الشعب الواقعة عند المدخل الجنوبي لساحة الحرية وتوزعوا في الأزقة ومداخل الشوارع المجاورة للساحة. وكان مواطنون مجاورون لمقر الإصلاح بحي الروضة قد تلقوا رسائل أمنية بإخلاء منازلهم، فيما تمكن حماة الثورة من الاستيلاء على سيارة محملة بالأسلحة وبداخلها اثنين من البلاطجة وذلك في ساعة متأخرة من الليل. من جانب أخر، تعرض الأستاذ الدكتور عبد الله الذيفاني رئيس المجلس الأهلي بتعز والأستاذ في كلية التربية جامعة تعز صباح أمس الأربعاء لتهديد بالترحيل والتصفية من قبل مدير أمن الجامعة مختار الوحيشي بعد منعه من الدخول إلى الحرم الجامعي، وتضامنا مع الدكتور الذيفاني نفذ طلاب جامعة تعز وقفة احتجاجية أمام كلية التربية صباح اليوم احتجاجا واستنكارا لما تعرض له الدكتور الذيفاني. وكان شباب الثورة قد خرجوا اليوم في مسيرة انطلقت ساحة الحرية إلى جولة وادي القاضي ثم نفذت وقفة احتجاجية أمام جبل جرة استنكارا لما تقوم به ثكنة المجمع القضائي من قصف للأحياء السكنية. فيما أقام الشباب التقدمي الحر بالتعاون مع مؤسسة دعم التوجه المدني "مدى" في ساحة الحرية عصر أمس ندوة حول رؤية شباب الثورة لدستور الدولة المدنية.