سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اتساع دائرة الخصومة الدولية أمام العائلة أحمد شيخ لم يعلن صالح رفض نقل السلطة للنائب صراحتا أو رفضه المبادرة الخليجية ولكن يقولها تلميحا وتؤكد أفعاله على الأرض هذا الرفض
بتحول المبادرة الخليجية إلى مبادرة أممية ودخول التطورات الجارية في اليمن أروقة مجلس الأمن كثف المجتمع الإقليمي والدولي ضغوطه على صالح لدرجة إن تلك الضغوط باتت تستهدف أفراد عائلته الممسكين بالقوة المدمرة. ويتوقع أن تخرج نقاشات مجلس الأمن الدولي بقرار يدعو صالح "وأولئك المفوضين أو المخولين بالتصرف نيابة عنه, للتوقيع الفوري وإحداث انتقال سياسي على أساس مبادرة مجلس التعاون الخليجي, لما من شأنه إحداث انتقال سلمي للسلطة بدون شروط مسبقة". كما جاء في مشروع الذي سيتم مناقشه والتصويت عليه. ففيما قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون, إن اليمن اليوم بحاجة إلى زعيم جديد وإن "كما هو واضح ليس مستعد للرحيل والمتظاهرين أيضاً ليسوا مستعدين للرحيل وتنظيم القاعدة يحاول الاستفادة من ذلك". قالت الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوربي كاثرين آشتون, إنه " يجب أن يتوقف صالح وعائلته عن إبقاء مستقبل البلاد رهينة في أيديهم". ووصف وعود صالح بشأن نقل السلطة ب"الفارغة". إقليميا, دعا وزير الخارجية الكويتي, علي صالح إلى التنحي عن الحكم ؛قال:" مبادرتنا واضحة وعليه أن يتنحي". من جهتها تمسكت دولة الإمارات العربية بذات الموقف تجاه إجراء أية تعديلات على المبادرة وآلاتها التنفيذية, وأبدت استعدادها تقديم دعم كبير لليمن في المراحل الانتقالية. فيما تداولت أخبار عن اعتذار الرياض عن استقبال وزيرة الخارجية في الحكومة المقابلة أبو بكر القربي. ويبدو أن وصول القضية اليمنية إلى مجلس الأمن قد غير من موقف دول الخليج التي اتهمت بعضها بدعم صالح لوجستياً ومادياً وهو الذي رفض في غير مرة التوقيع على المبادرة التي عدلت بناءً على طلبه لخمس مرات متتالية. مواقف متذبذبة مع بدء مجلس الأمن الدولي مناقشة تقرير مبعوث الأممالمتحدة جمال بن عمر بشأن اليمن, تحدثت مصادر في حزب المؤتمر الشعبي العام, الجمعة, عن مشاورات يجريها صالح مع كبار مسئولي نظامه لتشكيل مجلس عسكري انتقالي, يترأسه النائب. وأكدت المصادر لقناة الجزيرة أن صالح سيقرر التنحي على الحكم نهائياً, وتسليم السلطة إلى المجلس العسكري الذي يعمل حالياً على تشكيله. ونقلت صحيفة الوطن السعودية, عن مصدر سياسية يمنية بأن صالح قد يعلن عن خطوات سياسية خلال الأيام القادمة, على رأسها تشكيل مجلس عسكري لإدارة البلاد, وتسليم السلطة إليه. هذه المشاورات إن صحت فهي تأتي استباقاً لما قد يخرج به مجلس الأمن من قرارات ستحول المبادرة الخليجية إلى مبادرة أممية ستفرض على صالح نقل صلاحياته للنائب. ومن جانب أخر هي محاولة جديدة للاحتيال على النائب والالتفاف عليه ومثلما هي محاولة مكشوفة للتخلص من المبادرة الخليجية بصورة نهائية فإنها هروباً من نقل السلطة للنائب وتعطيل لقرار التفويض له بالتوقيع على المبادرة ذاته ال(مصدر في الحزب الحاكم)تحدث مؤخراً عن لأن صالح لن يتخلى عن السلطة إلا عبر صناديق الاقتراع وتارة عبر انتخابات رئاسية مبكرة. وذاته حزب المؤتمر -الذي سبق وأن وقع على المبادرة الخليجية- كان قد تقدم بمقترح لإجراء انتخابات رئاسة مبكرة في 15 يناير المقبل على أن يبقى صالح في منصبه دون نقل سلطاته لنائبه خلال هذه الفترة فيما تسلم الرئاسة للرئيس المنتخب, يعني أن صالح هو من يدعو للانتخابات وليس النائب. مقابل ذلك يتذبذب صالح في موافقة حيال الضغوطات المتزايدة التي يرزح تحتها, مرة يؤكد سريان مفعول قرار التفويض وثانية يقول إنه سيتخلى عن السلطة خلال الساعات أو الأيام القادمة وأخرى يقول" أنا أرفض السلطة وسأتخلى عنها في الأيام القادمة ولكن هناك رجال سواء مدنيين أو عسكريين سيمسكون بالسلطة,, رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ". لم يعلن صالح رفضه نقل السلطة للنائب صراحة إلا إنه يقولها تلميحاً وتؤكدها أفعاله على الأرض كما أنه لم يعلن رفضه المبادرة الخليجية صراحة ولكنه يرفضها ويماطل ويتحايل عليها في أفعاله. وفي النقيض من ذلك وصف مصدر مسؤول في مكتب رئاسة الجمهورية في تصريح لوكالة "سبأ" الثلاثاء الماضي, إصرار المجتمع الإقليمي والدولي "الدائم" على أن يوقع صالح على المبادرة بأنها تجاهلاً لحقيقة موقف الأخير الذي أصدر قراراً مخاطباً سفراء دول الاتحاد الأوروبي إن "اليمن تختلف عن غيرها ولا تقبل من أي كان التدخل قي شئونها الداخلية". اتساع دائرة الخصومة الدولية مع تزايد الضغوط على صالح ونظرته على إنها "مؤامرة" توسعت دائرة خصومات صالح وأفراد عائلته وتعدت الحدود اليمنية والإقليمية لتشمل المجتمع الدولي وبرزت انتقادات حادة من صالح وبعض رموز نظامه للموقف الدولي الثابت بضرورة تنحية عن الحكم. ففيما كان صالح قال, السبت قبل الماضي, إن هناك مؤامرة كبيرة "تحاك لليمن" وأضاف:"التآمر على اليمن ليس جديداً, فقد بدأ منذ 1993, ولكنه اشتد خلال تسعة أشهر", وقال بأن استهداف الرئيس والنظام العائلي هو استهداف للنظام السياسي, وقال إن"الدول الكبرى تنظر إلى مصالحها في اليمن وليس مصلحة الشعب اليمني,ولا إلى المجتمع المدني ولا إلى مجلس النواب, غير المكممة ألقافهم", وفقاً لما جاء على لسانه, هاجم مصدر مسؤول في مكتب رئاسة الجمهورية دول أوروبا وسفرائها واتهمها ب". ونقلت وكالة الأنباء الحكومية, الثلاثاء, عن المصدر قوله"نظراً لسوء فهم بعض السفراء والدبلوسيين وعدم إدراكهم حقيقة الأزمة الراهنة التي تشهدها بلادنا يقومون بإطلاق تصريحات بين الحين والآخر يجانبها الكثير من الدقة والصواب".وعبر عن أسفه "لصدور بعض التصريحات غير الحصيفة التي تشجع تلك العناصر المتشددة والخارجية عن النظام والقانون على المزيد من العنف ونشر الفوضى والتخريب والإرهاب". تصؤيح المصدر الرئاسي جاء بعد تجديد السفير الأمريكي بصنعاء جيرالد فيريستاين, مطالبته صالح بالتوقيع على المبادرة تأكيده على إن "الكلام لا يكفي, نريد خطوات واضحة وغير قابلة للتعديل لتنفيذ المبادرة", وقال "نتطلع لأن يقوم الرئيس بالوفاء بالالتزامات التي قطعتها لنا وللشعب اليمني والمجتمع الدولي بتنفيذ المبادرة الخليجية". وسخر السفير الأمريكي في حوار نشرته "المصدر" الثلاثاء الماضي, من الكلام الرائج والمتكهن بشأن علاقة واشنطن ب"أبناء الرئيس" واشتراطاتها غير المعلنة على المعارضة - كما يقولون- ببقاء الأبناء في مواقعهم, وأكد أن علاقة واشنطن وتنسيقاتها الأمنية ليست مع أشخاص "إنما علاقاتنا هي مع المؤسسات الحكومة اليمنية بما فيها العسكرية والأمنية ورغباتنا هي فيدعم هذه المؤسسات في المستقبل ليس لهذا الدعم أيةٍ علاقة بالشخصيات". وقال إن أمريكا لم تجد سبباً لتغيير تعاملها الذي بدأته في الرابع من يوليو مع النائب. وانتقدت الحكومة اليمنية حفلة التكريم لتوكل كرمان, الحائزة على جائزة نوبل التي رتبتها سفارات الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي. وانتقد بيان صادر عن المؤتمر الشعبي العام أمين عام جامعة الدول العربية للقائه عدداً من القيادات اليمنية المعارضة في الخارج. وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة عبده الجندي, قد هاجم مؤخراً موقف الإدارة الأمريكية الثابت بضرورة توقيع صالح على المبادرة, بعد مقتل العولقي, وقال إن" الأمريكان لا يحترمون من يتعامل معهم".