تسود حالة من الغضب العارم في أوساط شباب الثورة في مدينة تعز منذ مساء أمس، معتبرين توقيع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية من قبل أحزاب المشترك ونظام صالح مساء أمس في العاصمة السعودية الرياض خيانة لدماء الشهداء. وقد خرج شباب الثورة في مسيرات جماهيرية حاشدة عصر وصباح اليوم في مدينة تعز للتنديد بالمبادرة الخليجية وموقف أحزاب اللقاء المشترك، وجدد المشاركون في المسيرات مطالبتهم بمحاكمة صالح وأركان نظامه جراء ما ارتكبوه بحق المتظاهرين السلميين والمدنيين الآمنين من جرائم. وردد المتظاهرون هتافات مطالبة بمحاكمة صالح ورافضة للمبادرة الخليجية، متوعدين بمحاكمة القتلة والفاسدين، ومؤكدين على استمرار ثورتهم حتى تحقيق كامل أهدافها. وفي سياق متصل أفادت مصادر محلية بان قوات موالية لصالح تتمركز في حي المرور قامت بنصب العديد من الأسلحة المتوسطة في جبل الدحي بحي المرور غرب المدينة الذي تتمركز فيه قوات تابعة للحرس الجمهوري منذ أربعة أشهر، وأفادت تلك المصادر بأن تعزيزات جديدة من المؤن والذخائر وصلت إلى القوات المرابطة هناك. وقام جنود تابعين للواء "33" مدرع الموالي لصالح مدعومين بمصفحة باقتحام مستشفى خاص جوار نادي الصقر الرياضي بحي بير باشا غرب المدينة، وقاموا بتفتيش مختلف أقسام المستشفى دون إبداء الأسباب وسط حالة من الخوف والذعر في أوساط المرضى والطاقم الطبي. من جانب أخر جدد المجلس الثوري لتكتل شباب الثورة بتعز رفضه التعامل مع الثورة من منطلق التسوية السياسية , مؤكدا أن أي تسوية سياسية لا تمثل ولا تعني إلا الأشخاص الموقعين عليها، محملا في الوقت ذاته الأطراف الموقعة على المبادرة مسئولية ما سينتج عن هذه التسوية. وأكد بيان تكتل شباب الثورة بأن أي قبول من المجلس الوطني للتسوية السياسية ينزع عنه رداء الثورة ويجعله غير ممتلكا الحديث عنها، ودعا البيان شباب الثورة في كافة ساحات الحرية وميادين التغيير إلى التوحد وتنسيق الجهد الثوري الذي لم يعد في اللحظة الراهنة خيارا مطروحا للبحث والتصويت بل واجبا فرضه الحسم الثوري، كما دعا كافة المنظمات والهيئات في المحافظة إلى عدم التعامل مع لجنة تقصي الحقائق المشكلة من مجلس النواب باعتباره فاقد لشرعيته الدستورية. وكان المجلس الأهلي لمحافظة تعز قد دعا الثوار في جميع الساحات إلى الاستمرار في فعالياتهم الثورية السلمية وتصعيدها حتى تحقيق أهداف الثورة الشبابية الشعبية السلمية والمتمثلة في بناء الدولة المدنية الحديثة، معتبرا في بلاغ صحفي صدر عن مكتبه التنفيذي أن التوقيع على المبادرة الخليجية مع آليتها التنفيذية ليست الهدف الذي من أجله خرجت جماهير الشعب اليمني وقدمت كل هذه التضحيات الجسيمة. وطالب المجلس كافة القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية على المستويين المحلي والوطني لصياغة رؤية واضحة تحدد شكل الدولة الجديدة وطبيعة النظام السياسي فيها وعلاقة المحافظات بالسلطة المركزية وتتضمن أيضا رؤية واضحة لمعالجة الآثار السلبية الناجمة عن الممارسات الخاطئة لهذه السلطة التي كادت تعصف ببلدنا الحبيب وتُمزق نسيجه الوطني، معبرا عن ترحيبه بأي عمل سياسي يؤدي إلى التغيير السلمي وتحقيق أهداف الثورة الشبابية الشعبية السلمية ويجنب البلد الدخول في دوامة الفوضى، ويحذر في الوقت ذاته من الالتفاف على الثورة وإفراغها من مضمونها الحقيقي والتنكر لتضحيات الشعب اليمني العظيم، مطالبا بضرورة محاكمة قتلة الشهداء ومفتعلي الأزمات والعقاب الجماعي.