يعد الدكتور عادل الشجاع واحدا من المفكرين اليمنيين البارزين على الساحة العربية، وهو أستاذ للنقد الأدبي بجامعة صنعاء، كما أنه رئيس الجمعية اليمنية للنقد الأدبي، ورئيس التحالف المدني للسلام وحماية الحقوق والحريات، وهو تحالف مشكل من أكثر من ستين تيارا سياسيا ونقابيا. وبمناسبة مرور عام على بداية الاحتجاجات في اليمن، والتي بدأت في 11 فبراير من العام الماضي، التقت "بوابة الوفد" بالشجاع وكان معه هذا الحوار... أجرى الحوار- مدحت صفوت بعد عام على اندلاع الثورة اليمنية.. كيف ترى المشهد اليمني؟ لكن انتشار السلاح في اليمن ليس بجديد اليمن لم تكن دولة مدنية.. وماذا عن دور قوى الثورة والشباب، وهل سرقت منهم الثورة؟ وماذا عن التيار الليبرالى فى اليمن؟ وهل يمكن أن نعترف بوجود ذلك التيار؟ بعد فوز توكل كرمان بجائزة نوبل.. هل ساهم ذلك فى ارتقاء دور المرأة اليمنية؟ أنا فخور بحصول اليمن على الجائزة، لكني كنت أتمنى أن تكون دافعا حقيقيا وليس مجرد دعاية، فالمرأة تراجع دورها وتم الاعتداء عليها في الساحات من القوى الرجعية، وهناك نساء أخريات أكثر استحقاقا من توكل، ففطامة البيضاني "وهي معاقة" أقامت مدينة للمعاقين وزودتها بالتنكولوجيا، فضلا عن وجود نسوة في الوطن العربي ناضلن من أجل السلام، فلماذا لم تذهب الجائزة إلى حنان شعراوي مثلا؟ حيث لم تكن كرمان داعية للسلام في يوم ما، وقد اتهمها الشباب بأنها قادتهم إلى المجازر، كان آخرها أحداث مجلس الوزراء اليمني. في نظر البعض..وقف اليمن فى منتصف الطريق. فما الدوافع التى دعت باليمنيين لقبول أنصاف الحلول؟ وماذا عن دور الخليج في الأزمة اليمنية؟ من المعروف أن المملكة السعودية لا تريد تغييرا على حدودها، لأن هذا التغيير سيؤدي إلى تغيير داخل المملكة، ودول الخليج في الفترة الأخيرة أرادت أن تتخلص من "صالح" لأنه بدأ في إرسال رسائل قوية بتقليم أظافر العناصر المتعاونة مع الخليج داخل اليمن، كما أن السعودية ظنت أن صالحا يقصدها بقوله: علينا أن نحلق قبل أن يحلق لنا الآخرون. لكن عبد الله صالح كان يقول إن الرياض هي العاصمة السياسية لليمن فهل مازلت بنفس التأثير؟ لصالح من تلعب السعودية؟ هل لازال تنظيم القاعدة قويا حتى بعد مقتل أنور العولقي؟ لكن صالح تاجر بتنظيم القاعدة كثيرا.. نصت مبادرة الخليج على حصانة لعلى عبد الله ضد الملاحقة القضائية.. كيف تقبل الشعب فكرة الإفلات من العقاب؟ وهل تملك الأحزاب منح حصانات ضد المحاسبة؟ هل من وافق على الإفلات من العقاب كان يُفلت بنفسه ولا يُفلت على عبد الله فقط؟ ماذا عن التيار الديني وصعوده في الأونة الأخيرة؟ أنت واحد من الذين تعرضوا للتكفير من قبل تيار "الزنداني" فهل تغير الموقف الآن وأنت أبرز المنادين بالعلمانية؟ لم يتغير الموقف، وقد تعرضت لاعتداءات خلال الفترة الأخيرة، والعلمانية التي أنادي بها ليست كفرا، وإنما هي وجهة نظر تجاه الحياة وإشكالياتها، وهي تضع حدا بين اشتراطات الأرض واشتراطات السماء، وكل الأديان جاءت لتفصل بين الديني والدنيوي، والفكرة ستظل مستمرة حتى لو كانت الأغلبية في يد القوى الرجعية، والتي لا تستطيع المواجهة والمقارعة الفكرية، بدليل أنها تستخدم العنف والإقصاء والتكفير، ومؤخرا تم تكفير ثلاثة هم: الروائية بشرى المقطري والصحفي محسن عائض، والروائي فكري قاسم. وأنا قد تعرضت لمحاولات اغتيال من التيارات التي تتوارى وراء الدين لتحقيق مصالحها، وختاما أعتقد أن ذلك شيء طبيعي؛ لأن أي فكرة تدعو إلى التغيير تواجه بالعنف، والرسول تعرض لكثير من الأذى وهو يدعو إلى التغيير عبر فكرة دينية، وفي اليمن سنكون أمام محاكم تفتيش لم يشهد مثلها التاريخ.