نقلت تقارير صحفية تصريحات ل"توكل كرمان" الحائزة على جائزة نوبل للسلام 2011م اعتبرت فيها أن ما أقدم عليه رئيس الحكومة "باسندوة" من التنصل عن مسئولياته في جمع مائة مليون دولار لليمن في مؤتمر المانحين تعد خطوة غير موفقة. وأشارت "كرمان" في تصريحاتها أن الرئيس "هادي" مستاء من أداء الحكومة، وهو ما عزز قناعاتها بفشل الحكومة. واتهمت "توكل كرمان" باسندوة بأنه لم يفعل شيء لمساعدة الرئيس "هادي" كما يفترض وكما تنص المبادرة الخليجية. وقالت في تصريحاتها: "أنه ترك كل المهام الكبيرة على الرئيس ولم يفعل اي شيء، ويتصرف وكأن اليمن تمر بظروف عادية". ودعت كرمان: الرئيس "هادي" ان يقيل هذه الحكومة ان لم تقدم استقالتها ، ويأتي بحكومة اخرى قادرة على ان تعينه على أداء مهامه العظيمة ونحن معه وجميع ابناء شعبنا يقفون إلى جانبه. وأعتبر مراقبون أن دعوة "كرمان" لإقالة الحكومة التي كثيرا ما بررت أخطائها وتجاوزاتها، بأنها تشير إلى تخلي حزب الإصلاح والشيخ حميد الأحمر عن باسندوة الذي ظل ينفذ أجندات خاصة بحميد الأحمر وحزبه، متناسيا أنه في موقع الرجل الثاني في الدولة. وحسب المراقبون فإن تصريحات توكل في هذا الوقت بالذات تأتي في إطار محاولتها للظهور مرة أخرى مدافعة ومنافحة عن الشعب، خاصة بعد فشلها في انتخابات فنية الحوار وسقوطها المريع أمام الناشطة "أمل الباشا" في التنافس على منصب الناطق الرسمي باسم لجنة الحوار. ويرى آخرون أن تغيير "باسندوة" صار مطلبا لرعاة المبادرة قبل أن يكون مطلبا للرئيس هادي، خاصة بعد فشل الحكومة في إدارة الشئون العامة للبلاد، وتجيير رئاسة الوزراء وعددا من الحقائب الوزارية في خدمة أجندات حزبية ضيقة لتجمع الإصلاح ومتنفذيه العسكريين والقبليين والدينيين، والذين تمكنوا من السيطرة على مفاصل هامة في عدد من الوزارات. وأعتبر سياسيون أن مرحلة باسندوة التي أرادها الإصلاح قد انتهت، حيث انتقلت معركة الإصلاح إلى السيطرة على الجيش والأمن القومي التي يحاول تجمع الإصلاح التهام عددا من المناصب الحساسة فيهما، ويرى أن التهدئة مع الرئيس أمر ملح في هذه المرحلة حتى يتمكنوا من الوصول إلى أهدافهم عن طريق مقايضة الرئيس بإقالة باسندوة مقابل تعيين محسوبين على الحزب في مناصب حساسة في الجيش والاستخبارات تضمن لهم السيطرة على مختلف الإدارات الهامة بعد ذلك. مصادر أخرى رجحت أن رعاة المبادرة ضغطوا على قيادات في تجمع الإصلاح رفضت تغيير باسندوة، واتهموه صراحة بتجيير الحكومة لخدمة أجندات حزبية. ووفقا لهذه المصادر فقد رضخ الإصلاح لهذه الضغوط بعد تأجيل مؤتمر المانحين في الرياض ونقله إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، والذي يعني أن الأمريكان أعلنوا إشرافهم المباشر على الملف اليمني، وهو ما يعني نجاح تيار الدكتور الإرياني في اقناع الأمريكان بخطر ما يقوم به تجمع الإصلاح. وأشارت المصادر أن تصريحات "كرمان" جاءت بضوء أخر من حزبها، الذي أوكل إليها المهمة تجنبا للحرج مع الشارع من ناحية، ومن ناحية أخرى محاولة لتلميعها مرة أخرى، وتحميل فشل الحكومة الذي تسبب فيه تجمع الإصلاح رئيس الحكومة باسندوة.