شهد اجتماع اللجنة الفنية التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني الشامل, أمس, خلافاً أولياً حول زواج الصغيرات, الذي اقترحته لجنة الموضوعات كإحدى القضايا التي سيتم طرحها في مؤتمر الحوار الوطني. وقالت ل"الشارع" مصادر متطابقة إن عبد الوهاب الآنسي, عضو اللجنة الفنية, أمين عام التجمع اليمني للإصلاح, أعترض على إدراج زواج الصغيرات ضمن قضايا مؤتمر الحوار, وأيده في ذلك سلطان حزام العتواني, عضو اللجنة, أمين عام التنظيم الناصري, رغم أن الأنسي لم يعترض على ذلك في الاجتماع الذي عقدته لجنة الموضوعات أمس الأول. وقال للصحيفة أحد اعضاء اللجنة الفنية, طلب عدم ذكر اسمه, إن العتواني برر موقفه بالقول إن زواج الصغيرات ليس موضوعاً سياسياً, وأفاد المصدر ان الشباب في اللجنة مع طرح الموضوع، وأشار بعضهم إلى ان هناك 8 حالات وفاة يومياً في اليمن بسبب زواج الصغيرات والمحمل المبكر, والولادة في ظل انعدام غياب المتطلبات الصحية اللازمة. وأوضح المصدر أن "ما حدث ليس خلافاً, وإنما نقاش أولي سريع", وأن لجنة الموضوعات قدمت أفكاراً أولية, وعناوين عريضة للقضايا التي يفترض أن يناقشها مؤتمر الحوار ستطرح على اللجنة الفنية للنقاش, ثم ستقدم للجنة للصياغة, وسيتم, تالياً, استشارة الخبراء, والتواصل مع رئيس الجمهورية, والأحزاب السياسية لإقرار ذلك بشكل نهائي. وذكرت المصادر ان لجنة الموضوعات أقرت عشر قضايا رئيسية ستطرح في مؤتمر الحوار إضافة إلى نحو 60 قضية فرعية أخرى, بينها زواج الصغيرات. وأرجعت المصادر سبب عدم الاستضافة في مناقشة إدراج زواج الصغيرات ضمن قضايا مؤتمر الحوار إلى حضور المبعوث الأممي, جمال بن عمر, اجتماع امس, الذي بدأته اللجنة الفنية "باستعراض مشروع مصفوفة الموضوعات التي تم طرحها خلال الأسبوع الماضي من قبل أعضاء اللجنة الفنية, وتشكلت على إثرها لجنة الموضوعات التي قامت بفرز وترتيب الموضوعات وبلورتها في حزم رئيسية ومع تفكيك لعناصرها الفرعية المختلفة كما سبق نقاشها كالقضية الجنوبية وحروب صعده وصياغة الدستور وإعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن, وقضايا المصالحة والعدالة الانتقالية والحقوق والحريات والأقليات والفئات ذات الاحتجاجات الخاصة والحكم الرشيد والتنمية والقضايا ذات الخصوصية اليمنية كاستخدام وحيازة الأسلحة والقات والثأر والنزاعات المذهبية وشحة المياه...الخ". من جانبها, قالت أمل الباشا, الناطقة باسم الجنة الفنية عن الدكتور عبد الكريم الإرياني, رئيس اللجنة, رحب في بداية الاجتماع بابن عمر وفريقه، ثم" استعرض ما انجزته اللجنة حتى الآن منذ بدء اجتماعاتها في 6 أغسطس الشهر الماضي من إعداد لائحة عمل اللجنة وخطة عملها المزمنة والتقرير حول القضايا العاجلة الذي رفعته للأخ رئيس الجمهورية لتهيئة مناخ مساعد لإنجاح الحوار, كذلك إنجازات بخصوص وضع مصفوف مقترحة لموضوعات برنامج مؤتمر الحوار الوطني الشامل, وصياغة خطة وإستراتيجية إعلامية وكذلك البدء في مناقشة موضوع حجم المشاركة العامة وحجم التمثيل للوفود في مؤتمر الحوار الوطني الشامل وآليات اختيار المشاركين/ات فيه". وأوضحت الباشا, في بيان أصدرته أمس, أن ابن عمر"أشاد بإنجازات اللجنة الكبيرة في زمن قصير وبالتطورات الإيجابية وبالتناغم في عمل اللجنة رغم التحديات المطروحة أمامها والتعقيدات السابقة لتشكيل اللجنة". وطبقاً للباشا, فقد أكد ابن عمر على ثلاث نقاط هامة لإنجاح أي حوار وطني مستخلصة من تجارب سابقة, الأولى تتمثل في جدية الأطراف المتحاورة وتوافقها على المبادئ والأهداف للحوار , والثانية أهمية عملية التحضير النوعي للمؤتمر التي تلعب دورا أساسياً في إنجاحه, والثالثة عدم الاستحواذ على عملية تسيير المؤتمر والصراع مع المجموعات الصغيرة أو استبعادها او الحديث عن اجتثاثها". وأفادت الباشا أن الخبيرتين الأمميتين, السيدة كاثي شين, والسيدة كيت بابيجان، قدمتا "عرضاً عن مساهمة الأممالمتحدة في الدعم الفني لاحتياجات تنظيم مؤتمر الحوار وتنسيق المساهمات, وعرضاً عن تجارب بعض الدول في مسألة آليات ومعايير المشاركة في الحوارات الوطنية في المراحل الانتقالية التي مرت بها تلك الدول وأسباب نجاح أو فشل تلك الحوارات". وقالت إن الخبيرة بابيجان "أكدت على أهمية التمثيل الشامل وتحديد حجم الوفود المشاركة بحيث لا يكون العدد كبيراً يصعب معه إدارة وتنظيم المؤتمر وجلساته العامة واتخاذ القرار, أو بسيطاً فيخل بمسألة التمثيل والمشروعية بما يعرض المؤتمر لنقد حاد او يفقده المشروعية". واتفقت اللجنة الفنية و في نهاية اللقاء, مع الفريق الأممي" على مواصلة الحوار حول القضايا الفنية بشكل واسع ودقيق صباح الأحد". وأفادت الباشا أن اللجنة الفنية" ستواصل نقاشاتها لمشروع المصفوفة للوصول إلى اتفاق نهائي حول مشروع جدول أعمال المؤتمر وآلياته وضوابطه خلال الأيام القادمة". المصدر: صحيفة"الشارع"