ومنذ ذلك الوقت لم تعثر السلطات على أي إشارات تؤكد أحد الاحتمالين: إما أن يكون الستة وهم خمسة رعايا ألمان وبريطاني، لا يزالون أحياء أو يكونون في عداد الموتى، رغم إلقاء القبض على شخصين تم تسليمهما من قبل أحد مشايخ المنطقة وجرى التحقيق معهما، ولم يتم معرفة أي شيء عن مصير المختطفين الستة . وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلتها قوات الأمن، سواء المحلية في صعدة أو المركزية في صنعاء لتحرير الرهائن من قبضة خاطفيهم الذين لم تعرف هوياتهم حتى اللحظة، ما إذا كانوا من أتباع الحوثيين، وهو ما تقول به السلطة أو عناصر تنظيم "القاعدة"، وهو سيناريو ترجحه ألمانيا أو تجار مخدرات وقطاع طرق يتم تداول الحديث عن مسؤولياتهم في عملية الخطف من قبل مواطنين في محافظة صعدة، إلا أنه لم يعرف على وجه التحديد مصير المختطفين الستة، رغم اهتمام صنعاء بالقضية فاق أي اهتمام لعملية مشابهة أخرى شهدها اليمن خلال السنوات التي أعقبت قيام دولة الوحدة العام 1990 . وتشير مصادر أمنية إلى أن قيادة وزارة الداخلية أشركت في الفترة الأخيرة أفضل عناصر وحدة مكافحة الإرهاب التابعة لقوات الأمن المركزي في عملية البحث عن الأجانب الستة، إضافة إلى تجنيد عدد من رجال القبائل الموالين للدولة، الذين توزعوا في أكثر من منطقة تجد الدولة، ممثلة في الجيش، صعوبة في الوصول إليها . وبحسب المصادر، فإن الأجهزة الأمنية تعمل كل ما في وسعها لملاحقة المتورطين بهذه الجريمة البشعة التي استنكرها جميع أبناء الشعب على اختلاف انتماءاتهم وأطيافهم السياسية . وقالت إن هناك فريقاً من المحققين المختصين ذوي الكفاءة العالية يعملون في الميدان على مدار الساعة، وأنهم قد أمسكوا بخيوط مهمة في الجريمة جرى اطلاع سفارات البلدان التي ينتمي إليها المختطفون بتفاصيلها . وتشكو الأجهزة الأمنية من سيطرة حركة تمرد الحوثيين على مناطق في صعدة، وهو ما يعيق عملية البحث في هذه المناطق، مؤكدة أن "وقوع جريمة الاختطاف في مناطق يتواجد بها خارجون على القانون من عناصر الفتنة الحوثية عقد مهمة المحققين والجهود التي تبذلها الأجهزة الأمنية في ملاحقة المشتبه في تورطهم في هذه الجريمة"، بحسب تصريح لمصدر أمني . ويشير المصدر إلى أن "الفتنة الحوثية أصبحت ملجأ للقتلة والخاطفين وقاطعي الطريق وتجار المخدرات". لكن الناطق الرسمي باسم حركة الحوثي صالح هبرة يناقض تصريحات السلطة، ويقول إن "ما حدث بحق الرعايا الأجانب في صعدة من عملية اختطاف وقتل يأتي ضمن مؤامرة إقليمية لا تستهدف صعدة فقط وإنما تستهدف المنطقة بأكملها". ويرى هبرة في تصريح له أن "تزامن ما حدث في صعدة بحق الأجانب مع ما يجري في إيران وعبور الغواصة الإسرائيلية قناة السويس، وإعداد السلطة ألويةً من الحرس الخاص إلى بعض المناطق الشرقية من المحافظة وتحليق الطيران الأميركي فوق أماكن في صعدة يؤكد صحة هذه المؤامرة" . واتهم هبرة السلطة بما قال عنها ب"تسليح جماعات سلفية بعد تجميعهم وإرسالهم الى معسكرات باسم القاعدة ومتابعتهم بالزيارات من قبل المحافظ" .