إذاعة صنعاء لن تكلف نفسها نقل أصوات هؤلاء وقراءة خبرهم بين أخبار " دشن، افتتح، غادر، تلقى فخامة وسعادة" إلا أن هموم أولئك المظلومين وأناتهم تجاوزت البحار والمحيطات عبر قنوات فضائية عربية وأجنبية ك"الجزيرة، ورويترز". أهالي خيران المحرق بحجه، والمهمشون، ومحبي الدكتور القدسي، والثائرون على هدم منزل المفلحي، وأنصار صحيفة الأيام مع منظمة بلاقيود، وأقارب المعتقل في جوانتاناموا الحيلة، وأعضاء هيئة التدريس، والجنود المطالبين بعودتهم إلى الخدمة، وأعضاء من هيئة تدريس جامعة صنعاء" توافدوا صباح اليوم إلى ساحة الحرية، كل جماعة تعرف نفسها بلافتاتها، ووراء كل فرد حكاية أليمة. الرائد عبده علي أحمد الجرموزي - مندوب 400 جندي يطالبون بالعودة للخدمة - يقول ل"الصحوة نت" وصلنا إلى وزير الدفاع 350 أمر وهو "يراجمهن بالدرج"، لو الصق الأوامر واحد عرض واحد بايصلين رئاسة الجمهورية. ويضيف الجرموزي " الوطن ملكنا جميعا، ثلاث سنوات وأربعة أشهر ونحن نلاحق بعدهم الآن إحنا راقدين بالرصيف مايتين جوع، طلقنا حريمنا، بالتلفزيون يكذبوا عليكم إنهم رجعونا الخدمة، إحنا مؤتمرين، قمنا بالثورة، والآن مشردين بالشوارع". ويواصل الرائد الجرموزي سرد حكايته وزملائه الذين يظهر في وجوههم الكد، والبؤس ينصتون له ويبتسمون للكاميرا ابتسامة الرجاء: الرئيس دعينا للعودة أيام الانتخابات وكنا راقدين في البيوت، والى الآن ونحن نجري من شارع إلى شارع، ولا خلينا مسئول، كل وحد منا معه خمسة ستة جهال، جالسين نلاحق بعدهم". وفي ختام حديثه قال الجرموزي:" نحمل المسئولية وزرائنا الذين كبرت بطونهم ونسونا". وفي نفس القاعة ونفس الساعة قال عضو المكتب التنفيذي لنقابة الأطباء الدكتور "محمد درهم القدسي" إن الدولة لازالت تتعاجز عن إلقاء القبض على المتهم بقتل الطبيب درهم القدسي. ورأى أن هناك رهان على الصبر ردا على من يستنقصون دور الإعتصامات "لكننا سنعمل عكس ما يتمنون، حتى نحقق ما نريد بالصبر والمثابرة.. نحن نعتصم تضامنا مع القتلة وخارقي النظام لأنهم يعرضون البلد للخطر، حتى في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم حدثت جرائم لكن طبق القصاص، إذا تجرأ الناس على من ليس من أقاربهم سيتجرؤون على أهلهم". وطالب محمد درهم في نهاية كلمته التي ألقاها خلال إعتصامات ساحة الحرية اليوم الثلاثاء، الأجهزة الأمنية النائمة الراقدة بأن تتحرك وأن تراقب الله "الوضع يسير من سيئ إلى أسوأ، عندما يصل التشطير إلى رؤوس البلد فهذه الكارثة، الوحدة هي وحدة التفكير والتعامل "، مؤكداً بأن الحل بتطبيق القانون. وفي السياق ذاته طالب نقيب أطباء أمانة العاصمة "محمد الصرمي"، رئيس الجمهورية إعادة بناء منزل المفلحي الذي دمره الأمن في البيضاء بحجة البحث عن المتهم بقتل القدسي، والقبض على المتهمين. وقال محمد الصرمي إن رئيس الوزراء أمهل النقابة ثلاثة أسابيع " وإلى الآن مضى سبعة أشهر، متسائلاً " أين الوعد يا رئيس الوزراء، وأنت يا وزير الداخلية؟!، ما هو الجهد الذي بذلته؟، آملاً أن يكون لوزراء الحكومة عقول يفقهون بها. من جانبه انتقد نائف القانص، الناطق الرسمي للمشترك ورئيس هيئته التنفيذية، تهاون السلطة أمام قضايا المظلومين الذين ملئوا ساحة الحرية " مئات القضايا طرحت وتطرح ولا تجد النور لحلها، هذه القضايا تؤرق المواطنين، ولا تهتم بها الدولة". وناشد النائب فؤاد دحابه ملك الموت أن يقبض أروح الظالمين، وقال " لقد هدمت السلطة كل آثار الديمقراطية ابتداء بالأحزاب والصحف، ولم يبق إلا ساحة الحرية، وهي الآن عاجزة عن إدارة البلد"، مؤكداً بأن غياب السلطة سيولد مشاكل لا حصر لها، وستتحرك المشاكل المناطقية، وغيرها من المظالم التي لم يسلم منها حتى العسكر الذين هم من حماتها. البرلماني عيد روس النقيب - رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الإشتراكي اليمني، قال " لا حقوق ولا ديمقراطية ولا دولة، بقيت لنا سوى ساحة الحرية". وأضاف : قبل أيام كنا مع احد مسئولي الدولة فقال لم تشهد اليمن تطورا ولا رقيا ولا حرية تعبير واستقرار مثلما نعيشه الآن، وعلق أحد الحاضرين بالقول "يبدو أن أخانا يتحدث عن الحارة التي يعيش فيها، حيث الكهرباء التي لا تنقطع، ووجود الحراسة بمئات الجنود، أما اليمن فلا تعرف شيء عن هذا". وتحدث النقيب في كلمته حول الحراك الجنوبي وقتلاه قائلا " من حقنا أن نسأل النظام الحاكم أهكذا نحمي الوحدة، وندافع عنها؟!، هل وحدة السالب والمسلوب، أم أنها وحدة الكرامة والحب والوئام!!. وعلق بالقول " إخواننا بالسلطة لازالوا يعالجون مشاكل البلد بوسائل عسكرية أمنية، ويعتقدون إن بإمكانهم كسر إرادة الشعب، وإجباره على الخنوع لهم" مؤكدا بالقول " لا أحد يركع إلا للإرادة الإلهية .. لن يحق هؤلاء مآربهم، وغدا عندما يصحو الشعب، وينتفض لنيل حقوقه لن يرده أحد". وانتقد موقف اليمن تجاه معتقلي جوانتناموا الذي أفرغ من كل الجنسيات إلا اليمنيين، فالسلطات اليمنية - بتأكيده - ليست مؤهلة لاستعادة مواطنيها"، داعيا في السياق ذاته السلطة العودة عن غيها وأن تستمع إلى صوت الشعب "إنهم يدعون التنمية وهم لا يعملون إلا على عرقلة التنمية، والديمقراطية والحرية". توكل عبد السلام كرمان - رئيس منظمة صحفيات بلا قيود، دافعت في كلمتها عن صحيفة الأيام الموقوفة منذ قرابة شهرين. وقالت إن الأيام تدفع ضريبة حرية التعبير، وإن النضال سيستمر من أجل نيل الحقوق. عبد الله العزعزي، رئيس نقابة أعضاء هيئة التدريس بجامعة صنعاء، تحدث عن حرمان الجامعة رواتب أسر المتوفين. وسرد قصة أحد مدرسي كلية التربية بلحج " يقبع في السجن المركزي لقيامه بإجراء دراسة عن اكتشافات النفط في اليمن، وكما عبر عن ذلك أن النفط يذهب من بئر علي إلى جيب علي، أثبت المربعات النفطية للمسئولين وعليها أسمائهم، فهم نهبوا ثرواتنا، يجب أن نقاوم لإسقاط السلطة". وقد تضامن النشطاء الحقوقيون والبرلمانيين مع معتقلي خيران المحرق، ومعتقلي حرب صعدة، وأبناء المفلحي الذي هدم منزلهم. وفي كلمة المهمشين قال نبيل المقطري إنهم مهمشون حتى من أرزاقهم، فهم يتسولون، والضمان الاجتماعي لا يشملهم.