وصل عصر أمس إلى ميناء المخاء بالحديدة "125" صياداً يمنياً عادوا على متن قارب صيد بعد ترحيلهم من ارتيريا. وقال ل"يمنات" مصدر في خفر سواحل بقطاع المخا إن الصيادين وصلوا في حالةٍ صحية يرثى لها، وتم إسعاف20 منهم إلى مستشفيات في مدينة تعز ساعة وصولهم. وبحسب المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أن السلطات الإرتيرية أرادت التخلص من الصيادين بترحيلهم على قارب صيد صغير لا يتسع . وعلم "يمنات" من صيادين عادوا إلى مديرية الخوخة أنهم خرجوا من ميناء "تيعوه" الإرتيري فجر أمس السبت وأن السلطات الإرتيرية أجبرتهم على صعود القارب وكدست أجسادهم عليه. ووصف الصياد محمد راجح حسين حساني ل"يمنات" أن مالاقوه من الجنود الإرتيريين طوال 4أشهر قضاها لدى السلطات الإرتيرية، بالمهينة والمخزية. وشرح ماجرى له بقوله أنه: احتجز مع المئات من الصيادين في القاعدة العسكرية بمنطقة "رأس ترمة" الإرتيرية، تمهيداً لتوزيعهم على عددٍ من المعتقلات، ونقل مع 50 صياداً إلى معسكر "فاطمة" شمال ميناء عصب. وكشف راجح أنه وجد 211 صياداً ينامون في حفرٍ شبيهة بالخنادق أثناء وصوله مساء ذلك اليوم، واستقبلهم الجنود الإرتيريون بالضرب بخطافات حديدية وكلاليب كهربائية وأجبروا على حفر ما يسمى "مراقد" لهم مثل قرنائهم وكانوا كل يوم يصعدون إلى أعلى الجبل الذي يبعد قرابة ساعتين من المعسكر ويعودون محملين بحجارة، ومن ثم أرغمهم الجنود على تعبيد ورصف مداخل المعسكر بالحجارة التي قاموا بنحتها من الجبل وبناء مساكن للجنود الإرتيريون. وأضاف حساني أن الوجبة الوحيدة التي يقومون بصنعها عصر كل يوم هي عبارة عن قشرة الدقيق التي تستخدم كغذاء للبهائم وبعد خبزها على البراميل الصدئة يتناولونها مع كوب شاي. وأضاف أن الماء الذي كانوا يشربونه يكون غالباً من بقايا اغتسال الجنود الإرتيريون وأحياناً يصادفون الرعاة الذين يهبونهم الماء إذا سمح لهم الجنود الذين يرافقونهم في رحلاتهم اليومية. كما أضاف أن الجنود الإرتيريون جردوهم من ملابسهم عدا ثوب واحد ظل معهم طيلة تلك الفترة ومنهم من تمزقت ثيابه وأضحى يستتر بخرق بالية، كما قال أنهم لم يكن يسمح لهم بالاغتسال إلا مرةً واحدة طيلة الأسبوع، وقد تزيد إلى عشرة أيام وهو ما جعل الكثيرين يصابون بفطريات وتحسسٍ في أجسادهم، ما كان سبباً لترحيل 50صياداً من المعسكر منهم كبار السن، إضافة لمن أصيبوا بآلام كلوية حاده جراء الماء الذي يشربونه. وقال الصياد هايل بن هايل سعيد زخم الذي كان محتجزاً في معسكر آخر يسمى بمعسكر "القدم" جنوب ميناء "مصوع" الإرتيري، والذي كان محتجزاً مع180صياداً فيه: أنهم كانوا يعملون مثل الدواب وينقلون روث البهائم إلى مزارع تابعة للمعسكر ويقومون بتسميد المزارع، كما أنهم قاموا ببناء عدد من المساكن للجنود الإرتيريون وأن الضباط الإرتيريين بعد أن رأوا عددا منهم يتساقط اختاروا 75صياداً ممن شارفوا على الانهيار وامتلأت أجسادهم بالأمراض، فقاموا بنقلهم إلى معسكر فاطمة وقبل ترحيلهم خطب فيهم ضابط برتبه كبيره قائلاً لهم: إن لدى سفير اليمن خبر بما يجري لكم وقد طالبناه أن يأتي ليطلع على حالتكم ولكنه رفض قائلاً: خلوهم يلقوا عقابهم اليمن لا ينقصها وجع رأس الصيادين، وعليكم أن تقولوا ذلك لحكومة بلادكم. الجدير بالذكر أن هذه هي الدفعة الثانية من الصيادين بعد وصول34 صياداً مطلع الأسبوع الماضي.