ما يزال التوتر مخيما على وسط مدينة تعز على خلفية الاشتباكات التي نشبت بين كتائب أبي العباس السلفية الموالية للامارات و تنظيم داعش في المدينة القديمة. و كانت اشتباكات عنيفة نشبت في المدينة القديمة، فجر الثلاثاء 17 أكتوبر/تشرين أول 2017، بين كتائب أبي العباس و تنظيم داعش، بعد رفض أمير التنظيم، هاشم الصنعاني، اخلاء بريد مديرية المظفر، الذي يتخذه التنظيم مقرا له منذ أكثر من عام و نصف. و دارت الاشتباكات التي استخدمت فيها أسلحة متوسطة و خفيفة في ميحط البريد الواقع في حارة الظاهرية بالمدينة القديمة، و شاركت في الاشتباكات مصفحات اماراتية تملكها كتائب أبي العباس. و تمكنت كتائب أبي العباس من السيطرة على البريد، و ملاحقة عناصر داعش في المدينة القديمة، و الاستيلاء على منزل كان يقطنه في حارة وادي المدام، أسفل قلعة القاهرة. هاشم الصنعاني أمير داعش بتعز و تفيد مصادر محلية ان عناصر من كتائب أبي العباس السلفية احرقت سيارة الصنعاني التي كانت مركونة أمام منزله، الذي كان يتخذ من الدور الأسفل فيه مقر لمحكمة التنظيم. كما احرقوا بوابة البريد بعد الاستيلاء عليها واجبروا مقاتلي التنظيم الذين كانوا يتمركزون داخله إلى مغادرته من البوابة الخلفية. و المنزل الذي كان يتخذه الصنعاني سكنا له و مقر لمحكمة التنظيم، استولى عليه بالقوة، و يملكه القيادي المؤتمري، منصور العاقل، أحد مشائخ مديرية ماوية. و سبق أن سلم أبي العباس بريد المظفر ل"هاشم الصنعاني" قبل أكثر من عام و نصف، و اتخذه الصنعاني مقر للتنظيم. و كانت علاقة وطيدة تربط الصنعاني بأبي العباس و رئيس اللجنة العدلية للكتائب رضوان كواتي. و إلى جانب بريد المظفر، سلم أبي العباس مقر الضرائب و الاتصالات ل"الصنعاني" الذي يتخذ منهما عناصر التنظيم مخازن للأسلحة و يتخذون من الساحات في المبنيين معسكرات تدريب. و أفاد "يمنات" ان هاشم الصنعاني غادر المدينة القديمة إلى حي التحرير الأسفل الذي يقع تحت سيطرة فصيل الاصلاح. و تربط الصنعاني علاقات قوية بقيادات في مليشيات الاصلاح، ابرزهم عرفات الصوفي، الذي يتهم بنهب حاضنات البكتيريا من مستشفى الدرن و تسليمها لقيادات في تنظيم داعش. و تفيد معلومات أن "الصنعاني" طلب من قيادات في مليشيات الاصلاح حمايته، بعد السيطرة على مقر التنظيم و منزله. و حسب المعلومات، نقل الصنعاني إلى منزل يملكه القيادي الاصلاحي "عبده سالم فرحان"في جبل جرة. و يعد فرحان هو القيادي الاصلاحي الذي يدير مدينة تعز، و سبق أن استضاف منزله رجل الدين المتشدد، عبد المجيد الزنداني، منذ دخول أنصار الله إلى صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014 و حتى العام 2015.
