تعتبر منطقة مرابحة الفهيض احدى مناطق عزلة اليوسفين- قبيطة- لحج انتخابياً تتبع الدائرة 70، وجزء منها الدائرة 69.. وسميت قرية المرابحة بهذا الاسم بسبب تواجد الكثير من الرباح (القرود) على جبالها.. فلا يكاد يمر يوم دون زيارة قطيع الرباح لمنطقة المرابحة خاصة الجزء الجنوبي منها مثل (قرية المشوك- شعب الشجيح- شعب الخصالي- جبال المعارم- جبل الركيزة- النمرة- منطقة البرق).. احتلت المرابحة موقعاً استراتيجياً منذ القدم كونها المنطقة الفاصلة بين الشمال والجنوب، لذلك كانت من المناطق المستهدفة أثناء نزول الحملات العسكرية إلى المنطقة ابتداء من أيام الاتراك ومروراً بأيام الإمامة وحرب طالب (1951م- 1958) وما بعدها- وسوف نخصص عدداً آخر حول هذا الموضوع.. قبل أيام زرنا مرابحة الفهيض فأدركنا كم هي معاناة أبناء المنطقة، خاصة النساء اللاتي يقطعن المسافات الطويلة للبحث عن قطرة الماء بالإضافة إلى معاناة الطرق والتعليم وعليه أجرينا هذا الاستطلاع. استطلاع/ أمين عبدالله راجح الضمان الاجتماعي: (للموظفين والتجار وأصحاب المدن) حول الضمان الاجتاماعي تحدث المواطن/ ثابت عثمان عبدالواسع بقوله: “خدمة أو وظيفة الضمان الاجتماعي وصلت إلى المنطقة ولكننا لا نعرف ما هي الأسس التي يتم عليها اعتماد الحالة، كما أننا لا نعرف ما هي المعايير التي على أساسها يتم التفاضل بين الحالات لاعتماد وتقديم الحالات الأكثر تضرراً مثلاً أنا وأبي الشخص المسن والعاجز وعبده هزاع وكثير من آهالي القرية ارامل وعجزة لم يتم اعتمادهم وعند نزول الحالات نتفاجأ باعتماد أشخاص موظفين، أشخاص ليسوا بحاجة للضمان، فالبعض منهم عائش في المدن وآخرون يعيشون في بعض المناطق مثل عيريم وغيرها.. وهناك أيضاً حالات ضمان اعطيت لتجار.. والخلل في الشخص الذي ينزل يمسح ويسجل الحالات يقدم الاغنياء والموظفين على المعوزين وعلى الارامل والمسنين حالات ميسورة يسجلها حالات مستعجلة، والمعوزين يسجلهم احتياط.. “نضرة على ميسرة”.. هذا التصرف لا يرضي الله ولا رسوله.. الموقع تقع مرابحة الفهيض في الجزء الجنوبي الغربي من مديرية القبيطة- م. لحج- وتضم العديد من المحلات والقرى الصغيرة أهمها (المجارية، اللكيمات، القبلة العليا، الجرة، الحجنا، المشوك، المسيجد، الشعبة، الجبهة) وتعتبر من المناطق الطاردة للسكان لأسباب عدة.. الربح عدو كان الأجداد سابقاً- طوال العام- يأكلون من محصول الأرض، ولكن مؤخراً أصبحت عملية الفلاحة غير مجدية بسبب اهمال السكان للآراضي الزراعية وهجرتهم إلى المدن وعدم الاهتمام بها، فأصبح ما يجنيه المواطن يكاد يتساوى أو يكون أقل مما ينفقه على عملية الفلاحة، وتزداد المعاناة كلما اتجهت جنوباً، فهناك تكثر مشاهدة طائر العقاب بداية موسم الذري (بذر الحب في التراب) ثم يأتي دور الرباح عندما يصبح زرعاً، فإنه لا يسلم من قطيع الرباح الذي يتردد طوال اليوم بين كر وفر في مهاجمة الحقول الزراعية ويتعمد اتلافها قبل الحصاد الأمر الذي يكلف المزارع الكثير من النقود في شراء الذخيرة الحية لحماية زرعه من الهلاك، رغم ذلك قد لا يصل المحصول إلى النهاية ويموت في منتصف العمر بسبب قلة الأمطار. الخميس سوق ومركز تجاري سوق الخميس المركز التجاري الأول لأبناء المنطقة والمناطق المجاورة كان في السابق يشهد نشاطاً تجارياً متميزاً في عملية البيع والشراء وخصوصاً تجارة الماشية التي كانت تستقدم من القرى والأرياف أسبوعياً، ولكن في السنوات الاخيرة قل الاهتمام بالماشية بسبب ندرة الأمطار وقلة المحصول الأمر الذي يجبر مربي الماشية على بيعها بأبخس الأسعار خاصة عندما يهاجم الجفاف قرى المنطقة. التعليم: (طلاب بدون مدرسة، ومدرسة بدون طلاب) مدرسة (ثباب- قبيطة) كانت أول مدرسة تُبنى في المنطقة على نفقة المواطنين في عام 1970م بقيادة التربوي الكبير سالم حسن سعيد- رحمه الله- والذي تخرج على يديه الكثير من الكوادر المؤهلة من أبناء المرابحة والقرى المجاورة الأخرى مثل قرية ثباب والايفوع والرزوق والخداورة والاقفال والقبلة والشرف والقطهات والحنكة وعيريم وغيرها، ولا زالت مدرسة ثباب تستقبل طلاب القرى المجاورة خاصة بعد توسع المبنى في 1989م، وبعد إنشاء مدرسة آزال (الخاصة بالبنات) إلى جوار المدرسة السابقة بسبب الكثافة السكانية. وتعتبر مدرسة الحمزة أول مدرسة معتمدة في قرية مرابحة الفهيض.. فقد اعتمدت قبل 18 عاماً ولم يتم بناؤها حتى الآن، وهي أقدم من مدرسة الأيفوع ومدرسة الرزوق، لكنها لم يتم بناؤها رغم وجود الأرضية.. أثناء زيارتنا لهيئة التدريس والتلاميذ وحدها المأساة أكبر مما تتصور.. بعض التلاميذ يدرسون بجامع القرية والغرف التابعة للجامع، والبعض يدرس في دهاليز مهجورة، والبعض تحت الأشجار وتحت الطرابيل في البرد.. المدرسة لم تلق أي اهتمام من قبل الجهات المعنية منذ أن اعتمدت في 1995م. أثناء الزيارة طرح المدرسون والمدرسات العديد من الهموم وان من أهمها عدم توفر المبنى إلى الآن، التلاميذ يدرسون دون كتب لأن المدرسة تعاني عجزاً كبيراً جداً للكتب في جميع الفصول الدراسية.. بعض الفصول صرف لها خمسة كتب فقط للمادة الواحدة وهناك بعض المواد مثل الاجتماعيات لم تصل نهائياً إلى المدرسة. المدرسة الثانية المعتمدة في المنطقة هي مدرسة اللكيمات، التي تم بناؤها نهاية التسعينات لكنها لم تبن في المكان المناسب حيث بنيت في منطقة قليلة السكان وهي شبه خالية.. وعدد طلابها خمسة عشر طالباً وصفوفها من 1 - 3، وهيئة التدريس فيها مكونة من ثلاثة أشخاص فقط وهم المدير والوكيل ومدرس واحد يقال عنه (المعلم الوحيد في المدرسة). جمهورية القبيطة والمقاطرة الشيء المزعج بالنسبة للمدرسين والمدرسات في مدرسة الحمزة كأمثالهم من المدرسين في جميع مدارس منطقة القبيطة والمقاطرة هو عدم ضم رواتبالمدرسين لهاتين المديريتين للبريد أسوة ببقية الموظفين على مستوى الجمهورية.. لا يزالون يستلمون الراتب يداً بيد وكأنهم في جمهورية أخرى دون معرفة الأسباب. الطرقات في منتصف التسعينات اعتمد شق خط آخر إلى قرية اللكيمات وتفرع منه خط فرعي إلى جبل المرابحة واستمر كذلك رغم وعورته وبعد المطالبة اعتمدت ميزانية تقدر بأكثر من 13 مليون لتحسين الخط على مرحلتين الأولى يتم فيها بناء جدران لحماية الطريق والثانية رصف الطريق بالأحجار.. ولكن وبسبب المشاكل بين العقال والمتمصلحين والتواطؤ من قبل الجهات المباشرة والمشرفة على تنفيذ المشروع تم صرف المبلغ وظلت مأساة الطريق كما هي (على وتيرتها السابقة) ولا استفاد إلاّ المتمصلحون وظلت الطريق مأساة الحاضر ولعنة المستقبل، والذين كانوا يضربون صدورهم لتوفير الاحجار من الراهدة لرصف الطريق استلموا المبالغ وفحطوا من القرية دون رجعة، رغم أن هناك عمالاً لم يستلموا مستحقاتهم، إلى الآن وتقدر أتعابهم بأكثر من مليون ريال، وبهذا الخصوص تحدث المواطن/ عبدالكافي محمد بدر قائلاً: “ان سبب خراب المشاريع في القرية هم أصحاب المدن خربوا المدرسة والطريق ومشروع الماء وكل شيء جميل في القرية.. وإذا كانت هناك فائدة في القرية يسافرون من أجل أن يتقاسموها.. والكثير منهم يسافرون أيام المناسبات والأعياد يعني (من العيد إلى العيد).. (يروحوا يقرطوا ديمقراطية وحزبية وعصبية..يعصبوا الشباب المراهقين توقيعات وتحريضات أسبوع يعطلوا المشاريع ويسافرون عند أسرهم وخدمات المدينة). من الآن أنا أناشد أبناء القرية عدم السماح لأي شخص من أبناء المدن في التدخل في مشاريع ومصالح القرية بعضهم حق هدرة.. العام الماضي اجتمعنا وقلنا لهم نريد اصلاح مشروع الماء لإعادة تأهيله والتفاهم مع المقاول المتسبب في تكسير البيبات أثناء شق طريق -ثباب الجواعة قالوا سنحجز على المقاول المعدات وسوف نرغمه على اعادة ترميم الشبكة بعد تعطيلها.. كله كلام فاضي.. قبل أيام رحل المقاول بمعداته وترك المشروع ولم يصلح شيئاً، حاول البعض منعه من أخذ المعدات فاستعان برجال مسلحين من أبناء الصبيحة وأخرج المعدات بالقوة تواصلنا مع أبناء القرية العاملين في المدن لكن كان جوابهم التنصل من أي مسؤولية تهمهم وتهم قريتهم، وقالوا ليس لنا تدخل في ما حدث.. ولا صلح المشروع ولا صلحت الطريق الوايت يصل إلى كل القرى إلا عندنا بسبب خراب الطريق وإذا طلع الماء بالسيارة العادي تصل تكلفة الدبة الواحدة إلى أكثر من مئتين ريال.. كانت الدبة تصل عبر العداد بعشرة ريال قاموا سيسوا المشروع واعدموه للنهاية. أثار المرابحة تتميز قرية مرابحة الفهيض بوجود بعض السدود الأثرية التي لا يعرف تاريخ بنائها أحداً مثل (سد الجعثا وسد سُوَيلم وسد المشقب وسد المشاح الكائن أسفل قمة جبل الركيزة) كما تتميزالقرية بوجود بعض القلاع الأثرية أشهرها قلعة حياء أو (دار حيا) يبلغ طول القلعة حوالي 24 م× 20 متر.. تحتوي القلعة على أكثر من 40 غرفة بالإضافة إلى سقايتين داخل القلعة وبعض المدافن لحفظ الحبوب وجامع أثري.. ويقدر عمر القلعة بأكثر من 250 سنة ومن الأماكن الأثرية أيضاً مسجد دار العقال وبئر الخصالي ودار المشوك.. لقد كانت تلك القلاع تحوي الكثير من الكتب والمخطوطات الأثرية ولكن وبعد نزول جنود الإمام والتمركز في تلك القلاع قاموا بإحراق جميع الكتب والمخطوطات بغرض تجهيل أبناء المنطقة في فترة الخمسينات. وداعاً مشروع المياه كانت النساء سابقاً تجلب الماء من مسافات بعيدة مثلاً من (غيل الشجح- السحر- الركوب أو المقصوب) الأمر الذي دفع الحاج/ عبدالكريم يحيى بتوجيه أول رسالة عام 1980م إلى الجهات الرسمية وقد طالب فيها ضرورة ادراج قرية المرابحة والقرى المجاورة ضمن الخطة الخمسية لشدة الحاجة إلى الماء بسبب الجفاف وكون المنطقة تقع في الأطراف الجنوبية المجاورة لقرى الشطر الجنوبي سابقاً لذلك قوبل الطلب بالموافقة في 1981م وتم اعتماد مشروع مياه المرابحة رسمياً من قبل وزارة الزراعة والثروة السمكية. بدأ الحاج/ عبدالكريم يحيى ثابت المتابعة للمشروع وشق طريق ثباب المرابحة لاعتماد مشروع مياه المرابحة ثم شق الطرق إلى الخزانات الثلاثة. بعد شراء مواقع الخزانات وموقع البئر وبذلك انجز المشروع في 1988م ثم وفرت المضخات وكذلك الشبكة الداخلية في 1991م حيث سلم المشروع من قبل المجلس المحلي للحاج/ عبدالكريم يحيى ثابت ومنذ تلك الفترة والمشروع يشتغل على أكمل وجه.. يقول المدير التنفيذي للمشروع- سابقاً- رياض عبدالله سالم. حافظت على المشروع لمدة 29 عاماً.. كانت إذا اكتسرت ماصورة اصلحها بنفس اليوم، وقد تعرضت للموت في أحد الأيام بسبب البطة ضغطت على قدمي والآن أصبحت شبه عاجز واحتاج إلى عملية ستكلفني الكثير، قدمت مرة مذكرة بخصوص تكاليف العلاج فصدر تقرير بمنحي قيمة هذه التكاليف العلاجية لكن إلى الآن لم أستلمها، طالبت ببئر جديد إلى جانب البئر الأول ومع ذلك لم أجد إلا النكران والجحود.. وفي 2009م قام يعض المواطنون بثورة ضد إدارة المشروع وبعد الاخذ والرد سلمنا لهم المشروع عن طريق أمين عام المجلس المحلي سابقاً مختار الحربي بعد أن ضغط علينا أبناء المرابحة لتسليم المشروع.. سلمنا المشروع، وبعدها طلبوا محاسبتنا وبعد مثولنا انسحبوا فحولونا على المحاسب القانوني التابع لمحافظة لحج، رغم ذلك لم يدفع خسارتي أحد.. المهم سلمنا المشروع ولم يمر عليه اسبوع إلا وأصبح في خبر كان وانتهت غرف المضخات وأصبحت معرضة للمطر.. البيبات الرئيسية اتلفت بسبب شق طريق ثباب الجوازعة ولم يتم اعادتها من قبل المقاول.. أجزاء من الشبكة الداخلية تم نهبها من قبل المواطنين، مشروع قيمته عشرات الملايين حافظت عليه ثلاثين سنة وكان الماء يصل إلى داخل المنازل بواسطة العداد الذي أصبح منتهياً تماماً، ويحتاج إلى ملايين لإعادة تأهيله.