ذهبت معظم ردود الأفعال, امس, نحو حالة من النقد والتهكم حيال المقابلة الصحفية للواء علي محسن الأحمر, مع صحيفة "الشرق" المقربة من النظام السعودي. وكان اللواء الأحمر, أفصح للصحيفة أنه لا يعتزم ترك منصبه العسكري, بعد تعهدات سابقة له بالاستقالة من منصبه حال أن تتم لمرحلة الانتقالية في البلد. كما تحدث اللواء عن أن الرئيس هادي كان على تنسيق معه ومع قادة عسكريين آخرين خلال الثورة. كما تضمنت المقابلة رسائل حرص فيها اللواء مجسن على أن يظهر مناوئ لإيران ووجودها في اليمن, متهماً اياها بمحاولة اقصائه وشن حملة اعلامية عليه حسب قوله.. "الاولى" اتصلت بالدكتور فؤاد الصلاحي استاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء، الذي قال: ان ماورد في المقابلة "عادي، ولا يوجد جديد فيه"، وقال ان محسن تحدث عن القضية الجنوبية ويبدوانه ضد الانفصال ومع استمرار للوحدة بشكلها الحالي ، وهذا تجاوز للأحداث ". وحول علاقة التقارب والتنسيق التي تحدث عنها "محسن" مع رئيس الجمهورية خلال الثورة قال الصلاحي ان "هذا التقارب معروف وكل الاطراف الموجودة التي خرجت من المؤتمر نسقت مع بعصها وهذه ليست قضية كبيرة وهو رجل يفهم بالتوازن السياسي جيدا ". واعتبر الصلاحي ان علي محسن "اكثر واحد دعم باتجاه منح صالح الحصانة ، لأنه لا يريد النظام الذي عاش معه ان يتحول لمصدر اتهام وهو لعب دورا كبيرا مع القبيلة والمشاركة في بقاء صالح والمؤتمر والنظام السابق ومنحه الحصانة مقابل وصولهم الى السلطة ، خاصة وان هناك احزابا لأول مرة تصل الى السلطة من 40 سنة". واضاف الصلاحي ان "محسن " اوجد مبررا لنفسه انه كان يريد ان يخرج من الجيش لولا التهديدات والتي يقصد بها الحوثيين، الذين يهددون بالسيطرة على المحافظات الشمالية لكن هناك قضية اخرى الى جانب التوازنات المحلية هناك التوازنات الاقليمية، والسعودية معنية ببقاء اشخاص يخدمون سياستها، وليس من السهل خلعه وخروجه بيوم واحد هؤلاء لهم شبكات علاقات مرئية اضافة الى علاقتهم بالخارج". وحول رسالته لإيران قال الصلاحي: انها جاءت بناء على اتفاق بينه وبين هادي ضد ايران ، خاصة وانها تزامنت مع تصريحات لهادي حول ايران ، خاصة وانه قدم شكرا لكل الدول التي قدمت المبادرة". واستطرد الصلاحي هؤلاء رجال توازن ليس من السهل ابعادهم ، امريكا داخلة بكل ثقلها لإيجاد رجل يمكن الاعتماد علية لمكافحة الارهاب، والسعودية كذلك، وتفجر الوضع سيؤدي الى سيطرة قوى اخرى تخشى منها الدولتان". وتابع: "علي محسن واحمد علي يشكلان قطبين لا يمكن ان تخلع احدهما دون ان تضع تغييرا في الاثنين، والهيكلة لا تعني اخراجهما من اليوم الاول وانما خطوة نظرية بمعنى ان محسن سيستمر سنتين في قيادة الفرقة". واضاف الصلاحي : "على اي حال القادة العسكريون الفرعيون هم يتحركون نبعا لأوامر القائدين محسن واحمد، واحزاب المشترك ضعيفة، وهناك علاقة بينها وبين "محسن" هي تدعمه لتقديم نفسه سياسيا وهو يدعمها بالحديث عن حماية الثورة". واختتم الصلاحي حديثه بالقول: " لا احد دعم الثورة، لا محسن ولا غيره، وهذه الاحزاب عاجزة ويستطيع اي قائد عسكري ان يتحكم بها، والعسكر ليس لديهم مانع ان يصل هؤلاء الى السلطة مقابل بقائهم في المؤسسة العسكرية". لن تتم الهيكلة الا بتغيير نوعي وجذري ، وخروج محسن واحمد علي ، وهذا يتطلب سنتين من الان في اطار ان يبقى هادي قويا وفاعلا في هذه المعادلة". مواقع التواصل الاجتماعي لم تخل من تعليقات الناشطين والكتاب على مقابلة علي محسن ، حيث كتب الناقد محمد ناجي احمد في صفحته :" بالنسبة للصحيفة فقد ادعت في مقدمة الحوار بان اللواء لا يحب الظهور الاعلامي لهذا سأسال القارئ عن تدفق حضور اللواء – خلال السنتين الماضيتين – من خلال الصحافة الورقية ، والتلفزيونية". واضاف ناجي :" هل تدحض المقدمة التسويقية التي يدحضها السيل الجرار لظهوره الدائم ، واما زعمه بان وسائل اعلام " الرئيس السابق " تستهدفه بشكل يومي فان تداول تلك الوسائل الاعلامية لشخص اللواء فيه من غض الطرف ما يشي بزيف الصراع!". الصحفي والناشط الحقوقي احمد الزرقة ،كتب من جهته :" الجنرال العجوز يتراجع عن كل تعهداته التي اعلنها خلال الثورة ، ويعلن انضمام الرئيس هادي لثورة الشباب السلمية ". من جانبه كتب الصحفي محمد المقالح :" في حوار معه نشر اليوم في صحيفة الشرق الاوسط ، قال الجنرال المنشق اللواء علي محسن الاحمر بان الرئيس عبد ربه منصور هادي كان على علم مسبق بقرار انضمامه الى الثورة!". واضاف المقالح : " لا تعليق لي هنا سوى انني اخشى ان يأتي يوم يخبرنا فيه الجنرال بان الرئيس صالح كان ايضا على علم بقرار انقلابه على الثورة – عفوا – انضمامه اليها".